الصحافة الألمانية | تقارب سعودي – إيراني محتمل.. والشرق الأوسط ليس من أولويات الاتحاد الأوروبي

مترجمو رؤية

ترجمة فريق رؤية

موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

نشر موقع “تاجسشاو” تقريرًا تحدث عن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، وخطوات الاتحاد المقبلة بالتنسيق مع إدارة بايدن لحل الدولتين على خلاف موقف الإدارة السابقة للولايات المتحدة، والتي كانت ترفض هذا الحل.

وقد فاجأ التصعيد الأخير في منطقة الشرق الأوسط الاتحاد الأوروبي، وظل كبير الدبلوماسيين الأوروبيين جوزيف بوريل صامتًا ومتحفظًا رغم سابق إعلان دعمه ومواقفه الداعمة لحل الدولتين، ولم يتحدث رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن الأزمة على الإطلاق خلال أول يومين للحرب، لكنه علّق على الأزمة بعد ذلك قائلًا: “إن إطلاق صواريخ حماس على المدنيين الإسرائيليين أمرٌ غير مقبول، كما أن الاتحاد الأوروبي يشعر بالفزع جراء وقوع ضحايا من المدنيين خاصة الأطفال”.

لا يمكننا الوقوف متفرجين

من جانبها، قالت كاترين لانجينزيبين، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر: إن موقف المفوضية الأوروبية ضعيف ويجب أن نبذل المزيد من الجهود، ولا بد من إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أعمالها؛ فلا يمكننا الوقوف متفرجين”.

واتهمت لانجينزيبين مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد بالتقصير وارتكاب الأخطاء، لكنها في الوقت نفسه حمّلت واشنطن جزءًا كبيرًا من هذا التقصير وتلك المسئولية، لا سيما خلال فترة رئاسة ترامب للولايات المتحدة، حيث لعبت إدارته دورًا كبيرًا في إفقاد أوروبا الكثير من أهميتها في هذا الملف، ورغم أن لانجينزيبين تعترف بأنه على المستوى الأوروبي لا يمكن فعل الكثير، ومع ذلك فالاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام تطور هذه الأحداث التي ستؤثر بالطبع على أوروبا وأمنها.

قضايا الشرق الأوسط ليست ضمن الأولويات

لطالما مثّلت سياسة الشرق الأوسط جوهرًا للسياسة الخارجية الأوروبية، ولكنها ظلت تتدحرج إلى الخلف أكثر فأكثر، حتى احتلت الصراعات الأخرى في المنطقة صدارة الأولويات، وبات الصراع النووي مع إيران في المرتبة الأولى، ثم الحرب الأهلية السورية والأزمة الليبية، لكن ظلت مشكلة اللاجئين والخوف من موجات جديدة للاجئين القادمين من مناطق الصراع في منطقة الشرق الأوسط هي الشغل الشاغل لأوروبا، وتمثل الخطأ الفادح للسياسة الأوروبية في الموقف من التحيز الواضح للإدارة الأمريكية السابقة لصالح إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ودعم سياسة الاستيطان الإسرائيلية.

 واقتصر رد فعل الاتحاد (آنذاك) على الصمت رغم تعارض الكثير من سياسات الرئيس الأمريكي السابق والإجراءات الإسرائيلية مع القانون الدولي، ومع ذلك فما الذي فعله الأوروبيون بشكل جدي تجاه سياسة ترامب في الشرق الأوسط؟ هذا السؤال أجاب عنه السيد مايكل جاهلر، من الاتحاد الديمقراطي المسيحي قائلًا: إن الاتحاد الأوروبي لم يكن أمامه سوى معارضة سياسة ترامب الذي أطلق العنان للحكومة الإسرائيلية لتفعل ما تشاء، وحينها فقدت الإدارة الأمريكية موقعها كوسيط أمين وحيادي في التفاوض، واضطر الاتحاد كذلك للصمت والتراجع.

بايدن والاتحاد الأوروبي

يرى السيد جاهلر أنه حتى مع التصعيد الحالي والحرب القائمة بين الطرفين؛ فإن الفرصة الوحيدة الباقية للحل السلمي لهذه القضية يكمن في ضرورة ممارسة الأمريكيين والأوروبيين الضغط المشترك على طرفي الصراع؛ بحيث لا يكون هناك خيارات أخرى أمام الطرفين غير القبول بحل الدولتين. ومع ذلك فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر عبثًا استراتيجية بايدن الجديدة في الشرق الأوسط رغم مرور أربعة أشهر تقريبًا على توليه منصبه.

