الشوارع والمدارس والعيادات.. عنوان لتصفية قضية لاجئي القدس‎

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم
 
القدس المحتلة – صبيحة، اليوم الخميس، الأول من نوفمبر أعداد كبيرة من قوات الاحتلال تقتحم مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة، دونما آي سبب وتبدأ بالتنكيل باللاجئين هناك والاعتداء بالضرب على بعضهم، وبتحرير مخالفات سير أو حتى على يافطات المحال، يوم تكاد تفاصيله تصبح روتينية في المخيم الذي يعاقب الاحتلال لاجئيه لعدم مشاركتهم في انتخابات بلدية الاحتلال في المدينة.
 
تنظيف شوارع يستهدف مسح الهوية
 
فقبل أيام فقط، اقتحمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس بحراسة قوات الاحتلال، المخيم وباشرت طواقم البلدية بجماية من جنود الاحتلال بتنظيف الشوارع ، وهي خطوة فسرها المقدسيون على انها تنفيذ فعلي لتصريحات وقرارات رئيس بلدية الاحتلال المتطرف نير بركات بالعمل على إلغاء عمل “الأونروا” في القدس وفي كافة المجالات واستبدالها بخدمات من بلدية الاحتلال.
 
وفي وقت لاحق، اقتحم رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، المخيم لتفقد طواقم البلدية، برفقة أعداد كبيرة من قوات الاحتلال.
 
تصفية العيادات الصحية وتعطيل للمدارس
 
إغلاق المدارس والعيادات التابعة لـ”الأونروا”، إنهاء وجود المخيم، ومصادرةُ أراضٍ، هذا ملخّص خطة بلدية القدس التابعة للعدو الإسرائيلي في اقتلاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من المدينة المحتلة، تمهيداً لتصفية دورها هناك، ومن ثم قضية اللاجئين.
 
وبدأت بواكير تنفيذ الخطة منذ اقتحام موظف إسرائيلي يعمل في البلدية عيادة “الأونروا”، قرب باب الساهرة برفقة جنديين في السادس من الشهر الجاري، وتبعها خطوةٌ لرئيس بلدية العدو، نير بركات، بزيارته مخيم شعفاط للمرة الأولى منتصف الأسبوع الماضي.
 
وكان بركات قد كشف مطلع الشهر الماضي عن نيته تقديم خطة عاجلة لوقف أنشطة “الأونروا” في المدينة، متهماً إياها بخذلان 30 ألفاً من سكان مخيم شعفاط، وبـ”التحريض على الإرهاب”، ثم صرّح قبل أيام حاسماً: “لا يوجد لاجئون في القدس، بل سكان فقط، وسيحصلون على خدماتهم من بلديتنا وحدها”!
 
واكد الصهيوني المتطرف إنه يرفض تعريف اللاجئين “الواسع” من منظور الوكالة، الذي يشمل نسل الفلسطينيين الذين هُجّروا منذ نكبة عام 1948، وذلك خلال كلمة له في مؤتمر نظمته قناة “حداشوت” العبرية، ليبدأ بعدها مسلسل التنفيذ.
 
زيارة بركات إلى شعفاط حملت دلالاتٍ كبيرة، فقد جاء مع عمّال النظافة التابعين للبلدية مؤكداً أنهم سيحضرون في المخيم يومياً.
 
وتقول مصادر محلية إن العمّال كانوا موجودين سابقاً بعددٍ أقل ومستوى ضعيف، لكن رئيس بلدية الاحتلال قال: “حان الوقت لوضع التعامل مع هؤلاء كلاجئين جانباً، والنظر إليهم كسكان وإعادة تأهيلهم”، مضيفاً: “سنُغلق مدارس وكالة الغوث، وسنضع حداً للتحريض ونمنح التلاميذ الأمل بإقرار المنهاج الإسرائيلي” في مدارس المدينة.
 
ودوماً ينظّر بركات لمفهوم التعايش من أوسع أبوابه، وتشمل خطته معظم الخدمات والقطاعات. وهو يرى أن الوكالة الدولية تشكل عائقاً أمام تطور المدينة، لذلك قال بوضوح: يجب أن ننهي الإشارة إلى اللاجئين كلاجئين ونعاملهم كمقيمين، وسنستمر في تطوير القدس كمدينة موحدة.

 
وتأتي خطة بركات كتتويجٍ أولي لمطلب رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بإلغاء “الأونروا”، والهجوم الأمريكي عليها.
 
لكن مراقبين يرون أن خطة بلدية القدس لا تؤثر في ما اعترف به رئيس بلديتها (إنهاء خدمات “الأونروا” للاجئين ومعاملتهم كمقيمين)، بل تمتد لتطاول الهوية الوطنية الفلسطينية، على أساس أن وكالة الغوث شاهد على قضية اللاجئين ومأساة النكبة.
 
وتقدم “الأونروا” خدمات تعليمية إلى نحو 1800 طالب فلسطيني في القدس، عبر مدارسها في: شعفاط، صور باهر، سلوان، حيْ وادي الجوز.
 
أما على الصعيد الصحي، فتقدّمها عبر مركزٍ رئيسي داخل أسوار البلدة القديمة، علماً أن عدد اللاجئين المسجلين لدى الوكالة في القدس وضواحيها يبلغ 100 ألف.

ربما يعجبك أيضا