“الحمار الذهبي”.. كيف يكتشف الفرد إنسانيته

شيرين صبحي

رؤية
اختارت فرقة “لا يهم الغليسين” نصا يرجع إلى العصر الروماني هو “التحوّلات”، الذي عرف بعنوانه الثاني “الحمار الذهبي”، التي تحتوي على أحد عشر كتيبا، تسرد مكابدات بطله لوقيوس، الذي أراد أن يكتشف أسرار الغيب، فأغرى فوتيس، خادمة امرأة خبيرة في السحر تدعى بامفيلي، كي تختلس له شرابا سحريا سوف يحوّله من جنس إلى جنس، ولكن الخادمة الغبية أخطأت، واختلست شرابا آخر، وبدل أن يتحوّل لوقيوس إلى طائر كما كان يحلم، تحوّل إلى حمار.

ومن ثم وجب عليه أن يأكل وردا نديّا كي يستعيد صورته الآدمية. وبما أنه صار حمارا، فقد تداولته الأيدي وعاملته كما يعامل الحمار في العادة، فعانى ويلات لا تخطر ببال، كاعتزام أحد مالكيه تزويجه لامرأة محكوم عليها بأن تعيش في سيرك بكورنتيا، وفقا لصحيفة “العرب”.

يرفض لوقيوس/ الحمار هذه الفعلة الشنيعة التي تسيء إليه وإلى كرامته، فيهرب إلى شاطئ سخريس المطل على بحر إيجه، حيث تنقذه الإلهة إيزيس، إذ يجد خلال حفل يقام على شرفها الورد المنشود، يأكله فيستعيد آدميته، فيعتنق إثر ذلك ديانة إيزيس، ويصبح كاهنا ينشر تعاليم ذلك المعتقد، وبذلك تكتمل رحلة الفتى لوقيوس، الذي بدأ ساذجا بسيطا، ثم حاز الحكمة وأصبح إنسانا بحق.

والمسرحية تقتفي خطى السرد كما جاء في الرواية، مع استثناءات قليلة، وقدر كبير من الخيال، خيال مجنّح تجاوز به المخرج فرنسوا شارّون وأعضاء الفرقة الفرنسية إمكاناتهم المحدودة، ليبتكروا حيلا بسيطة، ولكنها فعّالة ومقنعة، تنتزع الضحكة، ولا تسيء إلى تنامي الحكايات التي يأخذ بعضها برقاب بعض، إذ كانوا يجيئون بمِرَش عند الحديث عن المطر، ويصنعون برّوكة من خيش المكنسة لتصوير امرأة عجوز، ويلصقون أذنين طويلتين على صدغي الممثل الذي يقوم بدور الحمار.

ربما يعجبك أيضا