الرسائل والدلالات السياسية لزيارة ملك الأردن لمخيم للاجئين الفلسطينيين

علاء الدين الطويل

رغم الصعوبات المالية، التي تمر بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن الأردن استمر بتوفير كل الخدمات الممكنة في المخيمات.


حملت زيارة الملك عبدالله الثاني لمخيم عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين، يوم الاثنين الماضي 31 أكتوبر 2022، دلالات ورسائل سياسية، سواء محليًّا أو إقليميًّا.

وأُنشئ مخيم عزمي المفتي كأحد 6 مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الأردن في العام 1968 ويبعد 10 كيلومترات جنوب إربد شمالي المملكة، واحتشد المئات من أبناء المخيم لاستقبال الملك وسط ترحيب كبير به.

رعاية ملكية للمخيمات

شدد العاهل الأردني، في حديثه لأبناء المخيم، أنه ورغم الصعوبات المالية، التي تمر بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن الأردن استمر بتوفير كل الخدمات الممكنة في المخيمات، ويعمل مع المجتمع الدولي لزيادة المساعدات للوكالة.

وتواجه “الأونروا” أزمة مالية تتفاقم عامًا بعد آخر، في ظل شح الدعم الدولي والمخططات المستمرة لوقف عملها، ورغم أن نسبة العجز المالي لدى الوكالة، انخفضت من 100 مليون دولار إلى نحو 80 مليونًا، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، يخلق صعوبة كبيرة في توفير رواتب موظفيها، وتغطية مستحقات قطاعي الصحة والتعليم.

المبادرات الملكية في المخيمات مستمرة

وفقًا لتصريحات رئيس الديوان الملكي الأردني، يوسف العيسوي، فإنه ومنذ عام 2006 جرى تنفيذ العديد من المشروعات في المخيمات بالمملكة، بقيمة إجمالية بلغت 23 مليون دينار، ومن ضمنها مشروعات في مخيم الشهيد عزمي المفتي، بلغت قيمتها نحو مليون و700 ألف دينار.

وأشار العيسوي إلى أن المبادرات الملكية في المخيمات مستمرة، وسيكون التركيز على المشروعات التشغيلية والإنتاجية، التي توفر فرص عمل للشباب والمرأة. في مسعى للتغلب على ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين اللاجئين الفلسطينيين، الذي بلغ نحو 80%.

دلالات الزيارة

يرى الكاتب الأردني، حسين دعسة، أن دلالات كبيرة وراء زيارة الملك عبدالله الثاني لمخيم عزمي المفتي، الذي عرف سابقًا باسم مخيم الحصن، ويقطنه عشرات الآلاف. وقال إن الزيارة تعزز إصرار الملك على ثبات موقف الأردن تجاه قضية الشعب الفلسطيني ومقدساته وحقوقه.

وذهب دعسة، في مقالة نشرتها صحيفة “الرأي”، اليوم الثلاثاء، إلى أن “في زيارة الملك، وهج من إصرار وعزم ملكي، بحيث تكون قوة الأردن، من قوة مواطنيها وساكنيها من شتى الأصول والمنابت، وهم في أمان الملك والديوان الملكي الهاشمي”.

تأكيد على الإصلاح السياسي

اعتبر الكاتب الأردني، ماجد الأمير، أن زيارة الملك عبدالله الثاني لمخيم عزمي المفتي، وما رافقها من “لقاء دافئ” مع أهالي المخيم، حملت تجديدًا للرسالة السياسة الأردنية الثابتة، في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقًا للكاتب، حملت الزيارة رسالة ودلالة في أن الإصلاح السياسي في الأردن خيار ملكي، ولا رجعة عنه، ودعوة لأبناء المخيم الانخراط بفاعلية في الأحزاب البرامجية والحياة السياسية. وكذلك، رسالة واضحة بأن الأردن مستمر في رعاية أهل المخيمات، وتقديم احتياجاتهم، ولكن دائما يوجد مطالبة رسمية بأن تستمر الوكالة في دورها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.

مخيم عزمي المفتي

وعرف مخيم الشهيد عزمي المفتي سابقًا باسم “مخيم الحصن”، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ على إثر حرب 1967، لإيواء من قدم من الضفة الغربية وقطاع غزة،ويبعد 70 كيلومترًا شمال العاصمة عمّان.

وأنجز العمل في هذا المخيم عام 1968، وأطلق عليه هذا الاسم تبعًا للدبلوماسي الأردني، عزمي المفتي، وهو من أصول شركسية، واغتيل في رومانيا عام 1984، وهو ابن رئيس الوزراء الأردني السابق، سعيد المفتي.

ربما يعجبك أيضا