بسبب تايوان.. هل اقترب الصدام بين الصين والولايات المتحدة؟

قوة مهيمنة وأخرى صاعدة.. هل الحرب بين واشنطن وبكين قريبة؟

محمد النحاس

هيمنة الولايات المتحدة على مقاليد النظام الدولي، وضعتها في تحدٍ أمام الصعود الصيني الصاروخي، إذ تواجه القوّة الطامحة في التصدر قوة أخرى راسخة ومهيمنة، ما يجعل الحرب بينهما محتملة إلى حدٍ كبير.. لكن هل اقتربت لحظة الصدام الكبير؟


قبل نحو عامين، ذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية، أن جزيرة تايوان هي “أخطر مكان على سطح الأرض” بسبب المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بها.

وفي تحليلٍ لشبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الاثنين 11 مارس 2024، فإن الأسباب التي ساقتها الإيكونوميست في هذا الطرح لا زالت قائمة، بل تعززت وزادت خلال الفترة الماضية، وينطوي الصدام المحتمل على مخاطر تحتم على الأطراف كافة الحذر والحيطة، كما أنه يرتبط بأبعاد داخلية وخارجية لدى كلٍ من الصين وتايوان، ويقع أيضًا في قلب التنافس الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة. 

 صدام بين القوة مهيمنة وأخرى صاعدة

ترتبط التوترات الصينية الأمريكية بشأن تايوان بالتنافس الجيوسياسي المتزايد بين القوتين، وقد شهدت العلاقات تغيرًا في طبيعتها بشكل لافت منذ بزوغ الزعيم الصيني شي جين بينج، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك بنحوٍ متسارع، وفق التحليل. 

هيمنة الولايات المتحدة على مقاليد النظام الدولي، وضعتها في تحدٍ أمام الصعود الصيني الصاروخي، إذ تواجه القوّة الطامحة في التصدر قوة أخرى راسخة ومهيمنة، ما يجعل الحرب بينهما محتملة إلى حدٍ كبير.

لكن هل اقتربت لحظة الصدام الكبير؟

وفق التحليل فما يزيد الموقف تعقيدًا طبيعة العلاقة بينهما، ففي حين أنهما يتنافسان على الصعيد الجيوسياسي، إلا أن اقتصاد البلدان متشابك للغاية.

يبلغ حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة 5 مليارات دولار، وهذا الرقم لم يتأثر كثيرًا بالتعريفات الجمركية والقيود المتبادلة، التي ارتفعت على مدار الأعوام الماضية.

هل الصين دولة ثورية؟

على الرغم من طرح البعض مساعي الصين للهيمنة على النظام الدولي، إلا أن الواقع يختلف عن ذلك، لا تبدي الصين ميولاً “راديكالية ثورية”، ولا تقدم أيديولوجية عالمية بديلة لما تقدمه الولايات المتحدة، على عكس فترة الحرب الباردة حينما كان التنافس محتدمًا بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، حيث كان الطرح الأيديولوجي في قلب الصراع.

لكن في ما يتعلق بقضية تايوان فإن موقف بكين واضح، وحتى قبل صعود شي جين بينج، فقد شدد كافة زعماء الصين منذ ما تسي تونج على هدف إعادة التوحيد ولطالما ظنت الصين أن البر الرئيس باقتصاده الهائل وعدد السكان الضخم قادر على جذب الجزيرة الجزيرة إلى مداره.

كيف تتعاطى تايوان مع الموقف؟

في المقابل، أخذت تايوان تتطور ديمقراطيتها وثقافتها السياسية المتعارضة جذريًّا مع النظام في بكين، وباتت خلال السنوات القليلة الماضية أكثر عزمًا على عدم إعادة التوحيد مع الصين. 

أمام هذه المتغيرات، يلفت التحليل، إلى أن الزعيم الصيني بات يشعر أن الوقت ليس في صالحه، وأنه يتعين عليه التصرف “اليوم وليس غدًا”.

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين فإنهم يرفضون تمامًا أي هجوم على الجزيرة، ويعترضون على تغيير الوضع الراهن أو استخدام سياسية الإكراه.

مشكلة بحاجة إلى الإدارة وليس الحل

يرى تحليل سي إن إن أن هذه القضية بحاجة إلى “الإدارة” بدلاً من الحل، ويجب أن تتم هذه الإدارة بعناية شديدة من الصين والولايات المتحدة. 

تايوان، التي تضم جزء كبير من صناعة الرقائق العالمية الحيوية لكل مجالات التكنولوجيا، والواقعة في قلب التنافس الجيوسياسي، بين بكين وواشنطن، يجب أن تكون بمعزلٍ عن “الخطابات الاستعراضية والإجراءات الاستفزازية”، وفق التحليل، الذي يشير ختامًا لضرورة “مواصلة الحوار من قبل الأطراف الثلاثة لضمان عدم وجود تصورات مضللة أو حسابات خاطئة”.

ربما يعجبك أيضا