صراع العملات الرقمية “يختمر” بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

سارة كريم

العملات المشفرة تلعب دور البطل علي جبهتي طرفي النزاع بين روسيا و أوكرانيا، فكل منهما يستغلونها لتحقيق هدافهم الخاصة.


تعرضت روسيا لعقوبات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بهدف عزل البلاد عن النظام المالي العالمي “سويفت”، بعد تدشين عمليتها العسكرية في أوكرانيا في  24 فبراير 2022.

وضع شخصيات ومؤسسات مالية على قائمة العقوبات التي تحظر فعليًا على الشركات الأمريكية التعامل معهم، وكذلك خروج البنوك الروسية الرئيسية من نظام “سويفت”، وبالتالي أصبحوا غير قادرين علي التعامل من خلال النظام المالي العالمي، ما أدى أيضًا إلى انخفاض الروبل الروسي، بحسب “سي إن بي سي”، الجمعة 4 مارس2022.

هل العملات المشفرة الملاذ من العقوبات؟

عملات البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى هي عملات غير مركزية ولا تصدر أو يتحكم فيها من قبل كيان مركزي مثل البنوك المركزية، لكن من العقبات التي ستقابل الروس الموقع عليهم العقوبات أن تقنية “البلوك تشين” يمكن تتبع تحركاتها بسهولة، وبالتالي هي ليست آداة جيدة لتجنب العقوبات، إضافة إلى عدم توافر السيولة الكافية لدى موسكو لتغطية احتياجاتها الاقتصادية بالتعامل بالبيتكوين

وتتضمن العقبات أمام روسيا أن العقوبات ليست محصورة فقط في تعاملها بالدولار الأمريكي ولكن على العديد من العملات، وبالتالي سيكون من الصعب تحويل العملات الرقمية إلى عملات ورقية، وأخيرًا البنية التحتية الخاصة بالعملات الرقمية في روسيا، فاللوائح الخاصة بالتشفير كجزء من خطة روسيا للتخفيف من آثار العقوبات ليست جاهزة حتى الآن.

الجبهة الأوكرانية

أوكرانيا تحتل المرتبة الرابعة في مؤشر تبني العملة المشفرة العالمي لشركة Chainalysis، بعد فيتنام والهند وباكستان، وتمر نحو 8 مليارات دولار من العملات المشفرة عبر البلاد سنويًا، وروسيا هي ثالث أكبر دولة في تعدين العملات المشفرة بالعالم بعد أمريكا وكازاخستان، وتقدر معاملات المواطنين الروس بالعملات المشفرة بـ5 مليارات دولار سنوياً، ويعتبر الروس مستخدمين نشطين لتداول العملات الرقمية، بحسب البنك المركزي الروسي.

السلطات الأوكرانية اتخذت خطوات جدية في وضع اللوائح المناسبة لتعدين البيتكوين خلال العامين الماضيين، وشجعت وزارة الطاقة على استخدام مصادر الطاقة النووية لمشاريع تعدين العملات الرقمية، واعتبارًا من أغسطس الماضي استحوذت أوكرانيا علي 0.13% من عمليات التعدين في العالم عن طريق التجزئة، وفقًا لبيانات من مركز كامبريدج للتمويل البديل، هذا بالمقارنة مع 11.23% في روسيا والولايات المتحدة 35.40%، حسبما نشرت “سكاي نيوز” في 3 مارس 2022.

التبرعات المشفرة

تمكنت أوكرانيا من جمع أكثر من 54 مليون دولار عبر العملات المشفرة على هيئة تبرعات لدعمها في الحرب ضد روسيا، وفقًا لما نشرته CNBC يوم الخميس 3 مارس 2022، وتدفقت التبرعات بشكل رئيسي عن طريق عملتي بيتكوين وإيثريوم المشفرتين.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أرسل أكثر من 102 ألف تبرع من الأصول المشفرة، بإجمالي 54.7 مليون دولار، إلى الحكومة الأوكرانية ومنظمة كوم باك أليف، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم للجيش، وجاء أحد التبرعات بقيمة 5.8 مليون دولار من مؤسس عملة بولكادوت، جافين وود.

البيتكوين “ذهبًا رقميًا”

عملة البيتكوين هي مخزن للقيمة ويمكن أن تكون أصلًا آمنًا في أوقات الاضطرابات، تمامًا مثل الذهب، والملاذ الآمن هو أحد الأصول التي تحتفظ بقيمتها في أوقات اضطراب السوق، لكن انهارت هذه النظرية في السنوات الأخيرة، فقد ارتبط تداول البيتكوين بأصول المخاطرة مثل الأسهم.

ولكن مع اشتداد الحرب في أوكرانيا هذا الأسبوع، شهدت عملة البيتكوين قفزة هائلة في يوم واحد مما رفعها إلى ما يزيد عن 44 ألف دولار من أدنى مستوياتها لهذا العام، وبيعت العملات المشفرة بقوة منذ أن كان واضحًا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) سيرفع أسعار الفائدة بشكل أسرع مما كان متوقعًا، ما أدى بدوره إلى بيع الأسهم، لذلك هي ليست ملاذًا آمنًا.

ربما يعجبك أيضا