العشوائيات والكباري وسد النهضة.. تتصدر أبرز رسائل السيسي للمصريين

حسام السبكي

حسام السبكي

مع ما تموج به مصر، والمنطقة من حولها، بل والعالم بأسره، من أحداث وأزمات، يأتي دور القيادة السياسية، وتدخلها بالشفافية في شتى المواقف، وإطلاع الشعوب على الحقائق كاملة، أمرًا حاسمًا ومن الأهمية بمكان.

من هنا، جاءت مداخلة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع الإعلامي عمرو أديب، عبر برنامج “الحكاية”، المذاع عبر فضائية “إم بي سي”، لتضع النقاط على الحروف، في كثير مما يجول بخاطر المصريين، وردًا على كثير من التساؤلات، ودرءًا للعديد من الشبهات والمخاوف، وهي ما سنستعرضه عبر رسائل الرئيس في مختلف القضايا، التي تناولتها المداخلة الهامة.

أزمة عقاري فيصل والإسكندرية

استهل الرئيس المصري حديثه، عن أزمة العقار المائل في محافظة الإسكندرية، مؤكدًا على أنها تجسد الواقع، متابعا: “القضية حجمها كبير.. والواقع بتاع العمارة دي وعمارة فيصل تجسيد للواقع اللي إحنا فيه”.

وأضاف الرئيس السيسي، في مداخلته: “لما أطلقت موضوع المصالحة ومخالفات البناء الهدف منه.. إحنا بنقول للناس فيه عندنا مشكلة كبيرة جدا، والمشكلة دي من ضمنها إن الدولة غايبة من سنين طويلة.. وهذا يعني إجراءات غير مسيطر عليها”.

وأشار الرئيس السيسي، إلى وجود فساد إداري وتنظيمي أدى إلى ظهور مثل هذه المشكلات في الدولة المصرية، مردفا: “انت النهارده عايز مليون شقة سنويا.. وعايز توفر ده في ظل قدرة مالية محددة”.

العشوائيات وتطوير القرى

تطرق الرئيس السيسي في مداخلته أيضًا، حول أزمة العشوائيات الأزلية في مصر، مشيرًا إلى أنه تحدث منذ 7 سنوات عن مشكلة العشوائيات، وأنه خلال برنامجه الانتخابي قال إنه سيتم القضاء عليها.

وأوضح السيسي أن الدولة قامت بتطوير أماكن كثيرة خلال الفترة الماضية.

ولفت الرئيس السيسي، إلى أن الدولة تنوي تطوير القرى المصرية ورصدت ٥٠٠ مليار جنيه لهذه المهمة.

وأضاف السيسي، أن كم المطلوب ضخم والبلد مش قادرة توفره، مش المشكلة توفير المبلغ المشكلة في الرسوم الهندسية، كل قرية ليها شغل مختلف، أنا بستفيد من فرصة البيت بتاع الإسكندرية احنا دارسين حاجتنا ومجهزين نفسنا، عندنا 100 ألف أو 200 ألف مخالفة في الإسكندرية ومحتاجين مليون شقة، محتاج 3 إلى 4 تريليون جنيه.

وأضاف أنا أقدر أعمل لكل الأجيال القادمة كل ده، مليون شقة، نحن تجاوزنا موضوع الإيجار كفكر، الناس عاوزة تعيش في تمليك، وما قلته عن المساكن قولته قبل كده عندنا 40 إلى 50 % عشوائيات، اليوم إحنا داخلين على الريف، المشكلة مش مشكلة توفير التمويل اللازم، فهل إحنا هننجح ونحن متحركين في إننا نقلل حجم النمو العشوائي، حجم الطلب اللي هينطلب السنادي والسنة الجاية احنا قادرين نوفره.

واستدعى الرئيس السيسي، أزمة النمو السكاني، مطالبًا المصريين بالتكاتف من أجل عبور الأزمات والمحن.

وحول معاناة المصريين، قال الرئيس السيسي أيضًا، إن حالة الثورة التي حدثت في 25 يناير 2011 في مصر، “لم تنته حتى الآن“.

وأشار إلى أن مشكلة النمو السكاني في البلاد بدأت منذ عهد الرئيس، جمال عبد الناصر، مرورا بزمن حكم أنور السادات وحسني مبارك.

وأضاف السيسي: “أي مواطن أنجب 3 أو 4 ينتبه إزاي هيعيشهم وهيأكلهم منين..؟ حالة الثورة التي حصلت في 25 يناير 2011 لم تنته حتى الآن، فالشعب يريد كل شيء، والدولة تعمل فوق طاقة الناس وطاقتها الشخصية، والأموال التي تقيم المشروعات تأتي من داخل الدولة، ونحن قادرون بفضل الله نعمل كتير، وعايز الناس تتفهم أسباب ما نحن فيه”.

جائحة كورونا واللقاحات

وخلال مداخلته أيضًا، استعرض الرئيس المصري، أزمة جائحة كورونا، واللقاحات المضادة للفيروس التاجي، قائلًا: إن الدولة تدرس كل الموضوعات الخاصة بلقاح كورونا، موضحا أنها قررت أن تعطي اللقاح لـ الأطباء و كبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة.

ولفت إلى أن بين 30 لـ 35% من المواطنين كبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة و من هم في الشريحة الأولى.

