المعارضة التركية تستعد للإطاحة بأردوغان ونظامه الرئاسي

ضياء غنيم
المعارضة التركية تتجهز للإطاحة بأردوغان

يحد قانون الانتخابات البرلمانية التركي الجديد من فرص أحزاب المعارضة الصغيرة في التمثيل النيابي ويقلل من أثر تحالفاته الانتخابية.


قبل 10 أشهر من الانتخابات العامة المقررة في يونيو 2023، تحشد أحزاب المعارضة التركية قواها لمواجهة حزب العدالة والتنمية، الحاكم، وإسقاط الرئيس.

التحالف الانتخابي يضم 6 أحزاب، بينها زعامات خرجت من “العدالة والتنمية” مثل رئيس حزب المستقبل، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، بجانب أحزاب المعارضة التقليدية، كحزب الشعب الجمهوري الذي يطمح رئيسه كمال كليتشدار أوغلو إلى نيل ثقة المعارضة.

المعارضة التركية تستعد للانتخابات العامة

تواصل أحزاب المعارضة اجتماعاتها للإطاحة بحكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هيمن على المشهد السياسي 20 عامًا وتحالفه “تحالف الشعب” مع حزب الحركة القومية بقيادة دولت باهشيلي، حتى تحول أقرب داعميه إلى المعسكر المناوئ، بعدما فرض نظامًا رئاسيًّا يحتفظ فيه بصلاحيات واسعة. وتضم “الطاولة السداسية” أحزاب المعارضة التقليدية المشكلة لـ”تحالف الأمة”.

وحسب صحيفة “الشرق الأوسط“، هذه الأحزاب هي “الشعب الجمهوري” برئاسة كليتشدار أوغلو، و”الخير” برئاسة ميرال أكشنار، و”السعادة” برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و”الحزب الديمقراطي” برئاسة جولتكين أويصال، مع أحزاب جديدة مثل “المستقبل” برئاسة مهندس سياسة “صفر مشكلات” داوود أوغلو، و”الديمقراطية والتقدم” (دواء) بقيادة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والاقتصاد الأسبق، علي باباجان.

مرشح رئاسي توافقي

في أعقاب انتهاء الاجتماع السادس بضيافة حزب السعادة، اتفقت المعارضة على استكمال مشاوراتها في 2 أكتوبر 2022 لتسمية المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، ويتصدر كمال كليتشدار أوغلو الترشيحات، حتى الآن، بوصفه زعيم أكبر أحزاب المعارضة. ويثير تأجيل إعلان مرشح المعارضة التركية التوافقي حفيظة صحيفة “يني شفق” الموالية للسلطة الحالية.

وتنتقد تلك الصحيفة تأخر إعلان المعارضة عن مرشحها وتروج لبروز انقسامات جدية في صفوفها، تظهر في تفضيل حزب الجيد ترشيح رئيس بلدية العاصمة أنقرة، منصور يافاش وفق تصريحات صادرة عن رئيس الحزب في إسطنبول، بوغرا قاوونجو، وقدمت الصحيفة تفسيرها لموقف الحزب بتدني حظوظ كليتشدار الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية في أغلبية ناخبة من السنة.

ملامح صفقة انتخابية

أوساط حزبية وإعلامية نفت طرح خيار ترشيح كل من رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش على الطاولة السداسية، وأكد كليتشدار أيضًا تفضيله أن يكمل القياديان في الحزب عملهما في بلديتيهما، حسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.

وبينما يستحوذ حزب الشعب بدرجة كبيرة، على منصب المرشح الرئاسي، أشارت ميرال أكشنار إلى استعدادها لنيل منصب رئاسة الوزراء، إذا فاز حزبها بالانتخابات البرلمانية في ظل نظام برلماني معزز، اتفقت عليه أحزاب الطاولة، حسب ما ورد في صحيفة “زمان” التركية.

تحالف ثانٍ للمعارضة التركية

هيمنت سياسة التحالفات على السياسة التركية في الآونة الأخيرة ببروز “تحالف الشعب” الحاكم و”تحالف الأمة” المعارض من أحزاب يمينية، في حين لم تكلل مساعي داوود أوغلو لتشكيل تحالف مع حزبي السعادة، والتقدم والديمقراطية “دواء”، بالنجاح، نظرًا إلى رفض هيئة الحزب الأخير.

ولتعزيز حظوظها في الانتخابات كوَّنت أحزاب “العمل” و”اليسار” و”الحزب الشيوعي التركي” تحالف “اتحاد السلطة الاشتراكية”، حسب ما ذكر موقع “تركيا الآن” في 20 أغسطس 2022، في حين يظل حزب الشعوب الديمقراطي ثالث أكبر الأحزاب تمثيلًا في البرلمان، وحيدًا وسط مخاوف المعارضة من التحالف مع الحزب الموالي للأكراد الذي تلتصق به تهمة الإرهاب.

أجندة انتخابية وسياسية متخمة

رغم الضغوط الكبيرة التي تمثلها المعارضة التركية للتحالف الحاكم، فإنها تواجه تحديات حقيقية، فيلوّح كل من داوود أوغلو وعلي باباجان بإمكانية الترشح للرئاسة في حال فشل التوافق على مرشح للمعارضة، وهو سيناريو مرجّح في ظل تصدر كمال كليتشدار المشهد السياسي.

وتلقي مجلة “أحوال” الضوء على غياب رؤية حقيقية تعبر عن مشروع المعارضة التركية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، التي تعانيها البلاد في السنوات الأخيرة، وأزمات النظام الرئاسي الذي كان أبرز نتاجات الانقلاب الفاشل، فضلًا عن قانون الانتخابات البرلمانية الجديد الذي يشترط الحد الأدنى للتمثيل النيابي بحصول الحزب على 7% من الأصوات بعد إلغاء القانون السابق.

ربما يعجبك أيضا