هل تشكل الصين تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية؟

هل يجب أن تقلق واشنطن من الوجود الصيني في أمريكا الجنوبية؟

محمد النحاس
الرئيس الأمريكي بايدن

تفيد الأرقام أن الصين لا تهدد النفوذ الأمريكي في أمريكا الجنوبية.. كيف ذلك؟


شبّه مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، الخوف في الولايات المتحدة من صعود النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية بـ”هسيتريا الخوف من الشيوعية” إبان الحرب الباردة.

وفي مثال على ذلك، استخدمت قائدة للقيادة العسكرية الجنوبية “ساوثكوم”، لورا ريتشاردسون، في شهر مارس خلال إحاطة للكونجرس كلمة “خبيث” أو “خبيثة” لوصف “النوايا” و”السلوك” و”التأثير” و”الأجندة”، عندما كانت تشير إما لمساعي صينية أو روسية، وفق المقال الذي كتبه عالم الاجتماع الأرجنتيني خوان جابرييل توكاتليان.

منافسة مختلفة

المقال المنشور في 20 مايو 2024 أشار إلى دراسة سابقة لمؤسسة “راند” ترجح أن “المنافسة مع الصين تختلف كمًا ونوعًا عن المنافسة مع روسيا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي”.

وحسب الدراسة، قد تكون موسكو انتهازية بالفعل، لكنها تفتقر إلى السمات اللازمة لضمان استعراض فعال للقوة في المنطقة.

وجود أمريكي كبير

رغم ذلك، يقر مقال المجلة الأمريكية أن الصين تحظى بالموارد وتملك الإرادة ولديها الفرصة لتوسيع نفوذها والحفاظ عليه، لذلك من المنطقي أن تهتم واشنطن برسائل بكين وإجراءتها.

في المقابل، فإن الحجم الهائل للوجود الأمني ​​للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، ومدى صغر حجم الحضور ​​الصيني، هو موضوع غالبًا لا تجري مناقشته في واشنطن، كما يشير المقال.

فكرة مُبالغ فيها

حسب خوان جابرييل، كاتب المقال، فإن الأرقام تشير أن فكرة التهديد العسكري الصيني الوشيك هي فكرة “مبالغ فيها” بل و”مضللة”.

بحسب تقرير حديث عن عمليات نقل الأسلحة، فإن ترتيب أكبر موردي الأسلحة إلى أمريكا الجنوبية بين عامي 2019 و2023 كان: فرنسا (23%)، والولايات المتحدة (14%)، والولايات المتحدة (14%)، والمملكة المتحدة (12%).

في المقابل وخلال تلك السنوات، لم تزود روسيا أمريكا الجنوبية بالسلاح، وفقًا للتقرير الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

الاعتماد على الولايات المتحدة

في الفترة من 2000 حتى 2022، يظهر تحليل المعهد أن الولايات المتحدة هي مصدر 94.9٪ من حيازات الأرجنتين من الأسلحة، و93.4٪ من تلك التي حصلت عليها كولومبيا، و90.7٪ من تلك التي حصلت عليها المكسيك، و82.7٪ من التي حصلت عليها البرازيل.

ويعني ذلك، وفقًا للمقال، أن أكبر 4 اقتصادات في أمريكا اللاتينية تعتمد على الولايات المتحدة كمورد رئيس للأسلحة.

وخلال نفس الإطار الزمني، كانت روسيا أكبر مورد للأسلحة إلى فنزويلا، بلغت مشتريات كاراكاس 4.5 مليار دولار، أما الصين  فقد كانت أكبر مورد لأسلحة التي اشترتها بوليفيا بقيمة 77 مليون دولار.

ربما يعجبك أيضا