الكاظمي يحذر من تكرار سيناريو عام 2019 في العراق

شيماء مصطفى
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي

الأزمة السياسية في العراق تتعمق على خلفية الصراعات بين الأحزاب السياسية والميليشيات المسلحة التي باتت الأقوى في البلاد.


حذر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، من حدوث سيناريو أسوأ من أكتوبر 2019، حال تشكيل حكومة دون مشاركة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.

وقال الكاظمي، في مقابلة مع صحيفة “المونيتور”، أمس الجمعة 23 سبتمبر 2022، إن “العراق بحاجة إلى أن ينأى بنفسه عن ماضٍ مليء بالعنف نحو مستقبل قائم على الحوار”، مضيفًا: “الجميع يفهم الآن، أن أي حكومة لا تضم الصدر ستواجه تحديات ضخمة”.

اقرأ أيضًا| الكاظمي: الأزمة السياسية في العراق هي الأصعب منذ 2003

الطبقة السياسية في العراق تواجه أزمة ثقة مع الجمهور

أضاف أن “الطبقة السياسية في العراق تواجه أزمة ثقة مع الجمهور، قد يؤدي استبعاد الصدر، على سبيل المثال، إلى تكرار أكتوبر 2019 أو ما هو أسوأ، أولوياتي هي الحوار ثم الحوار ثم الحوار”.

وأشار إلى أن “إيران لديها أصدقاء في العراق، وهي قادرة على التأثير فيهم ودفعهم نحو الحوار بدلًا من استخدام الأسلحة التي يمتلكونها حاليًّا”، مردفًا: “نحن بحاجة إلى علاقة جيدة ولدينا حاليًّا علاقة جيدة مع إيران”.

اقرأ أيضًا| رئيس وزراء العراق يدعو إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني

الشام الجديد

أضاف أن “العراق والأردن هما من أطلق فكرة بلاد الشام الجديدة”، كمفهوم ينهض على أرضية ومصالح مشتركة “من أجل تحقيق المنفعة النهائية للجميع”.

ولفت إلى أن “السبب وراء هذا الترتيب الثلاثي مع الأردن ومصر هو خلق آلية لتنسيق أوسع مع دول المنطقة الأوسع، ليشمل هذا التنسيق الأوسع أيضًا دول مجلس التعاون الخليجي”.

اقرأ أيضًا| الكاظمي: العراق لن يكون في أي محور أو تحالف عسكري

العلاقات العراقية الخليجية

أوضح الكاظمي أن “بعض العناصر المتطرفة داخل العراق لم تكن تريد أو لا ترغب في أن ترى العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي تتقدم بهذه الطريقة، ولكن غالبية الشعب العراقي يؤيد هذه العلاقة، وهم راضون عنها”.

وشدد: “حضرت العديد من الدول التي كانت لديها خلافات مريرة في ما بينها، المؤتمر وجلست على طاولة واحدة في بغداد”.

وقال الكاظمي إن “العراق شارك في 5 جهود وساطة سرية في المنطقة، بما في ذلك المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين التي استضافتها بغداد”.

اقرأ أيضًا| رئيس وزراء العراق: نستهدف إنهاء الانسداد السياسي بالحوار

علاقات إيران والسعودية

تابع: “بسبب درجة فك الارتباط التي كانت قائمة بين إيران والسعودية، كنا بحاجة إلى هذه الجولات من المحادثات حتى الآن بين الطرفين لبناء بيئة من الثقة”، لافتًا إلى أنه “ستكون هناك جولة أخرى من المحادثات قريبًا، قبل أن تنتقل المفاوضات إلى مستوى أعلى”.

وبيَّن أن “هذا الدور الذي يلعبه العراق يسهم في التهدئة والاستقرار بين دول المنطقة، وهذا له انعكاساته على العراق نفسه أيضًا”.

اقرأ أيضًا| الرئيس الإيراني: نرحب بالتقارب مع السعودية

الوضع الاقتصادي في العراق ومكافحة الفساد

أوضح الكاظمي أن “الوضع الاقتصادي في العراق ينهار، ووصلنا إلى نقطة لم نتمكن فيها من دفع رواتب الموظفين العموميين والمتقاعدين، كنا في منتصف فيروس كورونا، انهارت أسعار النفط ونشب الصراع الإيراني الأمريكي على الأراضي العراقية”. وأضاف: “لهذا اتخذنا القرار الصعب بتقديم وثيقة إصلاح اقتصادي باسم الورقة البيضاء، إنها أول وثيقة إصلاح اقتصادي تقدمها حكومة عراقية منذ 7 عقود”.

وقال الكاظمي: “لقد عملنا أيضًا على مشروع لمكافحة الفساد، للفساد تأثير كبير في التنمية الاقتصادية، لكن هذا المشروع واجه رد فعل عنيفًا من المافيا والفاسدين ذوي النفوذ، وتواجه الحكومة الآن الانتقام من المتضررين من مشروع مكافحة الفساد هذا”. وختم بالقول: “مشروع مكافحة الفساد كان دائمًا مسؤولية أخلاقية ومطلبًا عامًّا، مطلبًا شعبيًّا”.

ربما يعجبك أيضا