قهرت شبح ديانا.. كاميلا باركر من “مكروهة الشعب البريطاني” إلى “الملكة”

أماني ربيع

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، اعتلى الملك تشارلز الثالث عرش المملكة البريطانية، لتتصدر كاميلا باركر حديث العالم، هل أصبحت ملكة بريطانيا أم ستحتفظ بلقب "الملكة القرينة"؟


طريق طويل وصعب سلكته دوقة كورنوال كاميلا، من أجل قبولها كعضو في الأسرة المالكة البريطانية، تحولت خلاله من شخصية مكروهة حملها الشعب مسؤولية انهيار زواج الأمير تشارلز والأميرة ديانا، إلى “الملكة القرينة” أو الملكة كونسورت.

لسنوات، مثلت كاميلا باركر، صداعًا للعائلة الملكية البريطانية، وكان اسمها دائمًا طرفًا في صحف الفضائح ضمن مثلث تشارلز ديانا وكاميلا، ولا أحد ينسى تصريح الأميرة ديانا الشهير في مقابلتها مع بي بي سي عام 1995، بعد انفصالها عن أمير ويلز وهي تقول: “كان هناك ثلاثة في هذا الزواج”. لتصبح اليوم، باركر، هي عقيلة ملك بريطانيا بعد وفاة الملكة إليزابيث وتولي ابنها الملك تشارلز الثالث عرش بريطانيا خلفاً عنها.

كاميلا.. الملكة القرينة

أسكت زواج الملك تشارلز الثالث من كاميلا عام 2005، ألسنة الفضائح، وبدأت ملكة بريطانيا الحالية،  في توطيد أقدامها بالقصر الملكي يومًا بعد يوم إلى أن أصبحت جزءًا من العائلة.

لم تكتف الملكة إليزابيث التي رفضتها سابقًا كحبيبة لابنها ووصفتها بـ “المرأة الشريرة” التي لن تسامحها مطلقًا، بذلك وأعلنت بمناسبة احتفالها باليوبيل البلاتيني، رغبتها في منح كاميلا، صفة الملكة “القرينة” زوجة الملك، عند جلوس تشارلز على العرش، وهي خطوة مهدت الطريق أمام كاميلا لأن تلقب وقتها بـ”الملكة المستقبلية”.

هل يمكن أن تصبح باركر ملكة بريطانيا؟

 دوقة كورنوال كاميلا باركر، زوجة الملك تشارلز الثالث لن تحمل لقب ملكة المملكة المتحدة، وذلك بحسب ما نقلته قناة العربية عن صحيفة إندبيندنت، والتي أرجعت ذلك إلى أن العرش لا يمكن توريثه للأشخاص اللذين تزوجوا من أفراد العائلة المالكة البريطانية.

وفي العام الحالي، أعلنت الملكة إليزابيث الثانية رغبتها في أن تصبح باركر “الملكة القرينة, وذلك بعد ان يصبح تشارلز ملكًا.

كيف تغير وضع دوقة كورنوال؟

تُمنح صفة القرين، عادة لزوج أو زوجة الملك، بعد أن ظل مستقبل لقبها محل جدل لسنوات منذ زواجها بالملك تشارلز الثالث، وقيل وقتها أنها تفضل لقب أميرة على ملكة.

بساطة وهدوء كاميلا كانا وراء كسبها قلوب البريطانيين، كما أثبتت أنه يمكن الاعتماد عليها كفرد من العائلة الملكية فكانت تدعم زوجها في عمله وواجباته بصفته وريث العرش وقتها، ومنذ زواجها، أصبحت راعية أو رئيسة لعدد من المؤسسات الخيرية.

كيف أعدت إليزابيث الثانية كاميلا باركر كملكة قرينة؟

queen camilla gty er 220205 1644094279665 hpMain 1x1 992

كانت هناك كثير من الدلائل خلال السنوات الأخيرة التي تشير إلى رغبة الملكة في منح كاميلا لقب “الملكة القرينة”، ففي عام 2016، جعلت إليزابيث كاميلا عضوًا في مجلس الملكة الخاص، ومنحتها وسام الرباط لتُصبح سيدة ملكية في ديسمبر 2021 ، أعلى رتبة في مرتبة الفروسية بنظام التكريم البريطاني.

وأثيرت مسألة ما إذا كانت كاميلا ستُمنح لقب ملكة، منذ زواجها من الأمير تشارلز عام 2005، لكن العائلة المالكة تجنبت طويلًا مسألة اللقب هذه، بسبب المشاعر العامة السلبية تجاه كاميلا ودورها في إنهاء زواج تشارلز وديانا، بحسب مجلة بيبول.

