الكنائس المصرية تقرع أجراسها احتفالًا بعيد استشهاد القديس مارمرقس

إبراهيم جابر

رؤية
القاهرة – تحتفل الكنائس المصرية، اليوم الجمعة، بعيد استشهاد القديس مارمرقس الرسول، مبشر الديار المصرية، وذلك بقرع أجراس الكنائس التي اعتادت أن ترفع صلوات القداس الإلهي في مثل هذا اليوم من كل عام إلا أن ظروف غلقها بسبب كورونا جعلتها تكتفي بقرع الأجراس.
 
والقديس مرقس الرسول هو البطريرك الأول في بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وإليه يُنسب الكرسي الرسولي لبطريرك الأقباط الأرثوذكس، فيقال: الكرسي المرقسي، وهو أحد السبعين رسولا الذين عايشوا عصر السيد المسيح وكان من أتباعه الأوائل.
 
وُلد القديس مرقس في القيروان إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم وتعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها، نقلا عن “مصراوي”.
 
وكانت إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم، ونشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
 
وكان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل: بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها، ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته أو ابن عمه، وأيضًا بتوما الرسول.
 
ويعد بيت مرقس من أشهر البيوت في المسيحية فهو المسمى بـ”العلية” الذي تناول فيه السيد المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه في اليوم الذي تحتفل به الكنيسة باسم “خميس العهد”، وهو السابق ليوم تسليمه وصلبه في الجمعة العظيمة- بحسب الاعتقاد المسيحي، وهناك غسل المسيح أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ التناول فصار بيتها أول كنيسة مسيحية في العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها، وفي نفس البيت كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ وفيها كانوا يجتمعون، وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل.
 
وسافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده “المدن الخمس” بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 60 م من بابها الشرقي، وهناك تم تعذيبه وقتله على يد الرومان الوثنيين عام 68 ميلادية، وهو اليوم الذي تعتبره الكنيسة ذكرى استشهاده.
 
والقديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه (إنجيل مرقس)، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات.

ربما يعجبك أيضا