العلاقات المصرية الأردنية | توافق الأشقاء «مستمر».. واتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تعيش العلاقات المصرية الأردنية منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حكم مصر قبل أكثر من 7 سنوات، أفضل فتراتها وتوافقها السياسي وتعاونها الاقتصادي والأمني، خصوصا في ظل اللقاءات الثنائية المتعددة بين السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والتي دوما ما تشهد التأكيد على روابط الأخوة والمودة وتوافق الرؤى والمواقف في ظل التحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة.

“توافق الرؤى”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشاد خلال استقباله، اليوم الثلاثاء؛ الأمير الحسين بن عبد الله، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، بقوة العلاقات التاريخية بين مصر والأردن، وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك وتوافق في الرؤى والمواقف في ظل التحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بأن ولي العهد الأردني نقل تحيات الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس المصري، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، وترحيب الأردن بالمستوى القائم للتنسيق المشترك مع مصر للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة، والتي تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية، مشيدا بالدور المحوري لمصر في خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي.

“التعاون الثنائي”

وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي، خاصةً ما يتعلق بالتعاون في مجالات السياحة والاقتصاد والتبادل التجاري والمشروعات الصغير والمتوسطة، فضلاً عن قضايا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتجربة البلدين الشقيقين في مجال تمكين المرأة والشباب، وسبل تبادل الخبرات في هذا الشأن.

وأشاد الرئيس المصري بمشاركة ولي العهد الأردني في عدة دورات سابقة من منتدى شباب العالم، مؤكداً حرص مصر على تعزيز هذا المحفل الهام لما يتيحه من فرصة أمام الشباب المصري للحوار والاطلاع على ما تقوم به الدولة من مشروعات كبرى وما تنفذه من برامج وطنية، ومناقشة مختلف المسؤولين بشكل مباشر، فضلاً عن التفاعل مع الشباب العربي والأجنبي وتبادل الأفكار، والانفتاح على الثقافات المختلفة.

وتطرق الجانبان إلى سبل تعزيز التعاون مع العراق الشقيق في إطار آلية التعاون الثلاثي، خاصةً مع ما تشكله هذه الآليـة مـن فرصة ملائمة لتبادل الرؤى إزاء القضايا والتحديات محل الاهتمام المشترك، حيث تم تجديد التأكيد على إدانة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مؤخراً، وإبداء الدعم الكامل من البلدين لاستقرار الأوضاع بالعراق الشقيق، ومساندته في حربه ضد الإرهاب، ودعم مسيرته السياسية.

“أزمات المنطقة”

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع الإقليمية، استعرض الرئيس المصري وولي العهد الأردني الجهود القائمة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد الجانبان خلال المباحثات على أهمية تكاتف وتضافر جهود الدول العربية للتصدي للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة، خاصةً في ليبيا وسوريا، وذلك في إطار من احترام سيادتها ووحدتها وبهدف إنهاء المعاناة الإنسانية لشعوبها الشقيقة.

“اتفاقيات تعاون”

وشهد ولي العهد الأردني ورئيسا وزراء مصر والأردن، مراسم توقيع برنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة بين وزارتي السياحة والآثار في مصر والأردن، وكذا اتفاق توأمة بين مدينة “الأقصر”، ومدينة “البترا”.

وأكد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الاستعداد التام للتعاون والتنسيق بين الأردن وشقيقتها مصر في مجال السياحة؛ للاستفادة مما يمتلكه البلدان من مقومات سياحية متميزة.

من جانبه، مدبولي عمق الروابط التي تجمع بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية؛ لافتا إلى أن هناك رغبة في تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في عدة مجالات، من بينها السياحة والاقتصاد والتبادل التجاري والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

من ناحيته، أشار الدكتور بشر الخصاونة، إلى الفرص العديدة المتوافرة للتكامل والترابط في الحزم السياحية بين الجانبين المصري والأردني، لاسيما فيما يتعلق بالمناطق المميزة التي تمثل عناصر جذب للسائحين في البلدين.

وبموجب برنامج التعاون السياحي بين البلدين، سيتم تشكيل لجنة فنية مشتركة لوضع جدول زمني لتنفيذ ومتابعة هذا البرنامج التنفيذي، مما يسهم في تحقيق الأهداف المحددة به.

وشهد ولي العهد التوقيع على مذكرة تفاهم لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالبلدين، وأكد رئيس الوزراء المصري إلى أن جهاز جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، نجح في توفير التمويل اللازم للمواطنين لإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال مجموعة من الإجراءات والخطوات الميسرة للحصول على هذا التمويل.

من جانبه، أعرب الدكتور بشر الخصاونة، تطلع الأردن للاستفادة من التجارب والخبرات المصرية بما يعزز من آفاق التعاون، مشيراً إلى أن اجتماع اليوم يأتي لاستعراض ما حققته التجربة المصرية من نجاحات في قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والدعم والخدمات المقدمة لهذا القطاع، الذي يسهم في توفير المزيد من فرص العمل وخفض معدلات البطالة.

وتهدف مذكرة التعاون إلى دعم مجالات وسبل تطوير المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك من خلال تبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين، وعقد دورات تدريبية ومعارض مشتركة لأصحاب المشروعات، فضلاً عن تبادل برامج نشر ثقافة العمل الحر، والتعرف على فرص التكامل التجاري بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا