المثيرة للجدل “أمينة ودود” تحاضر غدا بقاعة باراديسو للمشاهير بأمستردام

مراسلو رؤية

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – وسط حراسة مشددة تصل هولندا غداً الأمريكية المسلمة المثيرة دائما للجدل، الدكتورة أمينة ودود، لإلقاء محاضرة هامة عن دور المرأة في الإسلام، وذلك مساء غد الجمعة بالعاصمة الهولندية أمستردام، وبعدها ندوة إعلامية ولقاء خاص مع الصحفية حسنة مارويدي والتي قدمت الدعوة للدكتورة أمينة بالتعاون مع أكبر وأشهر قاعة هولندية بتقديم المشاهير وكبار نجوم الفن العالمي قاعة باراديسو، وسيكون الحوار باللغة الإنجليزية والدخول بمقابل مادي.
 
 أمينة ودود حاصلة على الدكتوراه  الفخرية ومؤلفة كتاب القرآن والمرأة، وقد قامت كما هو معروف عنها إعادة قراءة النص في القرآن الكريم من منظور المرأة، ومن اهم الأسئلة التي ستطرح في الحوار، ما هو دور المرأة في الإسلام؟ وهل يحق للرجل منعها أو أطلاق سراحها؟ وكيف تكون علاقتها مع الله عز وجل؟ ومن هو المسلم في القرآن الكريم؟ وكيف ينظر الإسلام لقضية  المساواة بين الرجل والمرأة ؟
 
من هي أمينة ودود؟

كانت حتى بلوغها سن العشرين مسيحية، وكان والدها قسيساً، وهي اليوم من أكثر المفكرين الإصلاحيين المسلمين شهرة في العالم، أمّت جمعاً من المصلين رجالاً ونساءً في صلاة الجمعة، في إحدى الكنائس الأمريكية، وسط حراسة أمنية مشددة وحضور إعلامي مكثف، بعد أن رفضت المساجد استقبالها كإمامة للجنسين، ولقي فعلها استهجاناً من طرف العلماء في مختلف الدول الإسلامية، لتكون بذلك أول امرأة تَؤُم صلاة جمعة مختلطة حضرها نحو مئة من الجنسين حسب ذوات واعتبرت من قبل البعض رائدة الإصلاح النسوي في امريكا.
 
أرادت أمينة ودود أن توضح للعالم بإمامتها في قاعة “سا ينوت هاوس” في كاتدرائية “سانت جون دايفين”، بأن الدين الإسلامي يساوي بين الرجل والمرأة، وأن لها الحق في إمامة الصلاة، مشيرةً إلى أنها لا تريد تغيير شعائر الدين والمساجد، ولا تطالب بالحقوق السياسية والاقتصادية فقط، وإنما تطالب بحقوق المرأة في الإمامة كذلك.

ولدت الباحثة أمينة ودود، واسمها الحقيقي ماري تيازلي في 25 سبتمبر عام 1952 في ميرلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي صاحبة فكر، ولها كتب ومقالات مهمة عن المرأة والإسلام.
 
 وقد حصلت على البكالوريا تخصص علوم عام 1972، واعتنقت الإسلام في العام نفسه، واتخذت من “أمينة ودود” اسماً جديدا لها، تعبيراً عن دينها الجديد، وحصلت بعدها على الماجيستير في الدراسات الشرقية، ثم الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة ميشيغان عام 1988.

درست علوم التفسير والدراسات القرآنية في الجامعة الأمريكية بمصر، والفلسفة بجامعة الأزهر، وأصبحت بعدها باحثة متخصصة في الدراسات الإسلامية، حيث عملت ما بين 1982و1992 كأستاذة مساعدة في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا، ونشرت حينها أطروحتها الموسومة بـ “المرأة والقرآن: دراسة في قراءة النص المقدس من وجهة نظر المرأة”، وحاضرت في عدة جامعات، وعلى وجه الخصوص في منتديات لمنابر المنظمات غير الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية، والشرق الأوسط، وجنوب إفريقيا، وأوروبا. وتعد محاضرة “الإسلام العدالة والنوع”، والتي ألقتها في المؤتمر الدولي حول تفهم الصراعات وآفاق عبور الثقافات، من بين أهم المحاضرات، بالإضافة إلى ورقتها البحثية التي ألقتها في الدنمارك تحت عنوان “الإسلام والتبعية”.

وفى كتابها الذي سيكون محور النقاش في الحوار الصحفي “المرأة والإسلام”، تتناول فيه فكرة “داخل الجهاد الأعظم”، تدافع ودود عن التعددية وحرية الرأي والحق في أن نكون مختلفين من منظور إسلامي. وتطالب بإعادة قراءة النص القرآني من منظور النوع الاجتماعي، وفي ضوء مضمونه التاريخي، لأن هناك تناغماً بين الإسلام والمساواة وحقوق الإنسان.

شهدت مسيرة أمينة ودود العلمية ردود أفعال كثيرة حسب موقع ذوات، تجاذبت بين معارضين ومساندين لفكرها عامةً، ولإمامتها خصوصاً؛ ففي الوقت الذي يرفض أطروحتها بعض معارضيها، ويقرون بأن عملها هذا خارج إطار الشريعة الإسلامية التي لا تسمح بإمامة المرأة، كالشيخ يوسف القرضاوي الذي رفض ذلك رفضاً تاماً، فإن مجموعة من الأكاديميين بالمقابل ساندوها واعتبروا إمامتها للصلاة قفزة نوعية، ومنهم جمال البنا من مصر، وحافظ أحمد غاندي من باكستان، وخالد أبو الفادي الذي اعتبر إمامتها “خطوة رائعة”، وخالد أبو الفادي الذي صرح بأن ما يخاف منه الأصوليون هو أن يكون لإمامتها وقع كبير، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، بل في العالم بأسره.

وثمرة لعملها السبّاق في تاريخ النسوية الإسلامية، حصدت ودود الجائزة الدنماركية للديمقراطية، وتمكنت انطلاقاً من مسيرتها الأكاديمية، ومشاركتها في حركة الإصلاح لقانون الأحوال الشخصية الإسلامي، من كسب احترام وتقدير كل المدافعين عن العدالة الإنسانية، بعيداً عن الأطروحات التي قَزمت المرأة، ووضعتها في سياق عمليات رياضية، وجعلت منها مجرد معادلة.

تدعو أمينة ودود إلى عالم يحكمه الإنسان، الكائن الذي يفكر ويدرك الوجود انطلاقاً من ذاته، محاولاً بذلك صياغة المعنى له، عالم لا مكان فيه للإقصاء، وإذا خص الأمر المرأة والقرآن، فإن “التفسير لا يكون كاملاً أبداً”؛ فالمعنى ليس ثابتاً من وجهت نظرها.

ربما يعجبك أيضا