العربية: بوادر انشقاق داخل الحشد في العراق

محمود سعيد

رؤية

بغداد – منذ أشهر صعدت إلى السطح بوادر انشقاقات وخلافات بين فصائل عراقية موالية للمرجع الشيعي المهم في العراق علي السيستاني وبين فصائل أخرى ضمن الحشد الشعبي موالية لإيران.

وقد ظهر هذا الانشقاق جليا بحسب “العربية” خلال زيارة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي لهيئة الحشد بعد أسابيع من توليه منصبه، حين جلست إلى يمينه، شخصيات مقربة من طهران، و إلى يساره المنتسبون للسيستاني.

ولا شك أن لكلمة السيستاني وقع في العراق، فقد شُكل الحشد الشعبي عام 2014 وجذب الآلاف الذين تطوعوا لمحاربة تنظيم داعش بعد فتوى أصدرها رجل الدين العراقي.

وقد تزايدت شوكة الحشد السياسية والعسكرية منذ ذلك الحين.

إلا أنه تحت حكم أبو مهدي المهندس المؤيد لإيران بشدة، أصبح الحشد قناة لتأثير طهران، قبل أن يقتل بضربة أميركية في يناير الماضي مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وقد فتح مقتله الباب أمام فصائل معارضة لهذا النفوذ – خاصة تلك المرتبطة بالسيستاني – للانفصال عن قيادة الحشد الشعبي، بحسب ما أفاد تقرير مطول لوكالة أسوشييتد برس.

إذ تشكو الميليشيات من أن الجماعات الصديقة لإيران تتلقى معاملة تفضيلية.

ولعل ما فاقم هذا الانقسام أيضا، أن الرجل الذي يُنظر إليه على أنه خليفة المهندس المحتمل، عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ “أبو فدك”، واجه معارضة من الفصائل التي اعتبرته الخيار المدعوم من إيران.

وبحسب مسؤولين عراقيين، لم يعترف رئيس الوزراء به رسمياً رغم توليه بعض المهام الإدارية.

وقالت أربع ميليشيات مرتبطة بالسيستاني مؤخرا إنها ستتلقى أوامر مباشرة من رئيس الوزراء العراقي، متجاوزة قيادة الحشد الشعبي.

في حين رأى مسؤول بارز في كتائب حزب الله أن الخطوة أضعفت قوات الحشد الشعبي وشرعيتها بين الجمهور.
فبالنسبة للعديد من العراقيين، مصداقية الحشد مستمدة من فتوى السيستاني.

وتعليقا على انقسام الحشد بين فصائل إيران والسيستاني، قالت رندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات بمعهد الشرق الأوسط، إن هذا يمثل “ألما رئيسيًا” للمؤسسة الشيعية بقيادة السيستاني في الخطط الإيرانية الأوسع.

عصبة الثائرينإلى ذلك، أظهرت بعض أكثر الميليشيات الصديقة لإيران في ظل الحشد الشعبي علامات الانشقاق.

لا سيما بعد أن أعلنت جماعة جديدة، تعرف باسم عصبة الثائرين، مسؤوليتها عن هجمات ضد القوات الأميركية في مارس/آذار الماضي، ويعتقد أنها نشأت من قبل كتائب حزب الله القوية، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات سابقة.

ربما يعجبك أيضا