الصين وسويسرا تقودان الاستثمار العالمي بالمشروعات الصغيرة

خبير لـ«رؤية»: تجارب الصين وسويسرا بالمشروعات الصغيرة «فريدة»

محمود عبدالله

يؤكد الخبراء أن الصين وسويسرا تقودان الاستثمار العالمي في المشروعات الصغيرة، بفضل التخطيط السليم ودراسات الجدوى الناجحة التي تضعها البلدان والتي عززت نمو الناتج المحلي في كل منهما.

وقالت الصين في تقرير نشرته “بلومبيرج” 24 نوفمبر الماضي إنها تمنح الأولوية للمشروعات الصغيرة بمبادرة القرن “الحزام والطريق”، إذ يتطلع الرئيس الصيني شي جين بينج إلى التركيز عليها، كونها تملك تأثيرًا سريعًا، فضلًا عن المنافع الاقتصادية والاجتماعية الناشئة عنها.

الإبداع قيمة سويسرية

تعزز سويسرا الاهتمام بذلك القطاع، من خلال المؤسسة السويسرية العالمية والتي تروج لسويسرا كمركز ملائم للأعمال خاصة الصغيرة، كما تدعم تجميع الوثائق المطلوبة مع وسائل اتصال مع الجهات المحلية المناسبة في سويسرا.

كما يتمتع مجتمع الأعمال السويسري بتاريخ طويل من الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى نقاط القوة التقليدية للاقتصاد السويسري والبنية التحتية، وفقًا للاتحاد السويسري، فإنه يعمل تحت شعار “الإبداع قيمة سويسرية” ولدى الدولة عدد من الصناعات الهادفة إلى إلى تطوير وتسويق منتجات أسرية وصغيرة.

وفق مؤسسة الشركات الأسرية بسويسرا، فإن 99 من بين كل 100 شركة في سويسرا تعتبر صغيرة أو متوسطة الحجم، وتمتلك العائلات ما يقرب عن  90% من هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي توفر وظائف لـنحو 60% من القوى العاملة.

اليوم العالمي للمشروعات الصغيرة

نظرًا لأهمية ذلك القطاع، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 يونيو من كل عام يومًا للمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة لإذكاء الوعي بالمساهمات الهائلة للمشروعات الكتعلقة بهما في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة “أهداف التنمية المستدامة”.

وحسب بيانات البنك الدولي الرسمية، فإن هناك حاجة إلى 600 مليون وظيفة بحلول عام 2030 لاستيعاب القوى العاملة العالمية المتنامية، وهو ما يجعل لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية عالية للعديد من الحكومات حول العالم.

وفي الأسواق الناشئة، يتم إنشاء معظم الوظائف الرسمية من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تخلق 7 من أصل 10 وظائف، وفق البنك الدولي.

المشروعات الصغيرة بالصين

يكمن تفرد النموذج الصيني للمشروعات الصغيرة الذي انطلق عام 1978 في التركيز في مرحلته الأولى على تحقيق التنمية في المناطق الريفية أولا واستغلال طاقاته وإمكاناته، وتلك خطوة وضعت أولى لبنات النجاح، تلاها في المرحلة الثانية إصلاح المدن والمناطق الحضرية، ثم تطبيق منظومة الإصلاح الشامل في المرحلة الثالثة.

ولجأت بكين إلى إنشاء سبع حضّانات صناعية في سبع مقاطعات لتوطين الأنشطة الصناعية والمشروعات الصغيرة وتشغيل الشباب لمواجهة الفقر، وترتب على ذلك بناء جيل من الكوادر البشرية قادر على الإنتاج.  وبهذه الطريقة حولت بكين أزمة الزيادة السكانية إلى فرصة وطاقات عمل ساعدت على مضاعفة الإنتاج، وارتفاع حجم الاقتصاد، وبَنت جيلاً من الطامحين والأثرياء دفع محركات النمو إلى الأمام، بصورة أوجدت الصين العملاقة والتي نراها اليوم.

ومن ثم نجاح الحضّانات السبع ساعد على تكرارها في مختلف المقاطعات، وباتت كل مقاطعة تتميز بمنتج صناعي محدد يستطيع المنافسة في جميع الأسواق، كما تظل تجربة الصين في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ركيزة انطلاقها.

تجارب فريدة

قال خبير إدارة المشروعات الصغيرة الدكتور هشام كمال، إن تجربة الصين وسويسرا في المشروعات الصغيرة والمتوسطة من أنجح التجارب عالميًّا، وهما يقودان العالم في الاستثمار بهذا المجال بصورة قوية، بفضل المنظومة المتكاملة المشجعة التي يعملون فيها.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن تجربة سويسرا من التجارب الفريدة رغم صغر حجم مساحتها وعدد سكانها حيث يستحوذ قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة على أكثر من 95% من صادرات سويسرا خلال الوقت الحالي.

وأوضح “كمال” أن اقتصاد البلدين نجح في أن يعتمد على المشروعات الصغيرة، بفضل تهيئة مناخ الاستثمار وإعداد دراسات الجدوى الناجحة في ذلك القطاع، بجانب التسويق الذي يعرقل ذلك القطاع بالبلدان النامية، مشيرًا إلى أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يعد من الركائز الأساسية في التنمية الاقتصادية بمختلف البلدان سواء المتقدمة أو النامية، لأن الإحصائيات تشير إلى أن هذا القطاع يمثل نحو 90% من إجمالي المشروعات فى العالم.

أهمية المشروعات الصغيرة

حسب البنك الدولي، تمثل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة 90% من الأعمال و 60 إلى 70% من العمالة و 50% من الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم.

كما تعد العمود الفقري للمجتمعات في كل مكان، فهي تسهم في الاقتصادات المحلية والوطنية وفي صون سبل العيش، ولا سيما بين العاملين الفقراء والنساء والشباب والفئات المهددة.

ربما يعجبك أيضا