الطاقة الذرية: لا سبيل للالتفاف الإيراني على مفتشي الوكالة

حسام السبكي

رؤية    

فيينا – فيما تسير مفاوضات فيينا ببطء شديد وسط مراوغة إيرانية، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، من أن القيود التي يواجهها مفتشو وكالته في إيران تهدد بمنح العالم “صورة مبهمة للغاية” بشأن برنامجها النووي.

وأضاف في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، أمس (الثلاثاء)، أنه يريد أن يبلغ إيران بأنه “لا سبيل هناك للالتفاف على مفتشيه في الوكالة الدولية إن أرادت إيران أن تكون دولة تحظى بالاحترام وسط مجتمع الأمم”.

كذلك، أوضح “علينا أن نعمل معا. عليهم أن يعملوا معنا. سأتأكد من أن يفهموا أن بإمكانهم ان يجدوا فينا شريكاً”.

ورغم تأكيده أنه ليس منخرطا في المفاوضات السياسية الجارية في فيينا، أقر غروسي بأن التقدم الذي أحرزته إيران منذ انهيار الاتفاق، يعني ضرورة إضفاء تعديلات عليه.

وقال “الحقيقة هي أننا نتعامل مع إيران مختلفة تماما..عام 2015 سيكون مختلفا تماما بمعنى أنه سيتعين أن تكون هناك تعديلات تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقائق الجديدة، حتى يتمكن مفتشونا من فحص كل ما تتفق عليه الدول على الطاولة السياسية”.

وقال غروسي عن إيران “لا توجد دولة لا تصنع أسلحة نووية تصل إلى هذه المستويات المرتفعة “من تخصيب اليورانيوم.

وأضاف “كثيرا ما قلت إن هذا لا يعني أن إيران لديها سلاح نووي.. لكنه يعني أن هذا المستوى من التخصيب يتطلب جهود تحقق مكثفة”.

أتت تصريحات غروسي فيما تتهاوى المفاوضات في فيينا على إعادة إحياء اتفاق إيران النووي المتداعي. فقد أكد مدير البرنامج النووي الإيراني المدني في وقت سابق اليوم، رفض بلاده دخول مفتشي الوكالة الدولية لمحطة تجميع حساسة لأجهزة الطرد المركزي.

ومنذ انهيار الاتفاق النووي، عمدت طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، فما يمهد الوصول لمستويات التخصيب التسليحي التي تبلغ 90 بالمائة.

في حين يقضي الاتفاق بتحديد نسبة التخصيب ب 3.67 بالمائة، وهي نسبة كافية للاستخدام في محطات توليد الكهرباء.

ويتنامى مخزون إيران من اليورانيوم المخصب كل يوم إلى ما هو أبعد بكثير من النطاق الذي حدده اتفاق 2015، والذي وافقت طهران بمقتضاه على تقليص برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

كما أنها تستخدم أجهزة طرد مركزي أكثر تقدما بكثير يحظرها الاتفاق أيضا.

يذكر أن الجولة السابعة من المفاوضات كانت انطلقت في العاصمة النمساوية في 29 نوفمبر الماضي (2021)، لتتوقف لاحقا لأيام، قبل أن تستأنف مجددا في الثالث من ديسمبر الحالي، وسط أجواء ملبدة، بعد تقديم الوفد الإيراني لمسودتين، قالت الدول الغربية (أوروبا وأميركا أيضا)، إنها تشكل تراجعا عما سبق أن تمت مناقشته والتوافق عليه في الجولات الست السابقة.

فيما وصف المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، المباحثات بالصعبة جدا، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات العالقة.

ربما يعجبك أيضا