الزعيم الصيني يوصي أعضاء الحزب الشيوعي بـ«الاستعداد للنضال»

أحمد ليثي

تقف الصين على أعتاب مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد المؤتمر الـ20 لحزبها الشيوعي الحاكم والوحيد، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية صعبة.


دعا الرئيس الصيني، شي جين بينج، أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم للتركيز على مهمتهم التاريخية، والاستعداد لنضالات المستقبل.

وذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، في تقرير نشرته اليوم السبت 1 أكتوبر 2022، أن الرئيس شي قال لمجلة “تشيوشي” التابعة للحزب الشيوعي، إن “الصين أقرب الآن لتحقيق مجدها القومي لكنها ستمر ببعض المخاطر والتحديات”.

الحزب يتحد

قال شي لمجلة “تشيوشي”: “يجب أن يتحد حزبنا لقيادة الشعب في مواجهة التحديات الكبرى، والدفاع عن البلاد ضد المخاطر الكبرى، والتغلب على المعوقات الكبيرة، وحل التناقضات الكبرى، وكذلك يجب أن نواصل النضال في ظل الظروف التاريخية الجديدة”، مضيفًا أن أعضاء الحزب يجب أن يظهروا المثابرة لمواصلة الرحلة.

ولم يخض شي في تفاصيل التحديات والصراعات، رغم ان الصين تواجه مجموعة من الضغوط الخارجية والداخلية المعقدة، منها التنافس مع الولايات المتحدة، والتوترات المتزايدة في مضيق تايوان، والإحباط المتزايد الذي نجم عن سياسة “صفر كوفيد” وتأثيرها في سير عجلة الاقتصاد.

استقرار النظام السياسي

تأتي تصريحات شي قبل أسبوعين فقط من انعقاد المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي، الذي من المتوقع أن يؤمن فيه الرئيس الصيني لنفسه ولاية ثالثة غير مسبوقة كزعيم للحزب. وأشار شي إلى أن الحزب “يجب أن يظل مركزًا على المسار الذي سلكه”، مشددًا على أن بلاده لن تعود إلى المسار القديم للعزلة والدوجمائية مرة أخرى، ولن تسعى لتغيير النظام السياسي.

من جانبه، حث رئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانج، الحكومات المحلية على اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وذلك في خطاب ألقاه في حفل العيد الوطني السنوي، بحسب “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

لي كه تشيانج

لي كه تشيانج

استقرار الاقتصاد

قال الرئيس الصيني لمجلة الحزب الشيوعي: “اقتصادنا يواجه الآن العديد من التحديات والصعوبات، لكن الوقت لا ينتظر أحدًا، لذلك يجب أن نركز كل الجهود على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد”، مشددًا على أن بلاده لا تزال تتمتع بالثقة والقدرة على الحفاظ على النمو الاقتصادي ضمن النطاق المقبول.

وحث شي أعضاء الحزب على تركيز جهودهم على الاقتصاد، قائلاً إن “على أعضاء الحزب أن يعملوا كما لو أنه لا يوجد غد، خاصة بعد وصول معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح سنهم بين 16 و24 عامًا إلى 18.7% في أغسطس الماضي، أي أقل بقليل من الرقم القياسي المسجل في يوليو، الذي بلغ 19.9%.

اقتصاد الصين يتراجع

خفض البنك الدولي في تقرير نشر يوم الثلاثاء الماضي، توقعاته للنمو في الصين هذا العام إلى 2.8%، انخفاضًا من توقعاته السابقة في إبريل البالغة 5.0%، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتخلف فيها نمو الصين عن بقية دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ أكثر من 3 عقود.

من جهته، حدد رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانج، هدفًا للنمو يبلغ 5.5% في مارس، لكنه أقر منذ ذلك الحين بأن الصين قد لا تتمكن من تحقيق هذا الهدف، وشدد في حديث تلفزيوني، أمس الجمعة، على أن الصين مرت بعام غير عادي ومواقف دولية صعبة.

لي كه تشيانج يتنحى

بحسب تقرير “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، سوف يتنحى لي كه تشيانج عن رئاسة الوزراء بعد فترتين في مارس المقبل، وليس من المعروف ما إذا كان سيبقى في منصب قيادي آخر. وقال لي كه تشيانج في حديثه، إن الصين ستواصل تعزيز مستوى عالٍ من الانفتاح على العالم، ودعم التجارة الخارجية والاستثمار.

وعلقت الصحيفة بأنه “في هذا السياق، من المعتاد أن نرى درجة من الجمود السياسي قبل مؤتمر الحزب الذي ينعقد مرة كل 5 سنوات، والذي سيحدث تغييرات شاملة في الموظفين، في حين أن عديدًا من المسؤولين المحليين يتبنون نهج الانتظار والترقب حتى تتضح تشكيلة القيادة التالية”.

مشكلات متواصلة

أثرت العقوبات التجارية المفروضة على الصين في اقتصادها، من خلال تقييد وصول الشركات الصينية إلى الأسواق الأجنبية. واشتد التنافس مع الولايات المتحدة وسط بيئة اقتصادية عالمية مضطربة والتأثير المستمر للحرب الروسية الأوكرانية، في حين أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أبقى التعريفات التجارية التي أقرها سلفه، على عكس المتوقع.

ووفقًا لتقرير الصحيفة الصينية، تفاقمت مشكلات الاقتصاد بسبب موجة الحر القياسية والجفاف الشديد الذي ضرب قلب الطاقة المائية في سيشوان، ما تسبب في نقص في الطاقة والمزيد من الاضطراب في سلاسل التوريد، في وقت لا تزال فيه جائحة كورونا وعمليات الإغلاق تؤثر في الاقتصاد، نظرًا إلى القيود التي تفرضها الصين على أسواقها.

ربما يعجبك أيضا