الصحافة العبرية | هذه هي الإخفاقات التي سمحت بفرار الأسرى.. وأخرجوا الماء من الصراع

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

إسرائيل الأقوى في المنطقة

أكد المحلل “عاموس هارئيل” أنه على الرغم من الكلام المعتاد، تبقى إسرائيل أقوى دولة في المنطقة، ولا تزال قوتها العسكرية هي الأعظم، كما اعتاد رئيس الحكومة السابق إيهود باراك على القول، من طهران وصولًا إلى طرابلس في ليبيا. فالمكوّنات الأساسية للتفوق العسكري الإسرائيلي لم تتغير؛ تفوق الدولة وأجهزتها الأمنية في الاستخبارات والتكنولوجيا والموارد البشرية، بالإضافة إلى تأييد سياسي واقتصادي كبير من الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل حافظت على تفوقها بسبب استعدادها لانتهاج سياسة نشطة. ويبدو هذا التوجه واضحًا جدًّا في العقد الأخير من خلال المعركة بين الحروب. لكن المثال الأفضل لهذه السياسة جاء تحديدًا قبل 14 عامًا مع تنفيذ قرار رئيس الحكومة إيهود أولمرت شن هجوم جوي على منشأة نووية أقامتها كوريا الشمالية لنظام الأسد في شمال شرقي سوريا، فلو لم يتم القضاء على المشروع النووي السوري لكان ميزان القوى في المنطقة مختلفًا للغاية.

وقال هارئيل إن هناك مكونًا مهمًّا آخر في هذه القوة هو أن إسرائيل، على الأقل ضمن حدود الخط الأخضر، هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؛ فالتغيير الذي حدث في السلطة هذه السنة في صناديق الاقتراع، وتنحي رئيس الحكومة بعد 12 عامًا أمضاها في منصبه هو مصدر قوة مهم للدولة. وكانت هذه المسألة موضوع تساؤلات في السنوات الأخيرة من حكم نتنياهو، فقد أدت محاولاته الحثيثة للتهرب من المحاكمة وحملته الممنهجة على المؤسسات القضائية إلى تآكل مناعة النظام الديمقراطي.

الإخفاقات التي سمحت بفرار الأسرى.. ثغرات أمنية وغياب الاستخبارات وضعف المراقبة

أكد الكاتب بصحيفة هآرتس “يهوشوع برينر” أن الإخفاقات الأمنية التي سمحت بفرار ستة أسرى فلسطينيين من سجن “جلبواع” موجودة أمام أنظار مصلحة السجون والشرطة منذ وقت طويل لكنها لم تُعالج، إذ تتوزع المسؤولية عن هذه الإخفاقات على قيادة سجن جلبواع وشعبة الاستخبارات في مصلحة السجون، وهي بدأت قبل وقت طويل من التخطيط لعملية الفرار عندما تقرر وضع الأسرى الستة معًا، على الرغم من أنهم كلهم من جنين القريبة من السجن، وثلاثة منهم صُنّفوا مسبقًا بأنهم سجناء مع خطر كبير للفرار.

وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن سجن جلبواع هو سجن أمني شديد الحراسة، إلا أنه لا توجد فيه سيارة دورية تتجول حول السجن للكشف عن هجمات أو محاولات فرار. وكان أحد المسؤولين قد حذر من ذلك قبل سنة، لكن قيادة السجن تجاهلت التحذير على الرغم من الخلل الذي ظهر عند التدرب على سيناريوهات فرار من السجن جرت عامي 2019-2020. وفي سنة 2014 حاول سجناء الفرار من السجن بواسطة نفق لكن العملية أُحبطت في اللحظة الأخيرة.

هل إسرائيل وحماس على طريق اتفاق يشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين؟

أوضح المحلل العسكري بموقع ماكور ريشون “نوعام أمير” أنه في حال محاولة فهم ما الذي يجري في المؤسسة الأمنية وفي حكومة إسرائيل، سنجد صعوبات كبيرة، وزير الدفاع يذهب في منتصف الليل إلى رام الله ويقدّم إلى أبو مازن قروضًا وهدايا، ويعزز العلاقة بالسلطة الفلسطينية ويرسخ استقرارها؛ في غلاف غزة تقوم إسرائيل باحتواء الإرهاب المتصاعد، وبعد أربع ليال من الحوادث على السياج الحدودي، بدلًا من حرمان غزة من التسهيلات تقرر زيادتها. وقد سمحت بدخول بضائع كان دخولها إلى قطاع غزة ممنوعًا في الماضي؛ لأن “حماس” استخدمتها في بناء بنية تحتية عسكرية، كما سمحت لآلاف العمال الفلسطينيين بالدخول إلى إسرائيل، وعاد نطاق الصيد إلى 15 ميلًا كما كان عليه عشية عملية حارس الأسوار.

