الصين الأكبر عالميًّا ومصر السابعة.. هل تتغير خارطة الاقتصاد العالمي؟

شيماء عزيز

يتوقع محللو بنك جولدمان ساكس، صعود الاقتصاد المصري إلى المرتبة الـ12 عالميًّا بحلول 2050 وأن يتقدم على اقتصادات أوروبا، مع ناتج محلي إجمالي يتجاوز 10 تريليونات دولار بحلول 2075.


كشف تقرير حديث لبنك الاستثمار الأمريكي، جولدمان ساكس، عن مفاجآت خاصة بخارطة الاقتصاد العالمي في المستقبل.

ورجّح البنك إزاحة الصين للولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد عالمي قبل حلول عام 2075، وتوقع أن تصبح الهند القطب الثاني في الاقتصاد العالمي متقدمةً على الولايات المتحدة التي ستنزلق إلى المرتبة الثالثة.

مصر في المركز السابع عالميًّا

أما مصر، فتوقع المحللون أن تحل في المركز السابع عالميًّا، في إشارة إلى تغير خارطة أكبر اقتصادات العالم مقارنة بما هي عليه الآن.

وقدّر محللو جولدمان ساكس الناتج المحلي الإجمالي للصين بعد نحو 52 عامًا من الآن بنحو 57 تريليون دولار مقارنة بقرابة 18 تريليون دولار بنهاية العام الماضي، وتوقع التقرير أن ترتقي الصين من مركزها الحالي كثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى المركز الأول، لتحل الولايات المتحدة في المركز الثالث بناتج محلي قدره 51.5 تريليون دولار.

تفوق هندي

وأشار تقرير البنك الأمريكي الشهير إلى أن الهند، خامس أكبر اقتصاد عالميًّا، في طريقها لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2075، لتتفوق على الولايات المتحدة وبلدان بوزن اليابان وألمانيا، والسبب الأبرز وراء هذا التفوق، سيكون النمو السكاني المتزايد للهند والنمو القوي للاستثمار الرأسمالي، إلى جانب تقدمها في مجال الابتكار والتكنولوجيا.

اقرأ أيضًا| المركزي الصيني يعزز سيولة النظام المصرفي خلال مايو

وتوقع جولدمان ساكس، صعود الاقتصاد المصري إلى المرتبة الـ12 عالميًّا بحلول 2050 وإلى المرتبة السابعة عالميًّا بحلول 2075، متقدمًا على كل اقتصادات أوروبا، مع ناتج محلي إجمالي يتجاوز 10 تريليونات دولار.

وستكون إندونيسيا، ونيجيريا، وباكستان، أصحاب المراكز من الرابع إلى السادس في الترتيب العالمي، على أن تظل ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي، في المركز التاسع عالميًا.

عوامل تعزز مكانة مصر اقتصاديًّا

يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى خليل، خلال حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، أن مصر تستطيع أن تصبح سابع أكبر اقتصاد في العالم، كما يتوقع جولدمان ساكس، لنقاط مهمة بدأت فيها البلاد منذ نحو 8 سنوات، أبرزها الاستثمار في البنية التحتية، بما يشمل الطرق والجسور والموانئ والمطارات، وتحسين الخدمات العامة، مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء.

اقرأ أيضًا| لماذا أبقى البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة للمرة الثانية؟

قال خليل “من بين العوامل التي تعزز مكانة مصر اقتصاديًّا نجاحها خلال السنوات القليلة الماضية في تحسين بيئة الأعمال، وتسهيل الإجراءات الإدارية والتجارية، وتقديم الحوافز للشركات الأجنبية والمحلية للاستثمار في مصر، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية، وتشجيع روح ريادة الأعمال والابتكار”.

وأوضح “مصر استطاعت تنمية الصناعات الجديدة، وتعزيز الصناعات الجديدة والمتطورة، مثل الصناعات الرقمية والتكنولوجية، وتوسيع قطاع الخدمات وتنمية الصناعات الحرفية والسياحية، فضلًا عن تعزيز التجارة الدولية، وتحسين العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى، وتحسين الصادرات وتوسيع الأسواق الخارجية، وفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية”.

يشار إلى أن قيمة الصادرات المصرية قفزت من مستوى 29 مليار دولار المسجل في 2013 إلى 51.6 مليار دولار خلال العام الماضي.

هل الصين مؤهلة لإزاحة أمريكا من عرش اقتصاد العالم؟

أوضح الدكتور مصطفى خليل “يوجد احتمال كبير بأن تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم في المستقبل القريب وقبل 2075 بكثير، بسبب العديد من العوامل الاقتصادية والديموغرافية المهمة التي تعزز الاقتصاد الصيني، وتجعله أكثر تنافسية”.

وتابع: “من بين هذه العوامل، حجم السكان، وتمتلك الصين أكبر سوق في العالم وأكبر عدد من العمالة، وهذا يعني أن لديها قدرة كبيرة على توفير المزيد من الموارد البشرية والعمالة المدربة وزيادة الإنتاجية، والحفاظ على النمو الاقتصادي المطرد لسنوات مقبلة، فالصين على مدى السنوات العشر الماضية حققت نموًا اقتصاديًّا مطردًا، ومؤهلة لمزيد من التوسع والازدهار”.

وأضاف “تستثمر الصين في البنية التحتية للدولة، مثل الطرق والجسور والموانئ والمطارات، وهذا يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الصيني، فضلًا عن توسعها في التجارة الدولية، إذ تعد الصين أكبر مصدر للصادرات في العالم، وتمتلك قدرة كبيرة على تحديد أسعار السلع العالمية، وهذا يعزز قوتها الاقتصادية”.

wvmv

ترتيب أكبر اقتصادات بحلول 2075 – جولدمان ساكس

السباق مستمر

أشار خليل إلى أن الصين تحرص على الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، وتعمل على تطوير قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس والطاقة المتجددة، وهذا يعزز قدرتها على تجاوز الاقتصاد الأمريكي مستقبلًا.

وتابع: “على الرغم من هذا، لا تزال الولايات المتحدة تمتلك قوة اقتصادية هائلة، وتُعد واحدة من كبرى الدول الاقتصادية في العالم، ولديها ميزات تنافسية خاصة بها، مثل الابتكار والتكنولوجيا والقطاع الصناعي المتطور، لذا، فالسباق بين الصين والولايات المتحدة للوصول إلى الصدارة الاقتصادية العالمية سيستمر، وسيكون من الصعب تحديد الفائز في هذا السباق في المستقبل”.

اقرأ أيضًا| فايننشيال تايمز: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحولًا جذريًّا

ربما يعجبك أيضا