الملكة إليزابيث وأفراد العائلة الملكية.. تاريخ من العلاقات المعقدة

أماني ربيع

“The Firm” هو مصطلح تستخدمه العائلة المالكة لوصف نفسها، وهو يوضح طريقة التعامل داخل القصر باعتباره مؤسسة أكثر منه عائلة، ويعطي انطباعًا باردًا عن الحياة وعلاقات الآخرين داخله، وكيف يعيش داخله مجموعة من الأشخاص غير مبالين ببعضهم البعض، تمامًا كالمؤسسة التي يمثلونها.

وشهدت الملكة إليزابيث على أزمات كثيرة داخل عائلتها، بدءًا من علاقتها المضطربة مع شقيقتها مارجريت، ثم أزمة ثالوث الخيانة “الأمير ريتشارد والأميرة ديانا وكاميلا باركر”، وأزمات الأمير هاري قبل وبعد زواجه من ميجان ماركل، وصولًا إلى أزمة ابنها الأمير أندرو.

الشقيقتان مارجوت وليليبيت

tmp cuaOA2 4ad0ee46a533f053 GettyImages 509764078

كانت الأميرة مارجريت والملكة إليزابيث من أفضل الأصدقاء، خلال سنوات الطفولة والمراهقة، وظهرت “مارجوت” كوصيفة لـ”ليليبيت” في حفل زفافها عام 1947 على الأمير فيليب، وكان لدى الأختين خط هاتف مباشر بين منزليهما حتى يتسنى لهما التحدث مع بعضهما البعض في أي وقت حتى بعد أن أصبحت الملكة إليزابيث ملكة رسميًا عام 1952.

بعد ذلك ظهرت أزمات خلف الكواليس، فبينما اتجهت الملكة للخدمة العامة، بدت الأميرة مارجريت تكافح للعثور على مكانها داخل القصر، وأصبحت تميل للسهر وإقامة الحفلات، حتى وصفتها الصحافة بـ”صاحبة المزاج المتوحش”، ثم وقعت في حب الكابتن بيتر تاونسند من سلاح الجو الملكي، الذي يبلغ ضعف عمرها، وكان مطلقًا، لذا كان الأمر مرفوضًا من قبل العائلة أن تزوج صاحبة الترتيب الثالث في العرش لمطلق، ورفضت الكنيسة هذا الزواج.

تخلت مارجريت عن خططها مع تاوسند، وتزوجت من المصور الفوتوغرافي أنتوني أرمسترونج جونز عام 1960، وهو ينحدر من عائلة ويلزية كبيرة، ومنحتهما الملكة لقب إيرل سنودون وكونتيسة.

إليزابيث تتنازل عن أمومتها للمربيات

1 17

 العلاقة بين الملكة إليزابيث الثانية والأمير تشارلز كانت معقدة، ففي الثانية والعشرين من عمرها أنجبت الابن الأول ووريث العرش، تشارلز عام 1948، في حين كان معظم الأطفال يلعبون، في سن التاسعة، كان الأمير تشارلز منشغلًا في أن يصبح أمير ويلز وإيرل تشيستر، وعانى لسنوات في مدرسة داخلية قبل تخرجه من كلية ترينيتي.

تركت الملكة معظم مهامها كأم للمربيات، بحسب سيرة حياة ولي العهد المعتمدة عام 1994 التي كتبها جوناثان ديمبلبي، رفضت والدته زواجه من صديقته كاميلا باركر بولز التي أحبها كثيرًا لأنها مطلقة، وسعت لتزويجه بأخرى بأي طريقة وهو ما ينقلنا لمأساة الأميرة ديانا.

الأميرة ديانا.. تعاسة في القصر

gettyimages 73423584 e1643748664227

قدم حفل زفاف الأميرة ديانا على ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز عام 1981 صورة رومانسية من وحي القصص الخيالية، لكن تشارلز لم يكن أمير الأحلام، وكان تعيسًا لأنه تزوج ديانا نتيجة لضغوط عائلته رغم حبه لكاميلا في ذلك الوقت، وهي التعاسة التي انتقلت للأميرة الشابة التي لم تجد نصيرًا لها داخل القصر.

بعد عودتها من شهر العسل، كانت تشعر ديانا في أي تجمع عائلي بأنها “دخيلة”، وكان تشارلز يتجاهل تمامًا احتياجاتها النفسية، وبقيت ديانا في غرفتها بدلاً من الانضمام إلى بقية أفراد العائلة في أي مناسبة وهو ما أغضب الملكة إليزابيث.