من هي كاميلا باركر؟

كاميلا روزماري شاند هي ابنة الرائد بروس ميدلتون هوب شاند وهون روزاليند مود شاند، ولدت في 17 يوليو 1947، تلقت تعليمها لأول مرة في مدرسة دومبريلز، وهي مدرسة مختلطة في ساسكس، ثم التحقت بمدرسة كوينز جيت في ساوث كنسينجتون، التحقت أيضًا بمدرسة Mon Fertile في سويسرا ودرست في المعهد البريطاني في باريس، بحسب الموقع الرسمي للعائلة الملكية.

prince charles and camilla by tree t

التقت كاميلا بتشارلز في أوائل السبعينيات عبر صديقة مشتركة، كان عمره 22  عامًا، وتخرج كطيار في سلاح الجو البريطاني، وبدا كأن التاريخ يعاود الكرة مجددا، فوالدة كاميلا هي حفيدة أليس كيبل، عشيقة الملك إدوارد السابع، وبدأ الثنائي في المواعدة، لكن لم يُرض هذا القصر الذي اعتبر كاميلا غير لائقة لتصبح الملكة.

كاميلا تكسر قلب الأمير تشارلز

GettyImages 52113925 d3b771a

كسرت كاميلا قلب تشارلز بزواجها عام 1973 من العميد أندرو باركر بول في حفل حضرته الأميرة مارجريت والأميرة آن والملكة الأم، حتى أنها دعت الملك تشارلز الثالث لكنه كان في الخدمة بالبحر الكاريبي، بحسب مجلة هاربر بازار.

لم يكن زواج كاميلا سعيدًا، لكنها وزوجها تجنبا خيار الطلاق من أجل استقرار أبنائهما توماس هنري ولورا روز، وعادت إلى علاقتها بتشارلز الذي يعاني نفسيًا في محاولته للعب دور ولي العهد، كانت كاميلا تدعمه كصديقة، وعلم الزوج أندرو بالعلاقة لكنه فضل الصمت، وظل منفصلًا لوقت طويل عنها قبل الطلاق في عام 1995.

كاميلا وانهيار زواج تشارلز وديانا

lady diana spencer and camilla parker bowles at ludlow news photo 1605221972

في كتابها عن دوقة كورنوال، والملكة الحالية لبريطانيا، قالت الخبيرة الملكية بيني جونر، إن تشارلز قدم كاميلا إلى ديانا كصديقة، والتقطت صورة لهما معًا يوم 24 أكتوبر 1980، في مضمار لودلو، لمشاهدة تشارلز يتنافس في سباق للخيول، وفي هذا الوقت كانت ديانا تُعرف بصديقة الأمير الجديدة.

طالما أُلقي باللوم على كاميلا في مأساة زواج الأمير تشارلز والأميرة ديانا الذي انتهى بالطلاق، حتى بعد هذا الطلاق كان من الصعب ارتباط كاميلا بولي العهد بعد الوفاة المفجعة للأميرة ديانا في حادث سيارة عام 1997، لم يكن الرأي العام ليقبل بكاميلا كبديل لديانا المحبوبة، وبدأ أنها ستصبح عشيقة إلى الأبد، لكنها كانت ذكية وابتعدت عن الأضواء تمامًا في تلك الفترة.

تحول ذكي

رغم الغضب على العائلة المالكة التي اتهمت بالتورط في مقتل ديانا، لم يقبل الأمير تشارلز أي نقاش بشأن علاقته بكاميلا، حتى مع وقوف والدته الملكة ضد هذه العلاقة، لكن الزمن كان كفيلًا بكل شيء.

خفتت حدة الغضب ليظهر تشارلز مع كاميلا مجددا، والتقت الملكة إليزابيث بها عام 2000، وكانت من الذكاء بحيث سعت لتوطيد علاقتها بالأميرين تشارلز وهاري، اللذان وصفاها بـ “المرأة الرائعة“، التي جعلت والدهما سعيدًا جدًا، ومنحت الملكة الموافقة على زواجهما في عيد الميلاد عام 2004، ليتزوجا في 2005.

