الملياردير «أمباني» يسعى للتربع على عرش إنتاج الهيدروجين.. ما القصة؟

ولاء عدلان

"ريلاينس إندستريز" الهندية: سنستثمر في الهيدروجين الأزرق إلى حين انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة.


تخطط شركة “ريلاينس إندستريز” الهندية التي يديرها الملياردير موكيش أمباني، لتصبح واحدة من أكبر الشركات المنتجة للهيدروجين الأزرق “بتكلفة تنافسية” عالميًّا.

وقالت “ريلاينس” في 11 فبراير 2022، إنها تعتزم حاليًا إنتاج الهيدروجين الأزرق بتكلفة تنافسية تتراوح بين 1.2 و1.5 دولار للكيلوجرام، والهيدروجين الأخضر بتكلفة دولار واحد للكيلوجرام، بحلول نهاية 2030، بما يمثل انخفاضًا بنسبة 60% عن تكلفة الإنتاج الحالية.

خطة طموحة

أوضحت “ريلاينس” أن خطتها الطموحة للانتقال من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة الخضراء تسعى لاستبدال مبيعاتها من وقود النقل البري مثل الديزل والبنزين ببدائل أنظف، وصولًا إلى تحقيق مستهدفها لصافي صفر انبعاثات كربونية لأعمالها بحلول 2035.

وأشارت إلى أنها تعتزم إعادة توجيه استخدام أحد مصانعها البالغة تكلفته 4 مليارات دولار، والذي ينتج حاليًا الغاز الصناعي من الفحم، لإنتاج الهيدروجين الأزرق بتكلفة تتراوح بين 1.2 إلى 1.5 دولار للكيلوجرام، بحسب “رويترز“.

تكلفة إنتاج الهيدروجين تصطدم بخطط أمباني

أفادت “ريلاينس” بأنها ستستثمر في الهيدروجين الأزرق إلى حين انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، وسط تطلعها لإنتاج الأخير بتكلفة دولار واحد للكيلوجرام بحلول نهاية العقد الجاري، فيما تقدر تكلفة إنتاجه حاليًا بـ3 إلى 6.55 دولار للكيلوجرام، مقابل 2.40 إلى 3 دولارات للكيلوجرام بالنسبة للهيدروجين الأزرق، بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي بايونير” الهندية.

يمكن أن يكون الهيدروجين “رمادي أو أزرق أو أخضر”، والأول هو الشكل الشائع وينتج من خلال تعريض الوقود الأحفوري للبخار، وفي حال عزل ثاني أكسيد الكربون عنه يمسى بالهيدروجين الأزرق، أما الهيدروجين الأخضر أو “النظيف” فينتج عبر التحليل الكهربائي للماء باستخدام آلاتٍ خاصة ويعد أنظف البدائل، لذا تسعى الشركات إلى تطوير عملية إنتاجه لتصبح تكلفته تنافسية.

وقود المستقبل

خلال يناير الماضي أعلنت “ريلاينس”، التي تنتج أكثر من 50% من إيراداتها من صناعة النفط، خططًا لاستثمار نحو 75 مليار دولار في البنية التحتية للطاقة المتجددة، والتي يمكن أن تحوّل الهند إلى قوة كبيرة لإنتاج الهيدروجين النظيف، بما في ذلك مشروع لإنشاء محطة طاقة متجددة بطاقة 100 جيجاوات وبدأت بالفعل في استكشاف الأرض لهذا المشروع، بحسب “رويترز“.

ويعد الهيدروجين الأخضر واحدة من أربع تقنيات ضرورية لتقليل ما يزيد على 10 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا في القطاعات الصناعية الكبرى، وبحسب مجموعة “جولدمان ساكس” الأمريكية من المتوقع أن تصل قيمة الاستثمارات السوقية في مجال إنتاجه عالميًّا إلى 12 تريليون دولار بحلول 2050، وفقًا لمجلة “سينتيفك أمريكا“.

رابع أكبر مصدر للانبعاثات

تمتلك شركة “ريلاينس” في الهند أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم، ما يجعلها أكبر الشركات المسببة للانبعاثات في الدولة التي تعد رابع أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم بعد الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب “بي بي سي“.

وأوضحت “بي بي سي” أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد في نوفمبر الماضي، بالوصول إلى صافي صفري للانبعاثات بحلول 2070، وبإنتاج 50% من احتياجات الطاقة بالاعتماد على مصادر متجددة كالشمس والرياح بحلول 2030، وبإعلان “ريلاينس” عن خططها للتحول الأخضر تخدم هذا التوجه الحكومي، لا سيما وأنها تسعى لإنشاء نظام بيئي للهيدروجين في الهند.

ربما يعجبك أيضا