«نيويورك تايمز» تكشف عن الخسائر البشرية للحرب الجوية الأمريكية

سهام عيد

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الإثنين 25 إبريل 2022، تقريرًا يكشف عن الإخفاقات المأساوية والكارثية للحروب التي أدارها الجيش الأمريكي عن بُعد.

وحصلت الصحيفة على مدار السنوات الثلاثة الماضية على أكثر من 1300 تقييم من تقييمات المصداقية بموجب قانون حرية المعلومات.

وتغطي هذه التقارير الادعاءات ذات الصلة بالغارات الجوية التي نُفّذت بين سبتمبر 2014 ويناير 2018.

وتقول الصحيفة: “لم يكن ما رأيتُه في هذه التقارير مجرد سلسلة من الأخطاء المأساوية، بل نمطٌ متكررٌ من الحصانة والإفلات من العقاب: من الإخفاق في رصد المدنيين، وفي إجراء التحقيق الميداني، وفي تحديد الأسباب أو الدروس المستفادة، وفي الإقرار بارتكاب مخالفة أو اتخاذ أي إجراء تأديبي قد يحول دون تكرار هذه الأخطاء مجدداً.. يبدو أن هذه المنظومة لم توضع لإخفاء حصيلة الضحايا الفعلية للغارات الجوية الأمريكية فحسب وإنما أيضًا لإضفاء شرعية على استخدامها على نطاق واسع”.

من جانبه، أشار المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الأمريكية النقيب بيل اوربان إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تدّخر جهداً لتتفادى موت الأبرياء، قائلاً: “تحدث الأخطاء، إما بسبب المعلومات المنقوصة أو التفسير الخاطئ للمعلومات المتاحة. ونحن نحاول التعلّم من هذه الأخطاء”، لكنه اعترض على فكرة أن يكون البنتاجون بمأمن من العقاب، مشيرًا إلى أنه “يتم الحكم على مشروعية الضربة العسكرية في ضوء المعلومات التي كانت متاحةً للقوات المنفذة للغارة وقت اتخاذ القرار بتنفيذها”.

وكشفت الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة عن أن “الأكياس البيضاء” التي تحتوي على “نترات الأمونيوم” داخل “مصنع متفجرات بدائية” كانت في الأغلب أكياس قطن في أحد المحالج، والمبنى الذي افتُرض أنه مقرّ لداعش كان منزلًا يقيم فيه شقيقان وزوجتاهما وأبناؤهما منذ وقت طويل، أما “الذكر البالغ الذي له صلةٌ بتنظيم داعش” فكان في حقيقة الأمر “امرأةٌ مسنّة”، والرجل الذي يحمل سلاحاً “فوق كتفه الأيسر” لم يكن يحمل أي أسلحة، والرجال الذين يقودون خمس دراجات نارية “بسرعة” “بمحاذاة بعضهم البعض” – ويعطون “انطباعًا” بشن هجوم وشيك – لم يكونوا سوى أشخاص على متن دراجات نارية. “الجسم الثقيل” الذي كان يُجرّ نحو إحدى البنايات كان في واقع الأمر طفلاً.

وتزيح الوثائقُ الستار أيضًا عن إجراءات المصادقة على الغارات وتقييمها بعد وقوعها. على سبيل المثال، يشير تقييم البنتاجون لغارة “اليابسات” إلى أن أحد المسؤولين الذين راجعوا المعلومات الاستخباراتية، وهي ممثلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قد حذرت من إمكانية سقوط ضحايا مدنيين.

رغم ذلك، يشير التقييم إلى أن “المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة بالهدف لم تكشف عن وجود نمط حياة مدني” في موقع الهدف وأن الفيديو الذي التُقط قبل الغارة لم تكن فيه “أي إشارة واضحة لنشاط بشري” في المنطقة.

وجد التقرير أيضًا أن غارة اليابسات “امتثلت تمامًا” لقانون الحرب بل “فعلت أكثر مما كان مطلوبًا للتخفيف من الأضرار” بأن نُفّذت أثناء الليل.

وأخيرًا، أوصى التقرير بإجراء تحقيق كامل حول “حديد الهدف وعملية جمع المعلومات” المستخدمة لتحديد “نمط حياة” المدنيين.

ربما يعجبك أيضا