 لكن التطورات الأخيرة أرغمت الإدارة الأمريكية الجديدة على النظر في تلك القضية رغم أنها لم تكن في قائمة أولوياته، ولم يفاجئ التصعيد الحالي الأوروبيين فحسب، بل فاجأ أيضًا الولايات المتحدة، وهذا ما يفسر تأخر حكومة بايدن في تعيين سفير جديد لها في إسرائيل وكذلك تعيين مبعوث خاص لمنطقة الشرق الأوسط، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مؤخرًا تعيين هادي عمرو خبيرًا للشرق الأوسط وقامت بإرساله إلى المنطقة لمحاولة التهدئة ووقف التصعيد.

1.3مليار يورو من الاتحاد الأوروبي إلى فلسطين

يواصل الاتحاد الأوروبي اتّباع سياسته القديمة في الشرق الأوسط دون تغيير؛ حيث يحرص فقط على مواصلة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، فوفقًا للمفوضية الأوروبية فإن السلطة الفلسطينية حصلت على حوالي 1.3 مليار يورو بين عامي 2017 و2020، وتابع جاهلر بأن الدعم الأوروبي للفلسطينيين رغم أنه خطوة في الاتجاه الصحيح إلا أنه في الوقت نفسه يجب أن تكون هناك أدوات لضمان استخدام الأموال فعليًّا في مصارفها الصحيحة، خاصة بعد انتشار تقارير تتحدث عن فساد السلطة الفلسطينية ويجب أن تكون هذه الأموال المقدمة من الاتحاد الأوروبي للاستثمار في مستقبل منطقة الشرق الأوسط عن طريق حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية فاعلة.

فلسطين وإسرائيل.. مخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة

نشر موقع “دير تاجسشبيجل” تقريرًا للكاتب “توماس سيبرت” لفت إلى الحرب القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمخاوف من دخول حلفاء إيران على خط المواجهة. ويؤجّج الصراع الحالي بين إسرائيل والفصائل المقاومة المخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، حيث تتصاعد التوترات أيضًا خارج القدس وخارج قطاع غزة؛ فإسرائيل تواجه على الحدود اللبنانية عدة مئات من المتظاهرين الذين يريدون تسلق الجدار الحدودي.

ومن ناحية أخرى أطلق الجنود الإسرائيليون النار على عضو من ميليشيا حزب الله اللبناني أثناء محاولته عبور الحدود إلى إسرائيل، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه فمن المرجح أن تؤدي الأحداث الجارية في الشرق الأوسط إلى دخول ما تطلق عليه إيران “محور المقاومة” سوريا وحماس وحزب الله إلى حلبة الصراع؛ وحينها قد تشتعل المنطقة بالكامل.

هجمات من الشمال والشرق

قد تلجأ الجهات الأخرى للمناوشة لتخفيف الضغط على غزة؛ ومن ثمّ تكون إسرائيل أمام جبهتين؛ جبهة من الشمال وجبهة من الشرق، ورغم أن إطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني قد أربك حسابات الجيش الإسرائيلي إلا أن استراتيجية الردع الإسرائيلية قد تدفع الجيش الإسرائيلي لفتح جبهة أخرى لكنها خطوة محفوفة بالمخاطر.

 أما من جهة حزب الله، الذي يُصنّف من قِبل الغرب على أنه منظمة إرهابية، فلديه خبرة كبيرة في الحروب ضد إسرائيل، خاصة وأنه قام ببناء قوات مسلحة مدرّبة تدريبًا جيدًا ولديه ترسانة أسلحة كبيرة ومدعومة من طهران، وقد حقق انتصارًا كبيرًا على إسرائيل عام 2000 وقام بطرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، كما عجزت إسرائيل خلال حرب 2006 عن تدمير القوة العسكرية للحزب الذي يمتلك اليوم أكثر من 20 ألف مقاتل، ويعتمد أيضًا على الصواريخ التي يقدّر عددها بعشرات الآلاف ويصل مدى بعضها إلى أكثر من 500 كيلومتر، ويمكن أن تصل إلى أجزاء كبيرة من الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك القدس وتل أبيب.

