الوعود تبخّرت.. المرتزقة السوريون في ليبيا يتخبطون في فخ أردوغان

إبراهيم جابر

رؤية
القاهرة – “يائسون يرغبون في العودة إلى بلادهم بعد أن كذبت عليهم تركيا”، هكذا عنونت الصحافية الأمريكية ليندسي سنيل تحقيقها الذي نقلت فيه شهادات مرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا لدعم قوات حكومة الوفاق، بعد أن وعدتهم برواتب تتراوح بين 2000-3000 دولار شهرياً.

ووفق قناة “218” الليبية، اليوم الثلاثاء، أشارت سنيل في تحقيقها إلى أن حكومة الوفاق الوطني لم تلتزم بالمدفوعات التي وعدت بها الفصائل السورية التي تقاتل معها في طرابلس، بحسب شهادات عدد من المرتزقة من عدة فصائل سورية.

ونقلت سنيل عن أحد أعضاء فرقة حمزة أنه يتلقى 2000 دولار كل شهر ونصف بدلاً من كل شهر، فيما يقول بعض أعضاء فيلق المجد، الذين كانوا في ليبيا منذ أكثر من 3 أشهر، إنهم تلقوا رواتبهم مرة واحدة فقط منذ وصولهم، مضيفين أنهم تلقوا وعوداً بـ 3000 دولار في الشهر، وتحصلوا لاحقاً على 2000 دولار في الشهر الأول ثم 1400 دولار في الثاني ولم يتقاضوا أجورهم في الشهر الثالث.

وأشار أحد المرتزقة السوريين يدعى أحمد، وهو ضمن مجموعة قابلتها الصحافية الأمريكية ليندسي سنيل، إلى أنهم سرقوا المنازل لتغطية مصاريفهم بعد توقف الأجور.

وأضاف أحد أعضاء فرقة حمزة، أن أحد عناصر قوات الوفاق ضمن مجموعته القتالية يوصل  المرتزقة السوريين إلى المتاجر في طرابلس لبيع ما سرقوه، مشيراً الى أن العديد منهم باتوا يمارسون النهب والسرقة بدل القتال.

فيما لفت هلال هاشم، وهو رجل أعمال ليبي من طرابلس، إلى أن أحد التجار حاول إبلاغ الشرطة أثناء محاولة أحد المرتزقة السوريين بيعه بضاعة مسروقة، إلا أن الشرطة لم تفعل شيئاً لسيطرة المجموعات المسلحة في طرابلس عليها، مضيفاً انه والعديد من المدنيين في طرابلس ينتظرون دخول قوات الجيش الوطني إلى طرابلس، واصفاً المرتزقة السوريين بالمتطرفين والإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش.

ويقول زين أحمد، وهو أحد المرتزقة من فرقة حمزة، إن معظم الوعود الأخرى التي تعهدت بها تركيا لم تتحقق، مضيفاً “أخبرونا أولاً أنه إذا بقينا وحاربنا أشهر، فسنحصل على الجنسية التركية، وهذه كانت أكاذيب”، مشيراً إلى إبلاغهم بأنه في حال مقتل أحدهم في ليبيا، فستحصل عائلته على الجنسية التركية، ويقول أحمد “الآن وقد مات الكثير من السوريين في ليبيا، نعلم أن هذه كذبة أيضاً”.

ونقلت سنيل عن أحمد قوله إنه “عندما قُتل أحد أعضاء أحرار الشرقية في معركة في فبراير، مُنحت أرملته في عفرين حوالي 8 آلاف دولار، إلا أنها لم تحصل على الجنسية التركية وتعيش في مخيم في سوريا الآن”.

ويؤكد أحمد أن القادة الأتراك الذين أطلعوهم على مهمة ليبيا أساؤوا بشكل كبير وصف المخاطر التي سيواجهونها، بعد أن أبلغوهم أن القتال سيكون أكثر أماناً وأسهل من القتال في سوريا.

وانتقل أحمد وباقي المرتزقة السوريين بعد أسابيع الى صلاح الدين بعدما اشتدت حدة الاشتباكات، وأشار أحمد أن الوضع كان أسوأ من سوريا مع استمرار تساقط الجثث في الشارع دون أن يلتقطها أحد ومات الكثير من السوريين.

وقال أحمد: “لم يكن الأمر كما اعتدنا عليه في سوريا.. إنه قتال الشوارع في المناطق السكنية في طرابلس، ليس لدينا الأسلحة المناسبة أو المهارات المناسبة، نحن نُذبح”.

ويضيف أحمد أنه عندما بدأ المسلحون السوريون في تحدي الأوامر، ضربهم جنود ليبيون من حكومة الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن أحد مقاتلي الوفاق أطلق النار على مرتزق سوري في ساقه بعد رفضه الأوامر ثلاث مرات.

وأشارت سنيل في تحقيقها أنه في النهاية، أُجبر أحمد على دفع 700 دولار أمريكي لقائده السوري للعودة إلى بلاده، ونقلت عنه أن كان هناك 100 سوري يائس، يرغبون في العودة إلى بلادهم ودفع بعضهم 500 دولار وبعضهم ما يصل إلى 1000 دولار، ووضعوا على متن طائرة مع القتلى والجرحى وسُمح لهم بالعودة إلى سوريا.

ربما يعجبك أيضا