الضغط الدولي يثمر خيرًا.. المرتزقة الأتراك إلى خارج ليبيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يبدو أن الضغوط الدولية آتت ثمارها؛ فبعد ضغط دولي وشعبي مارسته قوى عالمية وإقليمية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان رسمي، اليوم السبت، أن تركيا بدأت فعليًا في تنفيذ قرار سحب المرتزقة الأجانب من ليبيا، وربط المرصد السوري لحقوق الإنسان الأوامر التركية بضغوط أمريكية وعربية لإثبات حسن النية أيضًا أمام الحكومة المصرية بأن أنقرة تريد التقارب مرة أخرى.

وقال المرصد السوري في بيان، إن أوامر تركية صدرت للمرتزقة السوريين في ليبيا للعودة إلى سوريا، في تطور جديد على الساحة الليبية، وبعد دعوات متكررة لأنقرة بسحب مرتزقتها، ونقل المرصد عن عناصر في تلك المجموعات قولها إنه “تم الطلب منهم حتى الآن بالتجهيز للعودة”.

وأوضح أن هؤلاء المرتزقة كان ينبغي أن يعودوا  بعد حدوث التوافق الليبي، إلا أن وضعهم ظل عالقًا إلى حين صدور القرار التركي الأخير، بحسب موقع سكاي نيوز عربية.

رغبة حقيقية

وفي سياق متصل، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، أنه لمس رغبة الأطراف الليبية المختلفة في عدم «رؤية قوى أجنبية أو وجود أجنبي على أراضيهم»، وحث الشركاء الدوليين على احترام هذه الرغبة.

ونقلت بوابة الوسط الليبية عن كوبيش قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد، في برلين مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: “لا تزال البلاد مليئة بالمرتزقة أو القوات غير المرغوب فيهم. أسمع في اجتماعاتي مع الأطراف الليبية المختلفة بغض النظر عن مناطقهم أو اتجاهاتهم السياسية، عرفت منهم أنهم لا يريدون رؤية قوى أجنبية أو أي وجود أجنبي على أراضيهم”.

وشدد على رغبة الليبيين في «الانسحاب العاجل للمرتزقة من ترابهم». وقال: «هذا بلد يعتز بنفسه، بلد ذو سيادة.. هذا شعب يعتز بنفسه وبسيادة بلاده»، مؤكدًا عمل الأمم المتحدة بشكل مباشر أو من خلال رصد وقف إطلاق النار وغيرها من الأنشطة على مساعدة ليبيا.

نقل المرتزقة

وقال مصدر أمني في طرابلس الليبية في تصريحات صحفية، إن كافة المرتزقة السوريين تم وضعهم في معسكر واحد غرب مدينة طرابلس، تسهيلًا لنقلهم على دفعات إلى مطار معيتيقة. وأضاف المصدر أن طائرات تركية وليبية ستقوم بنقلهم إلى مدينة حدودية في تركيا تمهيدًا للدفع بهم إلى مدينة عفرين السورية.

وأوضح المصدر، أنه من المتوقع إقلاع أولى الرحلات خلال اليومين المقبلين، وأنه هناك أنباء بالفعل تفيد بأن مطار معيتيقة استلم طلبًا بالاستعداد لتنظيم رحيل المرتزقة السوريين.

ومطلع ديسمبر الماضي، كشفت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز عن وجود 20 ألفًا من “القوات الأجنبية والمرتزقة” في ليبيا، معتبرة ذلك انتهاكًا “مروعًا” للسيادة الوطنية، كما أشارت إلى وجود 10 قواعد عسكرية في ليبيا، تشغلها بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية ومرتزقة.

وكانت تركيا مددت في 22 ديسمبر الماضي نشر جنودها وخبرائها ومرتزقتها لمدة 18 شهرًا.

الانسحاب الكامل

كانت مجموعة العمل السياسي التابعة للجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا، قد عقدت اجتماعًا، أول أمس الخميس، للنظر في التقدم المحرز حتى الآن بشأن الدفع بتحقيق تسوية سياسية شاملة في ليبيا، ومتابعة تنفيذ خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية، التي اعتمدها ملتقى الحوار السياسي الليبي؛ بهدف إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر 2021.

وأشاد المجتمعون بالتزام وتصميم القيادة والمؤسسات الليبية الجديدة لاستعادة سيادة ليبيا بالكامل والحفاظ على استقلالها وسلامة أراضيها، مشددين في هذا السياق على ضرورة الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط لجميع القوات الأجنبية وإخراج جميع المرتزقة الأجانب من كامل الأراضي الليبية وتسريع الجهود الهادفة إلى إيجاد معالجة شاملة للتهديد الذي تشكله الجماعات والميلشيات المسلحة حفاظًا على نزاهة العملية الانتخابية.

ربما يعجبك أيضا