الصين تعلن عزمها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا.. ما الدلالات؟

قالت وزارة الدفاع الصينية إنها مستعدة لتعزيز العمل مع الجيش الروسي، وأبدت عزمها على المزيد من التعاون في المستقبل.

ويأتي هذا بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لروسيا الأسبوع الماضي، وهي الزيارة التي شجبتها واشنطن، ورأتها الدول الغربية رسالة دعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب صدور مذكرة توقيف ضده من المحكمة الجنائية الدولية.

تعزيز التعاون

قالت وزارة الدفاع الصينية إن الجيش الصيني سيعزز التواصل والتنسيق الاستراتيجي مع الجيش الروسي، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز، في تقرير نشرته أمس الخميس 30 مارس 2023.

وحسب ما نقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي، في مؤتمر دوري، سيعمل البلدان معًا على تنفيذ المبادرات الأمنية العالمية.

تدريبات مشتركة

حسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، سيعمل الجانبان على تنظيم دوريات ومناورات مشتركة، جوية وبحرية. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية نفذت روسيا والصين مناورات مشتركة، كان آخرها تدريبات بحرية شاركت بها إيران شمالي المحيط الهادئ.

بالإضافة إلى ذلك، جمعت روسيا والصين مناورات بحرية ضخمة فبراير الماضي، مع جنوب إفريقيا. ونهاية العام الماضي، نفذ الجانبان تدريبات مشتركة ببحر الصين الجنوبي، في منطقة شرق آسيا والتي تشهد توترًا محمومًا بين فرقاء المشهد، انعكس في معدلات التسليح والمناورات بالمنطقة.

شراكة بلا حدود

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن بكين وموسكو ستعمقان الثقة العسكرية بينهما، وستعملان بنحو مشترك على حماية الإنصاف والعدالة في جميع أنحاء العالم.

وعلاوةً على التعاون الأمني والعسكري الآخذ في التزايد، وقعت روسيا والصين اتفاق “شراكة بلا حدود” في فبراير من العام الماضي، قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. ويشدد البلدان على ضرورة تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، بدلًا من نظام القطب الواحد الذي تقوده الولايات المتحدة.

تزايد التوترات

هذا التعاون متعدد المستويات، يطرح أسئلة أخرى عن مدى عمق التعاون، وإلى أي مدى يمكن أن يصل، خاصةً في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين والغرب، في ظل وضع جيوسياسي مضطرب تميل فيه كل الأطراف نحو الاصطفاف في تحالفات أمنية وشراكات عسكرية، وهو ما أكدت عليه الاستراتيجيات الدفاعية التي أصدرتها مؤخرًا دول من حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو موالية له كاليابان.

ويرى المتخصص في الشأن العسكري بريان ويدليتش، أن طبيعة العلاقة العسكرية بين روسيا والصين، تحكمها في المستقبل طبيعة التطورات التي ستشهدها منطقة الباسفيك، وبدرجة أقل الحرب الروسية الأوكرانية.

ويوضح يدليتش في تحليل منشور بمجلة “ذا دبلومات”، أن الصين قد تجد من المفيد تعزيز علاقاتها العسكرية مع روسيا، إذا ما اعتقدت أن فرص نشوب صراع في منطقة الباسفيك آخذة في الازدياد، وأن التعاون العسكري مع روسيا يمكن أن يعزز رسائل الردع التي تصدرها ضد الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة ذات التوترات المحمومة.

هل تدعم الصين روسيا في الحرب؟

منتصف هذا الشهر، أسقطت أوكرانيا طائرة مسيّرة صينية الصنع، لكن تقارير غربية أفادت بأن الطائرة مدنية بالأساس، وجرى تعديلها لتناسب الأغراض العسكرية. وقبلها بأيام، اندلع تراشق لفظي بين الصين والولايات المتحدة، بعد تحذير الأخيرة لبكين من الإقدام على دعم موسكو، بعدما قال مسؤولون أمريكيون إن الصين تدرس هذه القضية.

في حديث سابق مع شبكة رؤية الإخبارية، قال خبير الشؤون الاستراتيجية، أنس القصاص، في سؤاله عن مدى احتمالية تقديم الصين “دعمًا فتاكًا” لروسيا، إن تطورات المستقبل وتصعيدات الصراع وطبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة، هي التي ستكشف عن هذا الجانب.

ومن غير المستبعد، حسب القصاص، أن يشهد الباسفيك توترات مماثلة، خاصةً في مضيق تايوان، وجزر الكوريل المختلف عليها بين روسيا واليابان”، وهو أحد نقاط الاشتعال المحتملة، في ظل حالة الاستقطاب التي تعيش المنطقة على وقعها.

ما مجالات التعاون العسكري المحتملة؟

حسب التحليل المنشور في “ذي دبلومات”، قد يشمل التعاون تعزيز التبادل التقني العسكري، وتوسيع مشاريع التعزيز المشترك في الجوانب التي تتضمن التقنيات العسكرية الروسية (مثل الغواصات الحديثة).

وعلاوةً على ذلك، يشير التحليل إلى التعاون على مستوى تبادل الخبرات، والتنسيق المشترك، وتعزيز التبادل الثنائي للمستشارين، بالإضافة إلى المناورات البحرية والجوية المشتركة، وهو ما زادت وتيرته بالفعل بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من فبراير 2022.

رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1474541