وأشار الرئيس أن ذلك يتطلب حوالي 70 مليون جرعة، مؤكدًا أن الأموال موجودة، ونقوم بعمل تنظيم للموضوع.

وقال: إنه يوجه رسالة طمأنينة للمواطنين معلقًا “اطمنوا”.

وأوضح الرئيس، أنه فيما يخص التطعيم واللقاح فإن الدولة تدرس كافة الموضوعات من أجل اختيار الفئات التي تحصل على اللقاح، وبعد الدراسة وجدنا  35 مليون مواطن من فئة كبار السن والأطقم الطبية وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأكمل: بنتكلم في مبلغ ورقم كبير فلوسهم موجودة ولكن هناك أمور تنظيمية تتم من أجل التحكم في عملية توزيع اللقاحات.

وأضاف الرئيس السيسي، بطمن الناس وأقولهم متقلقوش طبقا للبيانات الموجود عندنا اللقاحات سليمة ومتواجدة والحملة مستمرة في الأطقم الطبية.

واسترسل الرئيس السيسي أن حجم التجاوب للقاح من الفئات الطبية من 45 إلى 50%، معقبا: “في ناس بتقول مش عايزة اللقاح”.

شبكة الطرق والكباري

بكل شفافية وبسعة صدر، رد الرئيس السيسي، على إثارة بعض المواطنين، موضوع كثرة الطرق والكباري التي تشهدها مصر الفترة الأخيرة تأتي بهدف التيسير على الناس وتقليل الوقت الضائع والوقود المستهلك والتلوث.

ورد الرئيس المصري قائلًا: “أنا أقول لمن يقول ذلك أنتم شايفين كان ده مطلوب ولا هو زيادة”.

وتابع: “السؤال الذي بعمل كتير في الطرق بس لا بعمل كتير في كل شيء في كل قطاعات الصحة والتعليم والصناعة والزراعة ولكن هذا القطاع لأنه مرتبط بحياة الناس فمتشاف أكتر”.

وأضاف: “محتاجين نيسر على الناس ونقلل حجم الوقت الضائع والوقود المستهلك والتلوث”.

السياسة الخارجية

ملف السياسة الخارجية، كانت من أهم النقاط التي تطرق لها الرئيس السيسي في حديثه مع الإعلام المصري، وفي هذا الإطار، قال الرئيس ، إن قوة مصر نابعة من مؤسساتها وشعبها وليس من مؤسساتها فقط، ونحن حريصون على أن تكون كل تحركاتنا تهدف إلى بناء السلام والاستقرار”.

وأضاف الرئيس السيسي، أن الأوضاع الخارجية دائما مرتبطة بالأوضاع الداخلية والقرارات نابعة من الشعب ومن يستهدف فهو يستهدف الشعب ولا يستهدفني، وكل الفكرة اجتزاء الحقائق”.

سد النهضة

حرص الرئيس السيسي، على طمأنة الشعب المصري، بشأن إحدى المعضلات الكبرى، في السنوات القليلة الماضية، وبالطبع الحديث عن أزمة سد النهضة، وتوابعه على الثروة المائية المصرية.

في هذا السياق، قال الرئيس السيسي إن قلق المصريين من سد النهضة مستحق لكننا نقاتل للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل ولا نعتمد على التفاوض فقط وإنما تنفيذ إجراءات للحفاظ على المياه داخل مصر من خلال عدة مشروعات”.

وواصل: “لا تقلقوا.. نحن نقاتل بالتفاوض، طول ما إيدينا فى إيد بعض وثابتين ما نقلقش من أي حاجة، وهنوصل لنتيجة بالتفاوض وبثباتنا كمصريين في موضوع سد النهضة”.

الشأن الليبي

في الشأن الليبي، أعرب الرئيس المصري عن سعادته، بما آلت إليها محادثات السلام بين الأطراف الليبية، مؤكدًا أن مصر تعمل بقوة مع الأشقاء في ليبيا، لحفظ السلام و دعم الاستقرار.

مضيفًا، أن مصر تعمل على تحسين الأمور في ليبيا خاصة بعد إجراء الانتخابات وتشكيل البرلمان الليبي.

وأضاف “الحكومة والمجلس اللي جاي مؤقت لغاية ما يعملوا انتخابات.. وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح.. وإحنا داعمين لهم ومزيد من التواصل هيتم معاهم خلال الفترة المقبلة”.

وتابع السيسي “إحنا مستعدين للتعاون معهم بعد تشكيل الحكومة الجديدة وتقر من البرلمان، لاستعادة ليبيا بالشكل المناسب والاستعداد للانتخابات الليبية، وبالنسبة لبقية الحاجات الموجودة في المنطقة طبعا فيه تنسيق مستمر مع أشقائنا من أجل محاولة إيجاد حلول للأزمات الموجودة في منطقتنا.. كل الأزمات“.

وأكمل الرئيس السيسي،”مستعدين نعمل دور إيجابي كالعادة.. وكان لنا شكل واضح الهدف منه إننا نحقق الاستقرار ونخفض المشاكل الموجودة وتصفيتها مع الوقت”.

ولمزيد من التفاصيل، يمكن متابعة مداخلة الرئيس المصري كاملة فيما يلي:

ربما يعجبك أيضا