 كما تمتلك إيران هي الأخرى العديد من الصواريخ التي يمكن أن تضرب إسرائيل؛ ففي جنوب غرب سوريا حشد الإيرانيون عدة آلاف من المقاتلين بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك يحاول الإيرانيون والجماعات الموالية لهم من العراق وأفغانستان بناء بنية تحتية عسكرية قادرة على تصنيع صواريخ لاستخدامها ضد إسرائيل؛ لأن الإنتاج المحلي أكثر كفاءة وأقل تكلفة من النقل البري والجوي الذي يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي اعتراضه.

ويدرك التحالف الإيراني مدى خطورة الهجوم على إسرائيل، فلدى الدولة اليهودية أحدث أنظمة التسليح في الشرق الأوسط بأسره، كما أن طهران تتفاوض الآن أيضًا مع الولايات المتحدة لإعادة الاتفاق النووي، وتتفاوض في الوقت نفسه مع السعودية؛ ومن ثمّ فإنها لن تجازف بدخول الحرب ضد إسرائيل وتقوض هذا التقدم السياسي، كما أن التدخل المباشر لإيران قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة أيضًا؛ ومن ثم تصبح مشاركة إيران في هذه الصراع بمثابة المهمة الانتحارية لنظام الملالي.

لماذا يتصاعد الصراع في الشرق الأوسط؟

نشر موقع “شبيجل” تقريرًا للكاتب “ماتيو فون روهر” تحدث عن تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، لا سيما بعد اقتحامات القدس وتهجير المواطنين الفلسطينيين من حي الشيخ جرّاح المجاور للمسجد الأقصى.

وعاد الصراع في الشرق الأوسط ليحتل الصدارة والواجهة مرة أخرى بعد إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، وردّ الجيش الإسرائيلي بضربات جوية، ولم يمر هذا الصراع بفترة عصيبة مثل التي اندلعت فيها الأحداث قبل وقت قصير من نهاية شهر رمضان.

وبالتأكيد فإن أسباب التصعيد الأخير معقدة، ولعل أهمها قيام القوات الإسرائيلية بطرد عائلات فلسطينية من منازلها والتي قامت على إثرها احتجاجات فلسطينية في البلدة القديمة وفي الحرم القدسي، كما تصاعدت التوترات مؤخرًا خلال الاحتفال السنوي للقوميين اليهود بيوم القدس (النكبة) الذي يحتفل فيها الإسرائيليون باحتلال القدس الشرقية عام 1967، وأسفرت الاشتباكات في الحرم القدسي وعمليات الشرطة الوحشية في القدس والمسجد الأقصى عن إصابة أكثر من 300 فلسطيني. وقد أطلقت غزة لأول مرة منذ عام 2014 الصواريخ على المدن المحتلة ودوت صافرات الإنذار وفتحت الملاجئ، وأطلق نظام الدفاع الإسرائيلي “القبة الحديدية” عشرات الصواريخ التي استهدفت مدنًا مثل عسقلان وسديروت.

إنها أسوأ أزمة في صراع الشرق الأوسط منذ وقت طويل؛ ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن مفاوضات التحالفات الانتخابية في إسرائيل تجري حاليًا، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ألغى أول انتخابات حرة منذ 15 عامًا في الضفة الغربية، وربما أيضًا بسبب مخاوف من فوز حماس، التي لن يكون من مصلحة الحكومة الإسرائيلية أن تتولى زمام الأمور في فلسطين، كما أن تصاعد الاضطرابات هذه الأيام قد يؤدي إلى انتفاضة كبرى، ومع ذلك فإن هذه الأحداث هي بمثابة دعوة لاستيقاظ الولايات المتحدة، حيث تحرص حكومة بايدن رسميًّا على حل الدولتين والذي يبدو غير واقعي بشكل متزايد؛ فواشنطن حتى الآن ليس لديها سفير في البلاد، كما أن الاتحاد الأوروبي هو الآخر تخلى عن القضية خلال سنوات ترامب الجامحة.

