الوجه الآخر للملك تشارلز الثالث.. أكثر الفنانين مبيعًا في المملكة المتحدة

بينما ينظر العالم إلى الملك تشارلز الثالث باعتباره الملك الجديد لبريطانيا العظمي، بتمتع صاحب الـ73 عامًا بموهبة جعلته من أنجح الفنانين في المملكة المتحدة.

وبدأ تشارلز حياته الفنية منذ سبعينات القرن الماضي، عندما ألهمه أستاذه بمدرسة جوردونستون في أسكتلندا، روبرت واديل، برسم المناظر الطبيعية، وعرضت أعماله الفنية للمرة الأولى في العام 1977 بقلعة وندسور، فما أهم أعماله؟

الفنان تشارلز

وضعت أعمال تشارلز الفنية في قلعة وندسور، بجانب رسومات الملكة فيكتوريا، وساهم بلوحاته في تكوين النوافذ الزجاجية لكنيسة القلعة، فتخصص في الرسم بالألوان المائية فقط، موضحًا لجريدة “تليجراف” أنه يحبها لأنها الأسرع عند الرسم، وتجف بسرعة.

وأشار تشارلز إلى أنه لا يريد أن يبقي حراسته الأمنية بجانبه لفترة طويلة عندما يرسم في الخارج، ولذلك كان ينتهي من رسم لوحاته سريعًا، فكان يرسم الجبال وجداول المياه التي غالبًا ما تحاوط القصور الملكية، وكان يفضل رسم جميع القصور الملكية، وعلى رأسها قصر بالمورال في اسكتلندا.

لوحة تشارلز لقصر بالمورال

فنان هاو الأكثر مبيعًا في المملكة

أتقن تشارلز الرسم بالألوان المائية بسبب تلقيه دروسًا من أكبر الفنانين البريطانيين، أمثال جون نابر، وجون وارد، وهيو كاسون، ةإدوارد سيجو، وديريك هيل، ومن أكثر الرسومات التي رسمها هي لوحات لقصر بالمورال من شدة حبه له، ولم يكن يعلم أن القصر سيشهد اللحظات الأخيرة في حياة والدته الملكة إليزابيث الثانية.

وعلى الرغم من وصفه لنفسه بأنه فنان هاو، فإنه حقق مبيعات لرسوماته تقدر بما يقرب مليوني جنيه إسترليني في الفترة بين عامي 1997 و2016، ولذلك أعلنته جريدة “دايلي تليجراف” الفنان الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة في 2016، ليتبرع بعدها تشارلز بجميع أرباحه لصالح مؤسسته الخيرية، بحسب ما ذكر موقع “إنسايدر”.

لوحات تشارلز بأحد المعارض

قصص للأطفال

أطلق تشارلز العديد من المعارض الفنية، وعرضت لوحاته في Royal Collection Trust، وكذلك شاركت في أكثر من مناسبة خيرية، أهمها كان الحفل الخيري للاحتفاء بيوم الممرضات والممرضين العالمي، أما المعرض الأهم فكان الذي أقيم في قصر باكينجهام بمناسبة عيد مولد تشارلز السبعين.

وشارك تشارلز في تجربة جديدة تمامًا، في العام 1980، وذلك عندما تعاون مع هيو ماكسويل كاسون لنشر كتاب قصص مصورة للأطفال يدعى The Old Man of Lochnagar الذي يدور حول رجل عجوز يعيش بأحد الكهوف، ثم يقابل إله البحر الذي ينفخ الفقاعات، ويغير حياة الرجل إلى الأبد.

رسمة تشارلز لهونج كونج

رسومات في أنحاء العالم

لم تقتصر رسومات تشارلز على لوحات المناظر الطبيعية الموجودة في المملكة المتحدة فقط، بل كان يرسم أيضًا خلال جولاته الخارجية، فعلى سبيل المثال، رسم تشارلز منظرًا طبيعيًّا في هونج كونج، عندما كان في زيارة إلى هناك لافتتاح المركز الثقافي البريطاني، صحبة زوجته الأميرة ديانا عام 1989.

ورسم تشارلز أجزاءً من اليابان خلال رحلته مع ديانا أيضًا لزيارة المعابد هناك في العام 1986، إضافة إلى رسمه لمنتجع التزلج المفضل له بسويسرا، الذي يدعى كلوسترز، لدرجة أن المنتجع استخدم لوحته ليطبعها على الكروت الشخصية لكل المتزلجين في موسم عام 1997، بحسب ما ذكر في موقع “لوس أنجلوس تايمز.”

إحدى لوحات تشارلز

رسومات الملك على الطوابع البريدية

في العام 1994، كرمت هيئة Royal Mail تشارلز بوضع رسوماته على طوابع البريد، وكانت أشهر رسمة للطوابع هي اللوحة التي رسمها لجبل Arkle في أسكتلندا، وهو الجبل الذي يقع في الركن الشمالي الغربي للمرتفعات الاسكتلندية، ويحتوي على أحجار الكوارتيز التي تجعل مظهره يبدو لامعًا عند الاقتراب منه.

أوضح تشارلز أنه عندما يرسم ينتقل لبعد آخر، قائلًا: “الفن مثل العلاج النفسي، لأنه يساعد على الاسترخاء والتصالح مع النفس، ويصل إلى أماكن في روحي لا تستطيع بقية الأنشطة أن تصل إليها”، هذا بحسب ما ذكر في موقع “سي إن إن.”

تشارلز بأحد المعارض

رسام شغوف

أشار تشارلز في بيان صحفي صادر عن مؤسسته التعليمية الخيرية The Prince’s Foundation، إلى أنه تعلم الرسم لأن التصوير الفوتوجرافي لم يكن مرضيًا بالنسبة له، وأراد أن ينقل المشاعر التي يشعر بها تجاه الأماكن التي يراها إلى من ينظر إلى لوحته، موضحًا أن هذا الإحساس الداخلي لا يمكن نقله عبر الصورة الفوتوجرافية.

وليس من المعروف إذا ما كان تشارلز سيستمر في الرسم بعد أن توّج ملكًا لبريطانيا، ولكن الأكيد أنه وضع اسمه بين فنانين العالم الكبار، فهو رسام شغوف، يحب الطبيعة ويعبر في لوحاته عن الحرية التي ربما شعر أنه بفتقدها نتيجة القواعد الصارمة للعائلة المالكة.