الغرب في مواجهة نفسه.. تناقض المواقف تجاه إسرائيل يثير الجدل

الموقف الغربي من إسرائيل.. سياسة تثير الغضب والاستياء

محمد النحاس
بايدن ونتنياهو

كيف أتت المسارعة الغربية لتأييد إسرائيل بنتائج عكسية؟


جاءت المواقف الغربية من العدوان الجاري في الوقت الحالي على قطاع غزة، صادمة إلى حد بعيد بسبب الدعم المطلق لإسرائيل، وقد أثارت هذه المواقف حالة من السخط داخل صفوف المسؤولين الغربيين.

وأثار تناقض الموقف الغربي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غضبًا كبيرًا داخل الأوساط الغربية، ودفع البعض إلى الاستقالة.

في حين أن دعم إسرائيل سياسة تاريخية، إلا أن الصمت على القصف المروع والتدمير الممنهج الذي تتعرض له غزة، وقتل المدنيين واستهداف المساجد والكنائس، كان محلًا للاستهجان.

تناقض غربي

أثارت موجة الدعم الغربية غير المشروطة لإسرائيل التي تشن حربًا ضارية ضد قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين، حالة من السخط ليس فقط في صفوف المتابعين العرب وغيرهم، بل لدى كوادر الإدارات الغربية بسبب ما اعتبروه “تناقضًا” وشرعنة “للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ما قاد إلى استقالات اعتراضًا على ذلك.

وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دعمًا كبيرًا لإسرائيل، ولم تكتفِ بالتصريحات الرسمية والدعم الدبلوماسي وتوفير المظلة الدولية لإسرائيل، بل أعدت حزم المساعدات العسكرية الطارئة وتحريك حاملات طائرات لتكون على مقربة من المنطقة، في ما اعتبره مراقبون ضوء أخضر لإسرائيل لتفعل ما يحلو لها، ولم يكن موقف الاتحاد الأوروبي ببعيد عن الموقف الأمريكي.

استياء داخل الخارجية الأمريكية

لكن يبدو أنه كان لهذا الدعم غير المقيد، والصمت إزاء ما يحدث تجاه المدنيين من سكان القطاع، رد فعل معاكس، فبحسب موقع هافينجتون بوست، فإن موظفي وزارة الخارجية الأمريكية مستاؤون من السياسة التي تبنتها الولايات المتحدة تجاه الحرب الاحتلال على قطاع غزة.

ووفق الباحث مارتن كونيون، الذي يدير منظمة مدنية معنية بكشف الحقائق بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يعرب المئات من موظفي الحكومات الغربية عن عدم موافقتهم على الدعم الأحادي الجانب الذي يقدمه زعماؤهم السياسيون للهجوم الإسرائيلي على غزة.

ليس داخل الخارجية الأمريكية فقط

أضاف كونيون في تغريدة له على تويتر (إكس سابقًا): “يعد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية برقية معارضة لسياسة بايدن تجاه إسرائيل”، لافتًا إلى أن أحد المسؤولين وصف الأمر بأن هناك “تمردًا يختمر داخل الوزارة على جميع المستويات”.

وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على الخارجية الأمريكية، بل داخل الاتحاد الأوروبي وفي هولندا.

وأرسل 842 من موظفي الاتحاد الأوروبي رسالة إلى رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انتقدوا فيها ازدواجية المعايير في التعامل مع الصراع الجاري، واتهموا المفوضية بـ”تسريع وإضفاء الشرعية على جريمة الحرب التي تجري ضد قطاع غزة”، وفق ما ذكر كونيون.

نهج غير متسق

بعث نحو 350 مسؤولًا في وزارة الخارجية الهولندية برسالة إلى وزير الخارجية، ينتقدون فيها نهج الحكومة “غير المتسق” تجاه الحرب في غزة، وقد استقال دبلوماسي هولندي الأسبوع الماضي احتجاجًا على سياسة بلاده، حسب كونيون.

وكان مدير مكتب شؤون الكونجرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية للشؤون العامة بالخارجية الأمريكية، والمعني بملف نقل الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، جوش بول، قد قدم استقالته.

وأرجع هذا إلى أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل، واصفًا موقف بلاده بـ”رد الفعل الاندفاعي القائم على الإفلاس الفكري”.

ربما يعجبك أيضا