السياحة العالمية في 2021.. طفرات كورونا تهدد آمال التعافي «الهش»

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

العام الماضي كان الأسوأ في تاريخ قطاع السياحة على مستوى دول العالم جميعها، ويبدو أن جائحة كورونا ستظل تهدد هذا القطاع الحيوي في عامنا الجاري بمزيد من الخسائر، فبحسب تقرير صدر أخيرا عن منظمة السياحة العالمية  فإن ظهور طفرات جديدة من الفيروس التاجي يزيد الوضع تعقيدا ويقلب الموازين بشأن توقعات التعافي من آثار الجائحة.

الوضع ما يزال خطيرا

المنظمة التابعة للأمم المتحدة قالت – في تقرير نشرته أول أمس الإثنين- إنه منذ بداية فبراير الماضي أغلقت نحو 32% من الوجهات السياحية بشكل تام أمام حركة السياح الأجانب، خصوصاً في آسيا وأوروبا، إذ تسبب ظهور سلالات جديدة من كورونا في دفع الحكومات إلى العودة إلى فرض قيود سفر مشددة وإغلاق تام في بعض البلدان.

وأضافت بعد عام من “كورونا” يبدو أن الوضع ما يزال خطيرا، فحتى اللحظة تم إغلاق 69 من أصل 217 وجهة سياحية حول العالم، بشكل تام أمام السياح الأجانب، بينها 30 في آسيا والمحيط الهادئ و15 في أوروبا و10 في الأمريكتين و11 في أفريقيا، وبرغم من أن هذه النسبة منخفضة بالنظر إلى ذروة إغلاق الحدود التي سُجلت في مايو 2020، عندما تم إغلاق 75% من الوجهات في جميع أنحاء العالم تماماً، إلا أنها تزيد عن معدل نوفمبر الماضي، عندما تم إغلاق 27% فقط من الوجهات، ما يهدد آمال التعافي في عامنا هذا.

وقال الأمين العام للمنظمة زوراب بولوليكاشفيلي: على الرغم من بذل الكثير من الجهود لجعل السفر الدولي الآمن أمرًا ممكنًا، فإننا ندرك أن الأزمة لم تنته بعد، ونرى أن رفع التنسيق بين كافة الجهات المعنية وتشديد التدابير الوقائية خطوة على طريق تعزيز السفر الآمن والاستعداد لاستعادة الحركة السياحية لمستويات ما قبل الجائحة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.

وأشارت المنظمة إلى أن غالبية البلدان اليوم تعمل على استعادة الحركة السياحية بنهج أكثر دقة يستند إلى تدابير عالية، مثل إلزام المسافرين بتقديم نتيجة اختبار “بي سي آر” تؤكد عدم إصابتهم بكورونا فور وصولهم ، وأيضا إلزامهم بحجر فندقي، موضحة هنا إلى أن ثلث الوجهات العالمية باتت تطلب من الزائرين فحص الـ”بي سي آر” عند الوصول.

كانت المنظمة توقعت في يناير الماضي، أن يساعد الإطلاق التدريجي للقاح COVID-19 في استعادة ثقة المستهلك، والمساهمة في تخفيف قيود السفر، وإعادة السفر إلى مستويات ما قبل الجائحة ببطء خلال 2022.

متي  تعود “السياحة” إلى ما قبل كورونا؟

عانت السياحة العالمية في 2020، بشكل كبير، حيث انخفض عدد المسافرين بنسبة 74٪ وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، واستقبلت الوجهات في جميع أنحاء العالم عددًا أقل من الوافدين الدوليين بمقدار مليار مقارنة بمستويات 2019، وأدت الجائحة وتداعياتها إلى خسائر بنحو 1.3 تريليون دولار أكثر من 11 ضعفًا للخسائر خلال الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2009، وخسر قطاع السياحة حول العالم 120 مليون وظيفة.

وفي استطلاع أجرته لجنة تابعة للمنظمة، رأى معظم خبراء السفر والسياحة المشاركين في الاستطلاع أن عودة القطاع إلى مستويات ما قبل الجائحة لن تحدث قبل 2023، فيما يعتقد 41% منهم أن هذا لن يحدث قبل عام 2024 أو بعد ذلك.

وفي حين توقع نحو 45% من المشاركين آفاقًا أفضل لعام 2021 مقارنة بالعام الماضي، توقع نحو 25٪ منهم أداءً مماثلاً للقطاع، وتوقع 30٪ تدهورًا أكبر من 2020.

بالنسبة لمستقبل الانتعاش والتعافي، فيتوقع 50٪ من المشاركين في الاستطلاع أن يبدأ القطاع في التعافي بحلول 2022، فيما رأى 21% أنه يمكنا أن نرى بوادر التعافي في أكتوبر المقبل، فيما توقع نحو 15% فقط حدوث التعافي خلال العام الجاري.

إذا الأمر قد يستغرق عامين ونصف أو أربعة أعوام حتى تعود السياحة العالمية إلى مستويات 2019، ويظل الأمر مرهونا بقدرة البلدان على احتواء الجائحة والتقدم في حملات توزيع اللقاحات بما يمكنها من إعادة التشغيل الآمن للقطاع واستعادة ثقة المسافرين حول العالم تدريجيا.

Untitled74858
Untitled74521

ربما يعجبك أيضا