الزعيم الصيني يحكم قبضته على البلاد.. فهل يصبح خطرًا على بكين؟

بسام عباس

قائمة طويلة من الأزمات تواجه الصين، تفاقم العديد منها تحت حكم شي جين بينج، الذي أحكم قبضته على السلطة، ما يجعله خطرًا داهمًا على البلاد.


عَدَّدت شبكة سي إن إن الأمريكية الأزمات التي تواجه الصين، وذكرت منها تعثر الاقتصاد والبطالة، والتوتر بينها وبين القوى العالمية الكبرى.

وقالت الشبكة، في تحليل لمراسلتها سيلينا وانج، نشرته، أول من أمس الجمعة 21 أكتوبر 2022، إن الزعيم الصيني، شي جين بينج، عزز سيطرته على البلاد، وأطلق عليه لقب “رئيس كل شيء”، ويستعد الآن لفترة ثالثة.

شي يحكم قبضته على السلطة

أوضحت سيلينا وانج أن شي عندما تولى السلطة عام 2012، وجد الحزب متأزمًا، يجتاحه الفساد والاقتتال الداخلي، وكان الحل الوحيد أمامه هو العودة إلى الحكم الديكتاتوري، فتخلص من المعارضة الداخلية، وألغى حدود الفترة الرئاسية، ودمج رؤيته الخاصة في دستور الحزب.

وعمل شي على تقوية الحزب وسيطرته على جميع جوانب الحياة، وزعمت بكين أن الإجراءات الصارمة تقيد الشركات ذات النفوذ المفرط وتحمي المستهلكين، ولكن هذه الإجراءات أقلقت الشركات الخاصة، وأضرت بالاقتصاد وأثارت مخاوف بشأن الابتكار المستقبلي.

عدو نفسه

قالت مراسلة الشبكة إن الحزب الشيوعي الصيني لم يعد يصنف نفسه كحزب تنموي، واضعًا التنمية الاقتصادية كهدف أساسي له، ومع إحكام قبضة شي جين بينج على السلطة، أُلحقت أضرار جسيمة بالاقتصاد الصيني.

ونقلت عن مدير المعهد الصيني في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، ستيف تسانج: “إن ألد أعداء شي جين بينج في حكم الصين هو شي نفسه”، لافتًا إلى أن عملية تفكيك إحكام قبضته على السلطة ستبدأ عندما يرتكب خطأً سياسيًّا فادحًا يحدث فوضى في الصين.

فخ صفر كورونا

لم تؤثر أي أزمة في اقتصاد الصين بقدر ما فعلت سياسة “صفر كورونا”، التي تمسكت الصين بها، معتمدةً على الاختبارات الجماعية، والحجر الصحي الشامل، والإغلاق المفاجئ للقضاء على العدوى بأي ثمن، وزعمت بكين أن هذه السياسة حمت البلاد من الانزلاق إلى كارثة صحية، وفق شبكة سي إن إن.

وأضافت الشبكة أن الحكومة الصينية أغلقت مدنًا بكاملها، ووضعتها في الحجر الصحي بسبب عدد قليل من الإصابات، وأصبحت مشاهدة اصطفاف المواطنين لاختبارات كورونا ومسح رمز التتبع الصحي أمرًا طبيعيًّا، مشيرةً إلى أن منظمة الصحة العالمية عندما انتقدت سياسة صفر كورونا بحسبانها “غير مستدامة”، حظرت بكين بيانها على وسائل التواصل الاجتماعي.

إرضاء الزعيم فوق مصلحة البلاد

تقول رئيسة مركز الصين في القرن 21 بجامعة كاليفورنيا، سوزان شيرك، إن قادة الصين “يتنافس بعضهم مع بعض لإثبات مدى ولائهم له، لأن شي يُقرِّب الموالين، وليس الأكثر كفاءة”، وقالت إن “هذا يؤدي إلى مغالاة المرؤوسين في تنفيذ السياسات لمحاولة إرضاء شي”، بحسب شبكة سي إن إن.

وأضافت شيرك أن هذا حدث في تطبيق سياسة “صفر كورونا”، فربط شي قيادته مباشرة بالاستراتيجية، ولذلك اتبعها المسؤولون المحليون بحماس لإظهار الولاء للقائد والحفاظ على مناصبهم، دون مراعاةٍ لتداعياتها السلبية على الشعب أو الاقتصاد.

تراجع النمو الاقتصادي

قالت الشبكة الأمريكية إن عمليات الإغلاق المستمرة أدت إلى تراجع وتيرة نمو الاقتصاد الصيني، ووصلت نسبة البطالة بين الشباب إلى نحو 20%. وتضطر الحكومات المحلية إلى الإنفاق على اختبارات كورونا الجماعية، في حين دعا الخبراء إلى إنفاق الموارد على زيادة معدلات التطعيم بدلًا من بناء مواقع اختبار ومنشآت الحجر الصحي.

وأضافت أن معظم الخبراء الدوليين طالبوا الصين بإيجاد طريقة للتعايش مع الفيروس، إلا أنها ضاعفت الإجراءات الصارمة، وأغلقت، في وقت سابق من هذا العام، مدينة شنجهاي لمدة شهرين، وعاني السكان خلالهما للحصول على ما يكفي من الغذاء والضروريات الأساسية.

أزمة القطاع العقاري

يزعم الحزب الشيوعي أن قيادته ساعدت في انتشال مئات الملايين من براثن الفقر، وتحويل القرى إلى مدن ضخمة. ولكن معجزة النمو هذه تباطأت، والعديد من تحديات الاقتصاد الصيني تفاقمت من جراء سياسات شي، وفق ما أوردته سي إن إن.

وأضافت الشبكة أن القيود التي فرضتها الحكومة الصينية أدت إلى تضييق الخناق على شركات العقارات، ما أدى إلى أزمة خانقة في القطاع، الذي يمثل نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بما أثر بشدة في الاقتصاد الصيني.

ربما يعجبك أيضا