زواج كاميلا والملك تشارلز الثالث

gettyimages 53240216 master 1520359984

راعت طقوس الزواج مشاعر البريطانيين، وكانت كاميلا خائفة بشدة من ردود فعل محبي ديانا في هذا اليوم، فتزوجا في يلدهول بوندسور يوم 9 أبريل 2005 في حفل مدني، ولم تحضر الملكة الزفاف مراعاة لذكرى ديانا، لكنها استضافت حفل استقبال لتحمل كاميلا بعد ذلك لقب دوقة كورنوال.

الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا

ويرى الخبراء الملكيون أن كاميلا قامت بعمل مثالي من زوجاها من تشارلز، وأدت واجباتها بصدق وأصبحت محبوبة، وأجرت جولات ملكية حول العالم، وشاركت في العديد من الأعمال الخيرية وتعتبر قضية محو الأمية حجر الزاوية في عملها الملكي، الذي يشمل أيضا مجالات مثل هشاشة العظام، والعنف المنزلي، وتحدثت في مقابلة مؤخرًا، مع الإعلامية إيما برانت على قناة بي بي سي، عن عملها في مجال العنف المنزلي وآمالها في عالم خال من العنف ضد المرأة.

كاميلا بحاجة لزيادة شعبيتها دوليًا

قالت الخبيرة الملكية ورئيس تحرير مجلة “ماجيستي” إنجريد سيوارد، إن كاميلا تُجيد البقاء في الظل مفسحة الفرصة لولي العهد في الظهور وجذب الاهتمام بصورة أكبر خلال المناسبات الرسمية وهو أمر مهم عندما يصبح ملكًا، وبدا كأن مهمتها الأساسية ودورها في الحياة دائمًا أن تكون زوجة تشارلز وداعمة له، ونجحت في ذلك.

لكنها أشارت إلى بعض الصعوبة في تقبل العالم لها خصوصًا في أمريكا التي تعشق ديانا، وعليها العمل لزيادة شعبيتها دوليًا، بحسب صحيفة “ذا ميرور”.

دعم كاميلا للملكة

خلال الفترة الماضية أبرزت كاميلا دعمها للملكة إليزابيث، بتكثيف مهامها الملكية، مع تراجع دور الملكة الراحلة التي قررت، وقتها، توزيع معظم مسؤولياتها على أفراد العائلة، وأطلقت الدوقة عبر مؤسسة جائزة الأبطال البلاتينية، عبر مؤسسة الخدمة التطوعية الملكية التي كانت تترأسها وترعاها الملكة.

وتُبرز الجائزة دور المتطوعين في بريطانيا وكيف يحدثون فرقا في المجتمعات وتقدم في 7 مجالات منها: الأزمات ودعم رفاهية الغير، والمجتمع، والصحة النفسية والعقلية، والصحة البدنية، ودعم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، وستلقى الفائزون الأوائل دعوات حضور لحفل غداء اليوبيل الكبير الذي سيقام في يوم 5 يونيو 2022، وفقا لموقع “ذا كراون كرونكيلز”.

نادي كتاب دوقة كورنوال

تعاني كاميلا من رُهاب التكنولوجيا، بحسب صحيفة ديلي ميل، ورغم ذلك أنشات “نادٍ للكتاب” خلال فترة الإغلاق الأولى عام 2020 على الإنترنت إثر جائحة كورونا، لأنها رأت الإنترنت أنسب مكان للقاء، والقراءة أفضل وسيلة لتجنب الوحدة خلال الإغلاق، وجذب النادي أكثر من 30 ألف من عشاق الأدب إلى موقعها عبر إنستجرام،

وأدت عبر ترشيحاتها المقترحة للكتب والأدباء المفضلين إلى ارتفاع مبيعات الكتب خلال تلك الفترة، ومن كتابها المفضلين ويليام بويد وتشارلز ديكنز وسوزان هيل وفيليب بولمان.

كاميلا ومسلسل “ذا كراون”

أبدت ملكة بريطانيا الحالية، روحًا مرحة، عند استقبالها الممثلة إميرالد فينيل، التي جسدت شخصيتها في مسلسل “ذا كراون” بقصر كلانس هاوس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كانت الممثلة متوترة من ردة فعل كاميلا، لكنها تحدثت معها وضحكت والتقط الصور، في تصرف مفاجئ.

وكانت الدراما الملكية المثيرة للجدل محط انتقادات العائلة الملكية التي اتهمت المسلسل بالإساءة لها لتناوله فضائح وأسرار خاصة، لكن يبدو أن كاميلا، وقتها، لا تمانع بل وأعلنت متابعتها للمسلسل الذي يتطرق لعلاقتها بالملك تشارلز الثالث قبل الزواج.

ربما يعجبك أيضا