تحفظات الملكة على بساطة ديانا

تحفظت الملكة على ديانا وبساطتها وأزيائها وتعاملها العفوي مع العامة ووسائل الإعلام، وكانت ديانا تُجبر على حضور المناسبات والولائم العائلية رغم معاناتها النفسية، ولم يهتم أحد ولا حتى الملكة بما كانت تشعر به، وسرعان ما توترت العلاقة مع تشارلز وانتهت بانفصال الزوجان عام 1992.

في عام 1995 أجرت ديانا مقابلتها الشهيرة مع مارتن بشير مراسل بي بي سي، اعترفت فيها بالأسباب وراء انهيار زواجها، مشيرة إلى علاقة تشارلز بكاميلا باركر بولز: “كان هناك ثلاثة منا في ذلك الزواج”.

سارة فيرجسون وازدراء ملكي

57e3ceb674140b852ac8c7f0a2bdd76d

كانت سارة فيرجسون أيضا ضمن القصص المعقدة داخل العائلة الملكية، في البداية رحبت العائلة بها كوجه جديد عند زواجها بالأمير أندرو عام 1986، لكن سرعان ما أصبحت هدفا للصحافة الشعبية التي تنمرت عليها بعد زيادة وزنها إثر إنجابها لابنتيها بياتريس ويوجيني، ووصفتها بـ”دوقة لحم الخنزير” و”فيرجي السمينة”، وأصيبت باضطراب الطعام، وفقدت تقديرها لذاتها.

في وقت لم تلق فيه أي مساندة داخل القصر، خاصة مع غياب زوجها بسبب واجباته كضابط في البحرية التي تتطلب منه البقاء بعيدًا عن المنزل لفترات طويلة، وبحسب المؤرخة الملكية سارة برادفورد، التقى الزوجان 40 يومًا فقط سنويًا خلال السنوات الخمس الأولى من زواجهما.

طلب فيرجسون للطلاق

بمرور الوقت واجهت فيرجسون صعوبة في الحياة داخل القصر، ودخلت صداقة مع المليونير الأمريكي ستيف وايت عام 1991، واضطرت لطلب الطلاق عام 1996 لتستطيع الالتحاق بوظيفة، وفقدت لقب صاحبة السمو الملكي.

استخدمت دوقة يورك التلفزيون للتحدث عن حياتها داخل القصر، وظهرت في مقابلة مع أوبرا وينفري في العام نفسه، اعترفت فيها أن حياة القصر “ليست قصة خرافية”، ولم تدع إلى حضور حفل زفاف الأمير ويليام وكيت ميدلتون عام 2011، وكان ذلك وقتها بمثابة ازدراء ملكيًا لها.

الأمير أندرو.. انقلاب على الابن المدلل

prince andrew queen

كان الأمير أندرو، الابن المدلل للملكة، وبطل أكبر فضيحة تجتاح الأسرة  المالكة منذ عقود، بسبب صداقته مع رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، الذي انتحر داخل السجن في أغسطس 2019 بعد اتهامه بالاتجار بالبشر وإجبار القاصرات على ممارسة الجنس، وزعمت فرجينيا جوفري التي كانت ضحية لإبستين أنها مارست الجنس مع أندرو عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وهو ما نفاه الأمير.

حاول الأمير التقليل من الأضرار عبر مقابلة مع برنامج Newsnight على بي بي سي في نوفمبر 2019، لكنها أتت بنتائج عكسية، واضطرت الملكة للانقلاب على ابنها المدلل، وبموافقتها قرر الأمير التخلي عن كل واجباته الملكية، ولم يكن ذلك اختياريًا، فجردته الملكة إليزابيث من ألقابه الملكية ورتبه العسكرية، يحاسب بعدها في قضية الاعتداء الجنسي كمواطن عادي.

ميجان ماركل.. الملكة لطيفة ولكن؟

gettyimages 974106742 1615175271

التقت ميجان ماركل، دوقة ساسكس بالملكة لأول مرة في سبتمبر 2017 في قلعة بالمورال، ويبدو أن الأمور “سارت على ما يرام”، وفي مارس من عام 2018 أعطت الملكة موافقتها الرسمية على زواج ميجان وهاري.

ورغم المشكلات التي تلت الزواج، والتي وصلت إلى حد تخلي ميجان وزوجها عن واجباتهما الملكية في يناير عام 2020، كشفت دوقة ساسكس عن أن الملكة إليزابيث الثانية كانت دائمًا لطيفة معها، لكن المشكلة كانت في التفرقة بين مفهومي “العائلة” و”العمل”.

ربما يعجبك أيضا