هل تشهد المنطقة تقاربًا بين الرياض وطهران؟

نشر موقع “دويتش فيلله” تقريرًا للكاتب “شابنام فون هاين” أشار إلى محاولات التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران، خاصة بعد التصريحات الإيجابية من الجانبين وأسباب هذا التحول وتأثيراته على الصعيدين المحلي والإقليمي، والذي من الممكن أن يغيّر بالفعل من خريطة المنطقة والتحالفات في العالم كله، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط.

ولأول مرة يكون هناك اتصالات مباشرة بين خصمين قويين في المنطقة، وربما تقود بالفعل هذه التحركات إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج، هذه التحركات ساهمت فيها سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل رئيسي. وبعد صمت طويل أكدت إيران لأول مرة وجود محادثات مباشرة مع السعودية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد شتيب زاده خلال مؤتمر صحفي: “إن تخفيف حدة التوتر بين البلدين المسلمين يصب في مصلحتهما ومصلحة المنطقة، وأنه جرى مناقشة القضايا الثنائية والإقليمية، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن إعلان النتائج”.

وربما تكون هذه الخطوة أيضًا آخر إنجازات الحكومة في طهران، بالإضافة إلى الاتفاق النووي الذي يتم التفاوض حوله في فيينا، حيث إنه يتبقى بضعة أسابيع فقط على إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف يونيو المقبل 2021.

مرحلة حذرة

وحول أسباب التقارب، يقول عدنان طباطبائي الخبير الإيراني بجمعية بون الاستشارية والبحثية، إنه بعد التصعيد الحاد للوضع الأمني في منطقة الخليج عام 2019 والآثار المدمرة لوباء كورونا كوفيد -19، يبدو أن كلًا من طهران والرياض أدركتا ضرورة خفض التصعيد، بيد أنه أكد في الوقت نفسه أنها محاولة هشة للغاية ويجب على الطرفين بذل ما في وسعهما من أجل إنجاح مثل هذا التقارب على المستوى السياسي والاجتماعي، وواصل طباطبائي بأن حكومة روحاني تأمل في أن يؤدي فتح حوار مع الرياض إلى دعم إبرام الاتفاق النووي وإنهاء العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

زيادة التوتر

تتنافس السعودية وإيران على قيادة العالم الإسلامي بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص، حيث تقفان على طرفي نقيض، وتسعيان من أجل النفوذ في العراق الذي يقطنه أقلية من السنة (37٪) مقابل أغلبية من الشيعة (60)؛ ومن ثمّ تَعتبر إيران نفسها القوة الحامية للشيعة، فيما ترى السعودية نفسها القوة الحامية للسنّة.

كانت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والرياض قد توقفت منذ عام 2016، خاصة بعد إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية، واقتحام المتظاهرين للسفارة السعودية في طهران وإشعال النيران فيها، بالإضافة إلى الهجمات التي قامت بها الطائرات من دون طيار وصواريخ الكروز على المصانع التابعة لشركة النفط السعودية أرامكو، والتي أدت إلى انهيار إنتاج النفط السعودي بمقدار النصف، واعترف الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران بالهجوم وقتها، ولم تفعل الحكومة الأمريكية بقيادة ترامب شيئًا سوى التصريحات، وأنها على استعداد للرد على إيران والدفاع عن المملكة.

نقطة تحول في السياسة الأمريكية

عندما تولى جو بايدن منصبه كانت هناك نقطة تحول في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث بدأ بايدن ولايته بسحب الدعم عن السعودية في حربها في اليمن، وبدأ في الوقت نفسه مفاوضات مع إيران لإعادة الاتفاق النووي لعام 2015، ومن ثم أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في نهاية أبريل، أنه يسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع طهران، وأنه يريد جارًا مزدهرًا، وقال خلال مقابلة مع التلفزيون السعودي: إن المملكة تسعى لاحتواء الأزمات في المنطقة بالطرق الدبلوماسية.

وترى “سانام فاكيل”، من مركز الأبحاث البريطاني “تشاتام هاوس”، أن التقارب المحتمل بين الرياض وطهران يخص الصراع اليمني، حيث تحاول الرياض من خلال طهران إنهاء الحرب في اليمن، وهذا سيتطلب من الأخيرة إحضار الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، وهو ما تريده المملكة في النهاية لتهدئة الوضع هناك.

ربما يعجبك أيضا