السودان.. إرهاصات انفراجة سياسية تلوح بالأفق

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مشهد ضبابي في السودان، البلد أمام مفترق طرق، ولا وفاق سياسي بين المكونين المدني والعسكري. فيما تتصاعد الدعوات الدولية والإقليمية لاحتواء التطورات وحماية انتقال السودان الانتقالي .

فمنذ الأحداث الأخيرة، تشهد البلاد وخصوصا العاصمة احتجاجات منتظمة. وقام متظاهرون بإغلاق الشوارع وإعلان العصيان المدني.

انفراجة سياسية

التطورات الأخيرة تنبئ بأن السودان مقبل على اتفاق سياسي يفضي إلى حل الأزمة التي أعقبت أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وقد يصدر الإعلان الرسمي خلال ساعات .

إرهاصات الانفراجة السياسية بدأت بعدما أمر رئيس المجلس السيادي، عبدالفتاح البرهان، بإطلاق سراح 4 وزراء من حكومة حمدوك، وهم حمزة بلول وعلي جدو وهاشم حسب الرسول ويوسف آدم.

ونقلت مصادر، لـ«سكاي نيوز عربية» أن السودان قد يشكل قريبا مجلسا سياديا جديدا من 14 عضوا في خطوة أولى من قبل الجيش لتشكيل مؤسسات انتقالية جديدة.

مبادرات حل الأزمة

في ظل عصيان مدني واسع برزت مبادرات لحل الأزمة في السودان نتيجة ما حدث في 25 أكتوبر، حيث واصل مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيريتس لقاءاته مع مختلف الفرقاء السودانيين. وقد شدد خلال لقائه المجلس المركزي للحرية والتغيير، على وجوب أن يعود عبد الله حمدوك لممارسة مهامه بحرية تامة، داعياً قوى الحرية والتغيير لإجراء مراجعات لأخطائها.

المبعوث الأممي أكد على ضرورة العودة إلى الترتيبات الدستورية، لكنه أقر بصعوبة العودة إلى ذات الوضع قبل الخامس والعشرين أكتوبر. مشيرا إلى أن المحادثات أثمرت عن خطوط عريضة لاتفاق محتمل على عودة إلى تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين، بما يشمل إعادة رئيس الوزراء حمدوك إلى المشهد من جديد، لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى ذلك الاتفاق خلال “أيام لا أسابيع” قبل أن يشدد الجانبان من مواقفهما.

وفي أحدث علامة على زيادة الضغط الدولي، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، الخميس، وحثه على العودة إلى النظام الدستوري والعملية الانتقالية.

بيان رباعي

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع بيانٌ مشترك للإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، للتأكيد على الوقوفَ مع الشعب السوداني وتطلعاتِه نحو الديمقراطية.

كما طالب البيان الرباعي بعودة الحكومة المدنية الانتقالية ومؤسساتها فوراً في السودان. فيما حذرت واشنطن من أن الخرطوم قد تواجه عزلةً دولية في حال عدم عودة الحكومة المدنية.

ويمنح «البيان الرباعي» زخماً استثنائياً للجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة على مستويات عدة من أجل إعادة كل الأطراف السودانية إلى الحوار ضمن المؤسسات الانتقالية، ومنها حكومة حمدوك، وفي إطار الشراكة مع المؤسسة العسكرية، طبقاً للوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام.

ربما يعجبك أيضا