الصين والجزائر.. شراكة النضال ضد الاستعمار تنتقل إلى تحرير الاقتصاد

إسراء عبدالمطلب

يرغب الرئيس الجزائري في استغلال زيارته إلى الصين، التي تستمر 5 أيام، لتقديم عرض للانضمام إلى مجموعة «بريكس»


تتطلع الصين إلى النفط والغاز، خلال استقبالها الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، في زيارته بكين، التي بدأها أمس الاثنين 17 يوليو 2023.

ويرغب الرئيس الجزائري في استغلال زيارته، التي تستمر 5 أيام، لتقديم عرض للانضمام إلى مجموعة «بريكس»، التحالف المكون من 5 دول للاقتصادات الناشئة، الذي يُنظر إليه على أنه بديل للهيمنة الغربية.

تبون في زيارة إلى الصين لتذليل عراقيل انضمام الجزائر إلى "بريكس"

ملفات سياسية واقتصادية

حسب ما أوردته قناة فرانس 24، في تقرير لها، أمس الاثنين، تعد هذه الزيارة الأولى لرئيس جزائري للصين منذ 15 عامًا، ومن المقرر أن يجري تبون محادثات مع نظيره الصيني، شي جين بينج، بشأن ملفات سياسية واقتصادية. وتأتي الزيارة قبيل اجتماع مجموعة بريكس، الشهر المقبل، التي قدمت الجزائر طلبًا رسميًّا للانضمام إليها.

وقال مكتب تبون، في بيان الخميس الماضي، إن الزيارة إلى الصين ستركز على تعزيز العلاقات الوطيدة والعميقة الموجودة بالفعل، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الشعبين الجزائري والصيني.

وتوجه تبون إلى روسيا، في يونيو الماضي، وشارك في منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي، وأعرب عن رغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة بريكس “لتحرير اقتصاد البلاد من بعض الضغوط التي نتعرض لها”.

اقرأ أيضًا| الين الياباني عند أدنى مستوى في 7 أشهر أمام الدولار

 العلاقات الصينية الجزائرية

حسب موقع المونيتور الأمريكي، تعود العلاقات الودية بين الجزائر والصين إلى كفاح الدولة الواقعة في شمال إفريقيا من أجل الاستقلال في الستينات، وقدمت خلاله بكين دعمًا قويًّا لنضال الجزائر ضد فرنسا.

وفي عام 1962، عندما استقلت الجزائر عن مستعمرها الأوروبي، غادر الأطباء الأجانب البلاد بأعداد كبيرة، ما دفع الجزائر العاصمة لطلب المساعدة من حلفائها، وفي العام التالي، أرسلت الصين فريق المساعدة الطبية الأول.

تحالف الاقتصادات الناشئة

أعلنت الجزائر عزمها الانضمام إلى «بريكس» تحالف الاقتصادات الناشئة، الذي يضم الصين وروسيا إلى جانب البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، في نوفمبر الماضي. وستعقد قمة المجموعة في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، أغسطس المقبل، ويناقش قادة الكتلة طلبات جديدة للانضمام.

وتعد الصين وروسيا حليفتان استراتيجيتان للجزائر، وشريكتان رئيستان بمختلف القطاعات. على سبيل المثال، كانت روسيا المورد الرئيس للأسلحة للجزائر، وتمثل مصدر أكثر من 70% من أسلحة الجيش. وتفوقت الصين على فرنسا كأول مستثمر في البلاد منذ العام 2012.

تعزيز الطاقة الإنتاجية

ضخت الصين استثمارات كبيرة في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية الجزائرية، مثل مشروع ميناء الحمدانية البحري في شرشال، وخط السكة الحديد المزدوج ثنية برج بوعريريج.

وتهدف الجزائر إلى تعزيز طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز، وتشارك الصين في العديد من مشاريع النفط والغاز الكبرى في البلاد. ولا يساهم هذا التعاون في قطاع الطاقة في الجزائر فحسب، بل يساهم أيضًا في تعزيز التبادل التكنولوجي وتبادل المعرفة بين البلدين.

اقرأ أيضًا| تباين إغلاقات أسواق المال العربية.. وصعود قوي للبورصة المصرية

ربما يعجبك أيضا