الثوب الأردني.. لوحة فنية من التراث تعكس الجذور والهوية

تتميز الأزياء التقليدية الأردنية بتكريسها هوية البلاد وجماليات مدنها، عبر التطريز البديع الذي يحوّل كل قطعة إلى لوحة فنية، نسجت تفاصيلها بمهارة وحب.

وتتنوع أزياء المرأة التراثية في الأردن بتنوع مدنه، فلكل منطقة ثوب له اسمه، يصنع من قماش معين وبقصة وتطريزات خاصة، وتحرص الأردنيات على إحياء الملابس التراثية، اقتداءً بالملكة رانيا التي تحاكي التراث الأردني في كثير من إطلالاتها، تأكيدًا على جذورها وهويتها.

أزياء ابنة البيئة

خيوط فضية وذهبية وملونة، تتألق على طيات الأثواب، لتغزل فنون التراث الأردني من نقوش بوحدات الزهور والطيور والنباتات، إضافة إلى أشكال الفسيفساء والزخارف الهندسية الإسلامية، حاكتها الأمهات في الماضي، وتحولت اليوم إلى مصدر إلهام العديد من المصممين الذين يضيفون إليها لمسة عصرية، تحولت هذه الأزياء اليوم أيضًا إلى بضاعة رائجة في الأسواق السياحية والمعارض الفنية وعروض الأزياء.

وبين أزياء للمناسبات والأفراح، وهدايا أنيقة للأحباء والمقربين، تتنوع الملابس الأردنية التقليدية بتصميمات ونقوش ابنة البيئة، مثل نبات الدحنون الأحمر والسوسنة السوداء، إضافة إلى آثار البلاد التاريخية مثل أعمدة جرش والبتراء الوردية، ويحتاج الثوب الأردني إلى شهرين تقريبًا لتنفيذه، وإضافة إلى كونها مجالًا لإبداع الأردنيات توفر أيضًا فرص عمل للنساء اللاتي يعلن أسرهن، وتروج للأردن سياحيًّا.

تنوع الأزياء التقليدية في الأردن

من البتراء إلى مدينة السلط ومأدبة، تملك كل محافظة أردنية نمط ثوبها التقليدي الخاص بألوان وتطريزات مميزة، وتبرز الزخارف الموجودة على الثوب الأردني “المدرقة” ارتباط الأردنيات بالأرض والتاريخ برموز تعبر عن البيئة المحلية، وتعكس أيضًا الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها المرأة، فالمرأة الميسورة ترتدي أثوابًا صنعت من أقمشة باهظة مطرزة بخيوط الذهب والفضة.

وفي المقابل ترتدي النساء الفقيرات أثوابًا مطرزة بخيوط قطنية وصوفية، بحسب وكالة رام للأنباء. ويعلن لون الثوب أيضًا عن عمر المرأة، في حين ترتدي الشابات عصابة حمراء، ترتدي النساء الأكبر سنًّا عصابة سوداء، ويختلف أيضًا ثوب المتزوجة عن العزباء، وتوجد أثواب تناسب الأفراح وأخرى للمناسبات الحزينة.

عناصر الزي الأردني

ثوب طويل بأكمام واسعة أسود أو بلون غامق ومدرقة وغطاء رأس، هي عناصر زي الأردنيات التقليدي، يتغير تصميمها حسب المنطقة، فلكل مدينة أو مكان بالأردن تقليد يميزها من ناحية الزي، ويشبه زي الأردنيات نظيره في منطقة الشام، نظرًا للارتباط الوثيق الذي يجمع أهل المنطقة، وفقًا لموقع المحيط.

وزي المرأة البدوية في الأردن يتكون من غطاء رأس، يسمى “الشنبر” أو “الملفع” إما باللون الأسود وإما يدخل عليه الأبيض، وفوقه توضع عصابة رأس من الحرير الملون، وثوب أسود طويل يسمى “ملس” و”أبو رويشة” فوقه ترتدي “مدرقة” مزركشة يدويًّا بخيوط زرقاء أو سادة.

ثوب نساء عجلون

من مكملات الزي “الشويحي” وهو حزام من الحرير المزخرف، يتدلى منه شراشيب تصل إلى الركبة، بخلاف الحلي الذهبية، فمنها “التراكي” على الرأس والأقراط و”الوردينة” حلية بجانب الأنف، و”العران” توضع في وسط الأنف، وتتدلى على الشفاه، و”كردان” في العنق، و”الحجول” وهي خلاخيل تلبس في الأرجل.

وترتدي المرأة في عجلون ثوبًا أسود واسعًا يسمى “البيرمة”، غطاء رأس من الحرير والقصب باللون الأسود والأحمر، يسمى “حطة”، والشورة عصابة سوداء تلف حول الحطة على الرأس، والعرجة “تشبه الطاقية، مطرزة بقطع ذهبية، وتتدلى منها شراشيب الصوف الملون، و”الدامر” رداء من الجوخ بالأخضر والأزرق، يمكن ارتداؤه على الوجهين، ويطرز بخيوط ذهبية.

زي النساء في السلط

في السلط، المدينة الشهيرة بالسهول الخضراء والزهور الجميلة، يعكس تصميم الثوب السلطي جماليات هذه البيئة وألوانها، ويتنوع بين “مدارق” أي أثواب، عملية للعمل في الحقول، وأخرى فاخرة لحفلات الزفاف والسهرات، ونظرًا لقرب المدينة العريقة من فلسطين فقد تأثرت بالتراث الفلسطيني والشامي الغني بالنقوش والتطريزات البديعة، بغرز مختلفة، منها قرط المرجان والعريجة والفناجين.

وبحسب مجلة الثقافة الشعبية، للعروس، فإن في السلط زيًّا مميزًا يدعى “الخلقة” المكون من 4 أجزاء، يطرز بخيوط حريرية برتقالية وزرقاء وخضراء، والحلة الرئيسة من الثوب هي البدن على الصدر مطرزة على محيط القبة، واللسان طويل ويصل إلى الرقبة، والبنايق قطعة قماشية مثلثة فضفاضة لسهولة الحركة تغطي الجسم بالكامل، والأردان وهي أكمام طويلة باللون الكحلي والأسود.