العواصم الطبية (1)..رؤية لمستقبل الصحة المصرية

هيثم البشلاوي

 

هيثم البشلاوي

تتمثل رؤية هذا المقترح بإطلاق مشروع قومي لرسم خريطة جديدة للخدمات الصحية بجمهورية مصر العربية من خلال إنشاء أربعة مدن طبية قائمة على فكرة التخصص الطبي المتكامل مع البنية الطبية القائمة فعليا في بعض الأقاليم، وذلك بالعمل علي  تعزيز تلك البنية لتكون مؤهلة لتصبح عواصم طبية متخصصة في أحد الفروع الطبية دون غيرها كما يستهدف المقترح أن تكون تلك العواصم الطبية ذات قدرات بشرية وفنية تحقق معدلات تنافسية عالية في مستوى الرعاية الصحية بما يمكنها لتصبح عواصم طبية عالمية. لتكون بذلك  مدخل للاستثمار الطبي والسياحة العلاجية في مصر بما يوفر لها الموارد اللازمة لعمليات التطوير المستمر، ويقوم هذا المقترح على برنامج قومي مشترك بين وزارة التعليم العالي متمثلة في كليات (الطب – الصيدلة – الهندسة الطبية) ووزارة الصحة والمؤسسات الخيرية المعنية بتقديم خدمات الرعاية الصحية.

وسنعمل على استعراض المقترح كالتالي:
أولاً: أسوان ..عاصمة طب القلب

من أسوان يمكننا أن نضع هذا المقترح قيد التفعيل، فهي مؤهلة بسمعة بيئة ممتازة إضافة إلى سابقة نجاح الدكتور مجدي يعقوب في تأسيس مستشفى أمراض القلب وهو ما يمهد بقوة لدعم مقترح إنشاء مدينة طبية لأمراض القلب بأسوان، وفعليًا فقد سبق وأشار الدكتور مجدي يعقوب، عن رغبته في تدشين مدينة طبية جديدة غرب النيل في أسوان لعلاج أمراض القلب وتعزيز الوقاية منها وتطوير البحث العلمي وذلك على مساحة 29 فدانًا، لتضم مركزًا جديدًا لعلاج مرضى القلب بمختلف الأعمار وليس فقطط الأطفال. وهو ما يمثل إضافة وتعزيز لقدرات المركز القائم الذي استطاع خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة إجراء 2700 جراحة قلب، و5100 عملية قسطرة للأطفال والبالغين، وهو ما يعتبر معدل رعاية طبية متميز يؤهل المركز القائم والمدينة المقترحة لتكون أكبر مدينة طبية لأمراض القلب بالعالم وهو ما يحتاج فقط من الدولة تخصيص جزء من موازنة وزارة الصحة لصالح  تنفيذ المشروع، كما يقترح إنشاء أكاديمية طبية لجراحة القلب بالشراكة العلمية مع كبري المؤسسات التعليمية المعنية بأمراض القلب كما يقترح إنشاء قرية سياحية لنقاهة المرضى واستقبال الوافدين  
وبهذا تكون أسوان قادرة على أن تتحول مع وفق خطة زمنية محددة  لعاصمة عالمية لأمراض القلب، تنتظر فقط إدراجها ضمن أولويات المخطط قومي لتحسين الصحة العامة لتصبح مركزًا عالميًا.

ثانيًا: المنصورة .. عاصمة أمراض الكلى والجهاز الهضمي
فعلياً تعد المنصورة أحد أهم المراكز التي يقصدها الكثير من المرضى العرب والأجانب في تخصص “أمراض الكلى والمسالك البولية” وترجع تلك السمعة الطبية العالمية للمنصورة لتأسيس جامعة المنصورة عام 1977 لأول المراكز الطبية المتخصصة في مجالات الكلى الصناعية وزراعة الكلى وجراحة الأورام السرطانية في المسالك البولية ليكون بذلك أحد أكبر المراكز الطبية المتخصصة في أفريقيا والشرق الأوسط، وقد كان للدكتور محمد غنيم الريادة في تأسيس تلك المنظومة ذات السمعة العالمية لتحصل على شهادة “أيزو 9001″، واعتراف منظمة الصحة العالمية كمؤسسة طبية رائدة دوليا في مجال الرعاية الصحية لمرضى الكلى.

كما تتميز المنصورة بوجود مركز جراحة الجهاز الهضمي ملحق بجامعة المنصورة، وهو الآخر يعد من المراكز الرائدة إقليميًا في  زراعة الكبد، ليتصدر بذلك قائمة أفضل عشرة مراكز طبية متخصصة على مستوى العالم ويضم أطباء مصريين لهم سمعة عالمية، كما يستقطب المركز الأطباء والطلاب لدراسة البرنامج العلمي لزراعة الكبد بالجامعة وقد أجرى المركز نحو 290 حالة زرع كبد خلال الست أعوام الأخيرة، وهو معدل عالمي يمهد لمقترح تحويل المنصورة لعاصمة عالمية لأمراض الكبد، ذلك بالإضافة إلى مستشفى الدكتور جمال شيحة بمدينة شربين التي نالت سمعة عالمية تعزز من تحويل المنصورة لمركز دولي متخصص.

  وبهذا تكون تلك المنظومة القائمة تتنظر فقط التوسع لتتحول لمدينة طبية متكاملة قادرة على أن تكون مركزًا دوليًا وذبك بإنشاء مدينة طبية لأمراض الكلى والكبد تكون ضمن التخطيط العمراني لمدينة المنصورة الجديدة لتتضمن نقل للمراكز الحالية والتوسع فيها كما يتضمن المقترح إنشاء أكاديمية طبية متخصصة لأمراض الكلي والكبد تكون تابعة لجامعة المنصورة.

ختامًا: تستطيع مصر من خلال الاستثمار في البنية التحتية القائمة والمؤهلة بالكوادر ذات السمعة العالمية في كل من المنصورة وأسوان أن  تتواجد بقوة على خريطة المراكز الطبية العالمية، ليكون ذلك مدخل للتطوير الشامل لمنظومة الرعاية الصحية بمصر.

ربما يعجبك أيضا