بعد خسارة الانتخابات المحلية البريطانية.. هل يتجه سوناك نحو أفوله السياسي؟

المحافظون يتكبدون خسائر فادحة في الانتخابات المحلية أمام العمال

بسام عباس
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك

تكبد حزب المحافظين الحاكم خسائر فادحة في الانتخابات المحلية البريطانية التي أجريت يوم الخميس 2 مايو 2024، وخسر الحزب حتى الآن أكثر من 250 مقعدًا.

وأوضحت وكالة “أسوشيتد برس” أن حزب العمال نجح في السيطرة على المجالس المحلية التي لم يحكمها لعقود من الزمن، وحجز مقعده في البرلمان في انتخابات فرعية خاصة.

هزيمة تاريخية

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”، في تحليل نشرته الجمعة 3 مايو 2024، أن التحذيرات المعتادة تنطبق على هذه النتائج، فهي مجرد انتخابات محلية، والتي عادة ما تكون مدفوعة بمخاوف محلية أكثر من الاهتمامات الوطنية، مشيرة إلى أنه يعد آخر اقتراع على مستوى البلاد قبل الانتخابات العامة المقبلة في البلاد.

وأضافت أن الأمر الأكثر دلالة هو نتيجة الانتخابات الفرعية للمقعد البرلماني في بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا، والتي اكتسحها المحافظون في عام 2019 كجزء من التقدم الذي أحرزوه في المناطق الداعمة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) التي كانت تصوت تاريخيًّا لحزب العمال.

وتابعت أن التوقعات تشير إلى أن حزب المحافظين يتجه نحو هزيمة تاريخية في تلك المنافسة، وأن نتائج الأمس لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذا الرأي، حيث فاز حزب العمال بفارق 26 نقطة، ما يشير إلى تحول هائل في الرأي، وإذا تكرر في الانتخابات العامة سيمنح حزب العمال أغلبية ساحقة في البرلمان.

كيف تراجع المحافظون؟

قالت المجلة إن 14 عامًا في السلطة عادة ما تكون أكثر من كافية لظهور خيبة الأمل بين الناخبين، وإذا استمرت رئاسة حزب المحافظين لهذه الفترة، فإن ذلك كان بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن المناقشات المثيرة للخلاف حول مغادرة الاتحاد الأوروبي وكيفية متابعة البريكسيت بعد انتهاء الاستفتاء أدت إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في المملكة المتحدة، ما سمح لحزب المحافظين بسرقة المناطق في معاقل حزب العمال، مثل بلاكبول ساوث وعبر شمال شرق إنجلترا، في عام 2019.

وأوضحت أن البريكسيت لم يعد يمثل قضية بارزة، فنتيجة الانتخابات الفرعية في بلاكبول ساوث تشير إلى أن المشهد الانتخابي المعاد تشكيله في عام 2019 كان مؤقتًا، وأن الأمر الأكثر بروزًا الآن هو اقتصاد البلاد، الذي لا يزال يعاني من تباطؤ النمو بسبب تأثير البريكسيت وجائحة كورونا.

Britain's Labour Party leader Sir Keir Starmer, center, and shadow chancellor Rachel Reeves, celebrate with David Skaith at Northallerton Town Football Club, North Yorkshire, after winning the York and North Yorkshire mayoral election, Friday May 3, 2024. (Owen Humphreys/PA via AP)

زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، الوسط، ومستشارة الظل راشيل ريفز، يحتفلان بعد فوزهما في الانتخابات

تفاقم المشكلات

بينت المجلة الأمريكية أن ما يقرب من 15 عامًا من إجراءات التقشف في ظل حزب المحافظين أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مشيرة إلى أنه على المستوى المحلي، أدت تخفيضات الميزانية بسبب التقشف أيضًا إلى أزمة الحكم المحلي التي أثرت على جزء كبير من البلاد.

وأفادت بأن هذه القضايا وحدها تؤدي إلى تحويل الناخبين ضد الحزب الحاكم، ولكن الفوضى في ظل حكومات حزب المحافظين المتعاقبة بقيادة بوريس جونون، وليز تروس، أدت أيضًا إلى تفاقم مشاكل الحزب، والآن، وفي عهد رئيس الوزراء ريشي سوناك، تحول حزب المحافظين المنقسم بشكل مرير نحو أقصى اليمين.

وفي الوقت نفسه، نجح زعيم حزب العمال، كير ستارمر، في تحويل حزبه بعيدًا عن المسار اليساري الذي اتبعه سلفه جيريمي كوربين، والعودة نحو الوسط، مشددة على أن الجمع بين كل هذه العوامل يهيئ حزب العمال لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات العامة المقبلة، متسائلةً: متى سيحدد سوناك موعد أفوله السياسي؟

ربما يعجبك أيضا