ويعتقد الكاتب أنه على ما يبدو أن إسرائيل اتخذت قرار العودة إلى التسوية الشاملة مع “حماس” والمضي خطوة إضافية كما طالبت “حماس” قبل بضعة أشهر. ما تريده إسرائيل قبل كل شيء هو هدوء بعيد الأمد، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد صفقة تبادل للأسرى والمفقودين. الأصوات في القدس اختلفت مؤخرًا، وثمة إدراك أنه إذا كان القرار هو السعي للهدوء فيجب دفع ثمنه بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

هل تؤثر أفغانستان على قطاع غزة؟

أوضحت الكاتبة “عانات كورتس” أن الأحداث التي رافقت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أدت إلى تبلور وعي في الساحة الدولية، وأن ما حدث ما هو إلا دليل على ضعف أمريكي وضعف الأنظمة التي جرت هندستها بما يتلاءم مع النمط الغربي. في المقابل تتبلور إشكالية بشأن قوة التحمل الاستراتيجي للأطراف الجهادية وقدرتها الكبيرة على الصمود وإصرارها. والثابت أن هذه النقطة هي مصدر إلهام لـ”حماس” والجهاد الإسلامي في الساحة الفلسطينية. على هذه الخلفية يُطرح السؤال: هل من المتوقع حدوث سيناريو في الساحة الفلسطينية مثل الذي حدث في أفغانستان، عندما تُخلي إسرائيل مناطق في الضفة الغربية في إطار اتفاق مع السلطة الفلسطينية؟

ورأت الكاتبة أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن انسحابًا إسرائيليًّا من الضفة الغربية أو من أجزاء كبيرة منها سيثير عدم الاستقرار في الساحة الفلسطينية، على الأقل على المدى المباشر والقصير، وبالتأكيد سيشجع حماس على محاولة توسيع نطاق سيطرتها. ومع ذلك فإن سيطرة حماس إذا حدثت ومتى، لن تتحقق دون صراع بين قوات الحركة وبين قوات فتح، بالإضافة إلى ذلك يمكن التقدير أن محاولة “حماس” توسيع سيطرتها إلى الضفة الغربية ستترافق مع اشتعال ساحة غزة أيضًا.

وتدل هذه المعطيات الإقليمية، التي ستجر إسرائيل أو ستجبرها على التدخل إذا انزلق عدم الاستقرار والخصومة الداخلية الفلسطينية إلى أراضيها بعد انسحاب واسع من الضفة الغربية، على اختلاف جوهري بين وضع إسرائيل في المناطق الفلسطينية وبين وضع الولايات المتحدة في أفغانستان. تستطيع الولايات المتحدة مغادرة أفغانستان دون النظر وراءها، سواء بالنسبة إلى مكانتها كقوة عظمى تستطيع أن تسمح لنفسها بأن تفعل ما تشاء، أو لأنه لا يوجد قرب جغرافي بينها وبين أفغانستان. في مقابل ذلك لا يفصل بين إسرائيل وبين المناطق الفلسطينية محيط. إسرائيل ستكون متأهبة على طول الحدود مع الدولة الفلسطينية إذا قامت، ومن المعقول أن تتدخل وترد إذا برزت تهديدات لأمنها.

إسرائيل تواجه عدة جبهات

أوضح الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت “بن درور يميني” أنه انطلاقًا من طهران وحتى بيروت وصولًا إلى غزة، ثالوث رعبٍ يبث الفزع في أركان إسرائيل وجيشها الأكثر تفوقًا والأعلى موازنة في الشرق الأوسط. من مبدأ توحيد الجهود وتكثيفها ضد إسرائيل، وإرغام جيشها على عدم التفرد بإحدى الجبهات ودفعه نحو القتال على جبهات عدة في ذات الوقت، بدأت تتشكل مؤخرًا خارطة تحالفات جديدة هي الأكثر اتصالًا وقوة من ذي قبل وعلى نطاق أوسع وأكثر تحديًّا لإسرائيل، في ظل تزايد التحريض على المشروع النووي الإيراني ومضاعفة الحصار على غزة ولبنان وتوارد التقديرات التي تشير إلى حتمية اندلاع حرب متعددة الجبهات عاجلًا أم آجلًا.

وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل من جانبها لا زالت تحاول إيجاد تفسير لسبب الجرأة التي أظهرها أعداؤها في مهاجمتها بطرق عدة لا تستوجب ردًّا إسرائيليًّا يُفضي إلى مواجهة مفتوحة ويبقى دون عتباتها. بالونات غزة وتنقيط الصواريخ من لبنان ومهاجمة إيران للسفن في الخليج.

ويُجمع الخبراء على أن هذه الأفعال الجريئة هي محاولة لتثبيت قواعد اشتباك تقيّد حرية العمل الإسرائيلية وتضع حدًّا لهيمنتها في ساحات عدة، بدءًا من استفزاز المستوطنين في ساحات المسجد الأقصى وتهجير أهل القدس، ومرورًا بالعبث في الساحة اللبنانية ومحاولات وأد مشروع الصواريخ الدقيقة الخاصة بحزب الله أو إحباط عمليات التهريب والتصفية في قلب طهران والسعي لتأخير إنتاج قنبلة إيران النووية.

أخرجوا الماء من الصراع!

قالت الكاتبة “شي جرينبرج” إنه يقع على عاتق إسرائيل أخلاقيًّا وقانونيًّا، توفير احتياجات مليونَيْ مواطن فلسطيني نصفهم أطفال يعيشون في غزة، حيث تزداد أهمية هذه المسؤولية في ظل الهجمات المميتة على آلاف المباني السكنية والتجارية، والمراكز الطبية والبنى التحتية المدنية. ولكن بدلًا من تحمُّل إسرائيل مسؤوليتها تجاه سكان غزة، فها هي تستغل سيطرتها على الحواجز لتحوّل ضائقة السكان إلى أداة ضغط سياسية، فقد أفادت مصادر عدة بأنّ إسرائيل طالبت مصر أيضًا بمنع دخول مواد البناء الضرورية لإعادة إعمار القطاع عبر سيناء.

وقد طالبت الكاتبة بإخراج الماء الصالح للاستخدام من الصراع، إذ يفتقر واحد من كل خمسة أشخاص في قطاع غزة، حاليًا للمياه الجارية، حيث ألحقت الهجمات الإسرائيلية القتالية ضررًا جسيمًا بعدد كبير من بنى المياه التحتية التي كان بينها آبار، محطات ضخ وتكرير صرف صحي، بالإضافة لمرافق تحلية المياه. وعليه، يتلوث البحر يوميًّا بسبب مياه الصرف الصحي غير المكررة، حيث تختلط هذه المياه بالأمواج التي تصل إلى شواطئ أشكلون بل وأبعد من ذلك.

وأضافت جرينبرج أنه مضت ستة أسابيع وأكثر على قرار وقف إطلاق النار، عاد خلالها سكان إسرائيل إلى حياتهم الطبيعية، وأنهت إسرائيل صراعها العسكري مع غزة، ولكن الحكومة الجديدة أيضًا لا تحمل معها بشائر التغيير، حيث لا زالت سياستها تتراوح بيت الحصار والحرب على غزة فقط، وعليه فما زال سكان غزة يعيشون في ظل دائرة الدمار التي فرضتها إسرائيل عليهم.

إيران نحو القنبلة النووية!

تناول رسك كاريكاتيري بصحيفة كالكاليست اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأمريكي جو بايدن والذي خصص منه بينيت جزءًا كبيرًا ليشرح للرئيس الأمريكي خطورة إيران ومساعيها النووية، ورؤية إسرائيل بأن إيران تقترب من امتلاك القنبلة النووية.

الأمر الذي عبر عنه الرسام بتهكم الرئيس الأمريكي، الذي لا يحتاج لتأكيدات من أي طرف كان بخطورة النهج الإيراني والسعي النووي المستمر، إذ يصور الرئيس الأمريكي نائمًا بسبب سطحية العرض الذي يقوم به بينيت، وعدم جدواه بالنسبة للأمريكيين.

ربما يعجبك أيضا