الرئيس الإندونيسي: بلادنا ما زالت تحتفظ بسمعتها كنموذج للإسلام المعتدل

كارم عبدالغفار

رؤية

جاكرتا – قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، اليوم الإثنين، إن بلاده ما زالت نموذجا للإسلام المعتدل وذلك ردا على منتقدين يشيرون إلى تجمعات حاشدة لمسلمين متشددين وسجن سياسي مسيحي بتهمة التجديف كدليل على تهاوي سمعتها.

وقال ويدودو في جاكرتا “التعددية كانت دائمًا جزءًا من النسيج الإندونيسي” وأضاف “رغم التحديات الكثيرة كان الإسلام في إندونيسيا دوما قوة اعتدال”.

ويشمل فكر الدولة في إندونيسيا الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية إلى جانب الإيمان بالله وضمان التنوع الديني في نظام حكم علماني.

وحظرت الدولة نشاط الجماعات الإسلامية في عهد الرئيس السلطوي سوهارتو الذي انتهى عام 1998 لكن هذه الجماعات، التي خرجت من أطراف المجتمع في الدولة التي تضم أكبر أغلبية مسلمة في العالم، زاد نفوذها في السنوات الأخيرة.

وتصاعدت التوترات الدينية والسياسية في نهاية العام الماضي عندما قاد إسلاميون احتجاجات شارك فيها مئات الألوف في جاكرتا ضد حاكم العاصمة في ذلك الوقت وهو مسيحي من أصل صيني بعد إهانته القرآن.

وخسر حاكم المدينة باسوكي تجاهاجا بورناما حليف الرئيس ويدودو مسعاه للفوز بفترة ولاية تالية لصالح منافس مسلم في أبريل نيسان بعد قيام جماعة جبهة المدافعين عن الإسلام بإثارة الناس ضده على مدى شهور.
وفي مايو أيار حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة التجديف.

وقال ويدودو إن إندونيسيا “ما زالت نموذجا” للتعددية وأشار إلى تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يوم السبت خلال زيارة شخصية للبلد الذي أمضى فيه جزءا من طفولته وقال فيها إنه يجب الحفاظ على تاريخ اندونيسيا من التسامح الديني.

وقال أوباما في مؤتمر في جاكرتا “من المهم للغاية هنا في أندونيسيا وفي الولايات المتحدة وفي أوروبا وفي كل مكان مكافحة سياسة ‘نحن وهم‘.”

واستهدفت الجماعات مجموعات منها المثليون والمتحولون جنسيا الذين اضطر كثيرون منهم للاختباء بسبب مطاردات الشرطة.

وزير الدفاع الإندونيسي وصف المثلية الجنسية بأنها تشكل تهديدا للأمن الوطني ودعا زعيم ثاني أكبر جماعة إسلامية في إندونيسيا الأسبوع الماضي إلى مقاطعة سلسلة مقاهي ستارباكس الدولية لموقفها المؤيد للمثليين.

وينتهج الرئيس بحسب “رويترز” سياسة حذرة فيما يتعلق بمسألة حقوق المثليين قائلا “اندونيسيا ما زالت دولة متسامحة” يكفل دستورها احترام وحماية حقوق الجميع.

لكنه أضاف “نحن الدولة التي بها أكبر أغلبية مسلمة لذلك فإن اندونيسيا لها أعرافها الدينية الخاصة بها وقيمها المنفردة وكذلك ثقافتها التي يجب احترامها”.

وقال ويدودو “لا مكان لداعش في إندونيسيا”.

ربما يعجبك أيضا