النظام السوري يحتج على عقوبات أمريكا ضد إيران

محمود طلعت

رؤية

دمشق – أدان النظام السوري، اليوم الأحد، قرار الإدارة الأمريكية فرض حزمة ثانية من العقوبات على إيران، ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم غد الإثنين، في موقف لا يحمل أي “قيمة سياسية” سوى التملق والإمعان في كسب المزيد من ود إيران.

واللافت أن غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران وانسحابه من الاتفاق النووي، يعود، في جزء منه، إلى سياسات طهران الطائفية في سوريا، ودعمها اللامحدود للنظام السوري ولحزب الله اللبناني، وهو ما يعني أن العقوبات ستطاله، كذلك، بشكل غير مباشر.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن سوريا ترى في هذه الخطوة استمرارًا لسياسة الولايات المتحدة الهادفة لتقويض أمن واستقرار المنطقة.

وعبّر المصدر عن احتجاج سوريا بقوة على انتهاج واشنطن سياسة فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد الدول التي ترفض الانصياع لإملاءاتها، معتبرًا أن القرار يعكس مجددًا إخفاق الولايات المتحدة بالالتزام بتنفيذ تعهداتها.

وتعهدت دمشق بالوقوف إلى جانب إيران في مواجهة هذه السياسات الأمريكية وهي على قناعة بأن هذه العقوبات الجديدة لن تزيد الإيرانيين إلا تصميمًا على مقاومة وإفشال سياسات واشنطن اللاأخلاقية”، وفق تعابير المصدر الرسمي السوري.

وقال محللون سياسيون إن هذا الاحتجاج السوري لا قيمة سياسية له، ولن تصل أصداؤه أبعد من مداخل القصر الجمهوري في دمشق، ناهيك بوصولها إلى البيت الأبيض، مشيرين إلى أن الأجدر بدمشق أن تلتفت إلى همومها ومشاكلها وأزمتها المزمنة.

وأضاف المحللون أن الرئيس السوري بشار الأسد هو آخر شخص يمكن له أن يعترض على العقوبات الأمريكية، فسجله لا يقل بشاعة عن سجل النظام الإيراني، لافتين إلى أن المطلوب من النظام السوري هو العمل الجاد مع المجتمع الدولي لأجل تسوية سياسية مقبولة تنهي محنة السوريين، بدلًا من الدفاع عن النظام الإيراني الذي جلب الكوارث لمنطقة الشرق الأوسط.

وتدخل حزمة جديدة من العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على إيران حيز التنفيد، وتستهدف قطاع النفط، الشريان الحيوي لاقتصاد إيران.

وترغب الإدارة الأمريكية إرجاع صادرات النفط الإيرانية إلى نقطة الصفر، وحتى لو لم يكن ذلك ممكنًا، فإن أي تقييد على صادرات النفط ستكون مؤلمة للاقتصاد؛ إذ إن حوالي 80 بالمائة من عائدات إيران تأتي من مبيعات النفط.

ووصف ترامب العقوبات بأنها “أقسى عقوبات على الإطلاق”، والهدف منها إجبار إيران على تغيير سلوكها في ملفات الشرق الأوسط بدءًا من سوريا ولبنان مرورًا بالعراق والبحرين وصولًا إلى اليمن.

ربما يعجبك أيضا