المرأة الفلسطينية.. التاريخ لا ينسى التضحيات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

في داخل الوطن المحتل وفي الشتات لا تزال المرأة الفلسطينية تناضل جنباً إلى جنب مع الرجل الفلسطيني لاستعادة الأرض المغتصبة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.

وإذا كان التاريخ العربي الإسلامي لم يعرف عملياً سوى خنساء واحدة، فإن التاريخ الفلسطيني المعاصر عرف عشرات الخنساوات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن دفاعا عن وطنهن وآخرهن تلك الفتاة الفلسطينية التي أطلق عليها جنود الاحتلال الرصاص بدم بارم قرب حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس المحتلة، ليردوها قتيلة في حلقة جديدة من مسلسل انتهاكات الاحتلال بحق المرأة الفلسطينية.

وكما يقال “تولد جميع النساء نساء، إلا نساء فلسطين يولدن جبالا شامخات، يحملن الهمّ والأثقال، حمل الوطن حمل ثقيل تنأى عن حمله الجبال، ومع ذلك تكبر المرأة الفلسطينية على أنّ فلسطين قضية وجود حتى الممات”.

يحدثنا التاريخ عن سيرة فلسطينيات مقاومات فيما تعيش أخريات في العتمة، هنّ أيضا مقاومات ومناضلات، لا يهمّ أن يعرفن وأن يتداول الإعلام أسماءهن، يكفي أن لا يُنسى اسم فلسطين وهو كلّ الأسماء.

بعضهن خطفت سيرتهن الشهرة والأضواء من نساء كثيرات مرابطات وقابضات على الجمر من أجل حرية الوطن، مرابطات الأقصى وأمهات الأسرى والشهداء والأسيرات في سجون الاحتلال، لا يهمّ أن تعرف المرأة الفلسطينية باسمها، المهمّ أن تعرف بقضيتها.

في عام 1921 تأسس أول اتحاد نسائي فلسطيني بمبادرة من زليخة الشهابي وإيميليا سكاكيني، وشكلت عدة لجان من أجل الوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني.

وفي عام 1929 تم عقد مؤتمر عام في القدس حضرته 300 سيدة ناقشن المؤامرات الخطيرة والدور المطلوب من المرأة، وأرسلن برقيات إلى ملك بريطانيا والأمم المتحدة يطالبن بوقف الهجرة اليهودية. كما شكل المؤتمر وفدا من 14 سيدة لمقابلة المندوب السامي ومطالبته بإلغاء وعد بلفور.

وعند زيارة الضابط إدموند اللنبي ألقت “طرب عبدالهادي” خطابا في كنيسة القيامة، قالت فيه “النساء العربيات يطالبن الضابط اللنبي أن يتذكر وينقل هذا الكلام لحكومته بأن أمهات وبنات وأخوات الضحايا العرب قد اجتمعن لجعل العالم يشهد على الخيانة قامت بها بريطانيا في حق الفلسطينيين .

وخرجت المرأة الفلسطينية في مظاهرات كبيرة في عدد من المدن الفلسطينية مطالبة بإلغائه.

ففي تعريف إحداهن لـ”الأنوثة المتفوقة” في إشارة إلى الحالة الفلسطينية، تقول ” تتجاوز المرأة الفلسطينية حيّز أنوثتها فهي لم تولد للترف والبهرج، تركت هذا للأميرات وجواري القصور الملكية اللواتي يحفظن أسماء العطور الفرنسية وآخر الماركات العالمية، أمّا نساء فلسطين يكفي أن تعرف كيف الواحدة منهن تربّي جيلا على الانتفاضة والثورة، يرضعن أولادهن حليب المقاومة من أجل فلسطين الصامدة، يدربن الأبناء على استرجاع يافا وعكا وحيفا وغيرها من المدن المحتلة، فلا غرابة أن لا يسمي الفتى الفلسطيني الكيان الصهيوني بإسرائيل، هو الكيان المحتل والغاصب وستعود الأرض إلى الأبناء”.

ربما يعجبك أيضا