السيسي في قمة بغداد.. تعاون اقتصادي غير مسبوق ودعم أمن واستقرار العراق

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء حرص مصر على دعم عودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، ولضمان أمنه واستقراره، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، في مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، لمناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.

من جانبه، أعرب الرئيس المصري عن سعادته بالتواجد في العراق بلاد الرافدين ومراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي، مضيفًا: “المشاركة في مؤتمر بغداد تجسد مستوى غير مسبوق للتعاون وعلاقات الشراكة مع الأشقاء العراقيين، والرغبة الصادقة في تدشين مرحلة جديدة في التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة سواء على الصعيد الثنائي المصري العراقي أو الثلاثي المصري العراقي الأردني أو في الإطار الإقليمي الأوسع لننطلق نحو مزيدا من التعاون على نحو يلبي تطلعات شعوبنا لتحقيق المصالح المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها”.

كما أعرب الرئيس السيسي، عن ثقة مصر في نجاح الدولة العراقية في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي المرتقب بما يلبي تطلعات الشعب العراقي في التقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، مؤكدا على اعتزام مصر تنفيذ المشروعات المشتركة مع العراق والأردن ضمن آلية التعاون الثلاثي لتحقيق التنمية التي تلبي تطلعات شعوبنا، متابعا: “مصر تنظر باهتمام إلى الإنجازات التي تحققت في العراق بداية من القضاء على الإرهاب وهناك إصرار لدى الحكومة العراقية لمزيد من العمل خلال الفترة المقبلة لصالح الشعب العراقي”.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تقف مع العراق لاستعادة مكانته التاريخية وترسيخ موقعه في العالم العربي، وترفض كل التدخلات الخارجية في شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه وتدعو كل الدول الاحترام سيادة العراق، مطالبات بضرورة الالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية وهي حسن الجوار والاحترام المتبادل والامتناع غير المشروط عن التدخل في الشئون الداخلية والامتناع عن دعم الجماعات المتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.

كما شدد الرئيس اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية مع العراق الشقيق، والحرص على تعزيز دوره القومي العربي، وكذلك تقديم الدعم الكامل للشعب العراقي في كافة المجالات، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الشقيقة، دعمًا لعلاقات التعاون المتبادلة ولمسيرة العمل العربي المشترك وتعظيم التشابك بين مصالح الشعوب الثلاثة ونأمل أن يتسع ذلك إلى سائر الشعوب العربية وشعوب المنطقة كافة.

وحرص الرئيس المصري، خلال كلمته في فعاليات مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون على توجيه رسالة إلى الشعب العراقي، مؤكدًا: أن الشعب الذي يملك هذه الحضارة وهذا التاريخ المشرف يملك بلا شك مستقبلاً واعداً بفضل أبنائه وسواعدهم وما يحدوهم من أمل وحافز نحو تحقيق غد أفضل، وأؤكد أن لكم في مصر إخوة حريصين على نهضتكم، مرحبين بنقل تجربتهم وخبراتهم في مجالات مختلفة إيماناً بوحدة المصير والهدف لنسير معاً على طريق المستقبل الذي تضيئه إرادتنا وثقتنا في قدرتنا الصلبة على اجتياز الصعاب أياً كانت”.

الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة

من جانب آخر، التقى الرئيس المصري في العاصمة العراقية بغداد، مع مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق، وأكد على تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلاً عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مع تثمين الدور المصري الداعم للعراق، والذي يمثل عمقاً استراتيجياً لبلاده على المستوين الإقليمي والدولي، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

كما أعرب السيسي عن الاعتزاز بزيارة بغداد مجدداً، والتي تأتي تعزيزاً للثوابت الراسخة للسياسة المصرية بدعم العراق وتعظيم دوره القومي العربي، فضلاً عن تقديم الدعم الكامل للشعب العراقي على مختلف الأصعدة، ومساعدته على تجاوز كافة التحديات، لا سيما ما يتعلق بحربه على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، سواء في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الشقيقة، أو على المستوى الثنائي من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين تعتمد على التكامل وتحقيق الأهداف التنموية المشتركة، مؤكداً في هذا الخصوص أهمية الإسراع في عملية تنفيذ المشروعات المشتركة بين مصر والعراق، بحيث تتواكب الإنجازات الاقتصادية مع نظيرتها السياسية بين الجانبين.

وتطرق اللقاء إلى مجمل العلاقات الثنائية المشتركة، خاصةً متابعة الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون الثنائي في مختلف المجالات والتي تسعى لاستثمار الإمكانات المتوفرة لدى البلدين الشقيقين، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، مع التأكيد في هذا الإطار على ضرورة البناء على مخرجات اجتماع القمة الأخير في بغداد في يونيو الماضي.

السيسي وماكرون يتفقان على تبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية

كما التقى السيسي مع الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية اليوم في العاصمة العراقية بغداد، وأشاد بالتطور في العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في كافة المجالات، مؤكدًا تطلع مصر خلال الفترة المقبلة لتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر مع فرنسا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة ودعم السلم والأمن في المنطقة.

وأكد السيسي مواصلة العمل الوثيق من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا وتعظيم الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة لدى البلدين الصديقين، لاسيما في قطاع النقل ومجال تصنيع القطارات والسيارات الكهربائية، وقطاع الطاقة المتجددة بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الفرنسية في المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري في إطار مبادرة “حياة كريمة”، فضلًا عن تشجيع الشركات الفرنسية على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة في مصر، لا سيما في المشروعات القومية الكبرى.

دفع العلاقات المصرية القطرية وتعزيز التعاون

من جانب آخر، التقى الرئيس المصري مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على هامش قمة بغداد، مؤكدًا حرص بلاده على التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وذلك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية.

وأعرب أمير دولة قطر عن تقديره للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية، وإشادته بما تم في الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات واستئناف لأطر التعاون بين البلدين، مؤكداً في هذا الإطار تطلع قطر لتعزيز التباحث مع مصر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات الدولتين، خاصةً في ضوء الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي وفي إطار الدفاع عن قضايا الأمة العربية.

 وتم التوافق خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن استمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقاً مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم في إطار ما نص عليه “بيان العلا”.

ربما يعجبك أيضا