الصين تتعهد بعدم «الرحمة» في معركتها ضد الفساد وعمالقة التكنولوجيا

أميرة رضا

رؤية

بكين – تعهدت الصين بكبح نفوذ شركات التكنولوجيا والحد من الفساد المرتبط بالثراء “غير المنضبط”، في إشارة لاحتمال توسع حملة الحكومة التنظيمية التي تسببت في خسارة أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية للشركات العام الماضي، وذلك حسبما أفاد “اقتصاد الشرق” اليوم (الأحد).

وأكدت الحكومة -في بيان قوي عقب اجتماع “لجنة مكافحة الكسب غير المشروع” في “الحزب الشيوعي”- سعيها لقطع الصلة بين المال والسلطة والقضاء على الفساد داخل مجموعة من القطاعات، كما تعهدت باستهداف الفصائل السياسية وجماعات المصالح داخل الحزب.

وقالت “اللجنة المركزية للرقابة والانضباط”، في البيان: “هناك جهود للتحقيق ومعاقبة ممارسات الفساد القابعة وراء التوسع غير المنضبط لاحتكار رأس المال والمنصات لقطع الصلة بين السلطة ورأس المال.. ولن يتم إظهار أي رحمة تجاه من ينخرطون في التجمعات السياسية والدوائر الصغيرة وجماعات المصالح داخل الحزب، وتعليم الكوادر الشابة وإدارتها والإشراف عليها بصرامة”.

وتؤكد التصريحات أن حكومة الرئيس، شي جين بينغ، لم تنهِ حملتها التنظيمية التي تسببت في تغيرات حادة بالعديد من الصناعات، وفي مقدمتها التجارة الإلكترونية، والتعليم، والنقل التشاركي العام الماضي. كما تمثل تحذيراً لمسؤولي “الحزب الشيوعي” لإبعاد أنفسهم عن أي شبهات قبل الاجتماع الذي يعقد مرة كل خمس سنوات في وقت لاحق من هذا العام والذي يتوقع فيه الرئيس شي الحصول على فترة ولاية ثالثة.

وتلقت مجموعة “علي بابا القابضة” ضربة جديدة يوم الجمعة هبطت على أثرها أسهمها في هونغ كونغ 3.4% عقب بث “شبكة التلفزيون المركزية الصينية” سلسلة وثائقية من خمسة أجزاء بعنوان “عدم التسامح” بالتزامن مع اجتماع “لجنة مكافحة الكسب غير المشروع”.

وأشارت الحلقة التلفزيونية التي تمت إذاعتها ليلة الأربعاء الماضي إلى جو جيونغ يونغ، الرئيس السابق لـ”الحزب الشيوعي” في مدينة هانغو الشرقية، والمتهم باستخدام نفوذه لدعم أعمال شقيقه الأصغر، ومن بينها إحدى الشركات التي تستثمر فيها مجموعة “آنت” المملوكة للملياردير جاك ما وفقًا لتقرير إعلامي محلي تم إذاعته في أغسطس.

لم تربط “شبكة التلفزيون المركزية الصينية” في الفيلم الوثائقي الأحداث بمجموعة “آنت”، لكن التوقيت ربما أثار مخاوف المستثمرين.

ولم يرد ممثلو الشركة على استفسار مكتوب للحصول على تعليق.

وكشفت حلقة أخرى على “شبكة التلفزيون المركزية الصينية” تلقّي سون ليغون نائب وزير الأمن العام السابق رشاوي بقيمة 14 مليون دولار داخل صناديق مأكولات بحرية صغيرة، كما يواجه اتهامات بالتلاعب بالأسهم وحيازة السلاح.

دعا البيان مساء (الخميس) لمكافحة الفساد في الانتخابات ومشاريع البنية التحتية والمعاملات التي تشمل الموارد العامة بشكل صارم مع التركيز على نزع فتيل المخاطر الخفية لديون الحكومات المحلية.

في وقت سابق من الشهر، قامت “هيئة مكافحة الكسب غير المشروع” بخطوة مفاجئة بالتحقيق مع رئيس شركة “التأمين على الحياة الصينية”. كما أوقفت حملة لمكافحة الفساد تركز على المؤسسات المالية والجهات التنظيمية على مستوى البلاد أكثر من 20 مسؤول منذ بدايتها في أكتوبر إلى جانب تكثيف السلطات تدقيقها للنظام المالي في البلاد الذي تبلغ قيمته 54 تريليون دولار.

ويزيد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل شركات التكنولوجيا ما ذكرته “وكالة رويترز” في وقت سابق هذا الأسبوع عن اتجاه الجهة التنظيمية لعمل شركات الإنترنت في الصين لطلب حصول شركات التكنولوجيا على الموافقة قبل القيام باستثمارات أو جمع الأموال وهو ما نفته “إدارة الفضاء الإلكتروني” الصينية.

ربما يعجبك أيضا