العالم منقسم بقمة الأمم المتحدة 78.. الأهداف والحاضرون والغائبون

محمد النحاس

ستكون الحرب الروسية الأوكرانية من الموضوعات الرئيسة المحتمل أن تكون مثار جدل في قمة الأمم المتحدة المقبلة.


تننطلق الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 78، بمدينة نيويورك الأمريكية، من مساء اليوم الاثنين 18 سبتمبر 2023، وحتى 26 من الشهر.

ويغيب قادة بارزون عن القمة التي تتزامن مع أزمات وتحديات ومخاطر محدقة بالعالم، من أزمات جيوسياسة متصاعدة، وكوراث طبيعية يرتبط بعضها بالتغير المناخي، ومشكلات اقتصادية تعاني دول كثيرة.

إحياء أجندة التنمية المستدامة

في شهر سبتمبر من كل عام، يجتمع قادة وزعماء العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لمناقشة القضايا العالمية الأكثر بروزًا على الساحة، وهذا العام تبدأ “المناقشة العامة” للدورة 78 يوم 19 سبتمبر بالقضايا الملحة، لإلا أن الهدف الأبرز هو إحياء أجندة 2030 للتنمية المستدامة، المقررة منذ عام 2015.

وتنعقد هذه الدورة تحت عنوان “إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي”، وتجتمع الجمعية العامة (المكونة من مندوبي الدول الأعضاء) من سبتمبر إلى ديسمبر من كل عام، وبعد ذلك من يناير إلى سبتمبر (الجزء المستأنف)، حسب الحاجة.

جدول أعمال مزدحم

تستعرض هذه الدورة أهداف التنمية المستدامة ذات الـ17 هدفًا، والمتفق عليها بالإجماع في عام 2015، فمن الضروري أن يتحرك القادة سريعًا لتنفيذ هذه الأهداف التي أعاقتها التوترات الجيوسياسية والأزمات المناخية، والعوامل الاقتصادية. وستكون الحرب الروسية الأوكرانية من الموضوعات الرئيسة والحيوية للغاية والتي من المحتمل أن تكون مثار جدل.

وتشمل أهداف التنمية القضاء على الفقر والجوع عالميًّا، وضمان وصول مياه الشرب النظيفة، والمساواة بين الجنسين، والأمن الغذائي العالمي، ومكافحة التغيرات المناخية، وتيسير حق التعليم، والخدمات الصحية والوصول إلى الطاقة.

وتتضمن الدورة 78 نقاشات في 20 سبتمبر بشأن المناخ، وسبل الوقاية من الأوبئة، والتأهب الاستباقي وطرائق التعامل معها، بعد تجربة العالم القاسية في جائحة كورونا. وفي يوم 21 سبتمبر ينعقد اجتماع تحضيري على مستوى الوزراء بشأن “مؤتمر القمة المعني بالمستقبل 2024″، وفي 22 سبتمبر ينعقد اجتماع بشأن مكافحة مرض السل.

عالم منقسم

حسب ما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، سيجتمع 140 من قادة العالم في القمة 78 للأمم المتحدة، التي تأتي في وقتٍ تشهد فيه الإنسانية تحديات كبيرة، من جراء تصاعد النزاعات وتفاقم المشكلات المناخية.

وأضاف جوتيريش أن “الشعوب تنتظر من قادتها إيجاد حلول للخروج من هذه الأزمات”. ومبديًّا أسفه قال: “العالم المنقسم على الصعيد الجيوسياسي يقلص من إمكانية التعامل مع الأزمات”، في إشارة منه إلى تصاعد التنافس بين بكين وواشنطن، والحرب الروسية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا| الأمم المتحدة تخاطب روسيا لإحياء اتفاق حبوب البحر الأسود

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة أيضًا إلى عزمه محاولة إقناع الروس بالعودة إلى اتفاق الحبوب مع أوكرانيا، والمبرم بوساطة تركية وشراكة أممية.

أبرز الحاضرين والغائبين

عربيًّا، يترأس وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وفد دولة الإمارات. وعن المملكة العربية السعودية، سيحضر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان. وسيحضر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون القمة، ويشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية هالة السعيد.

اقرأ أيضًا|ظاهرة النينيو.. الأمم المتحدة تدعو إلى استباق العواقب

وسيشارك أيضًا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي يريد حشد الدعم العالمي وراء مقترح كييف للسلام والمكوّن من 10 نقاط. ومن المتوقع أن يحضر زيلينسكي يوم الأربعاء جلسة خاصة بشأن أوكرانيا في مجلس الأمن، ما يشي بمواجهة مع روسيا، العضو الدائم والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو).

والملاحظ في هذه القمة غياب بعض أبرز القادة العالميين، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وسيحضر بطبيعة الحال الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ربما يعجبك أيضا