اليوم العالمي لذكرى ضحايا الإبادة.. العالم يتجاهل غزة

مقال للسفير الفلسطيني في بريطانيا ينتقد الصمت الدولي إزاء ما يحدث في غزة

محمد النحاس

في أقل من شهرين، أدى القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، إلى مقتل عدد من الأطفال أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا في مناطق الصراع العالمية كل عام منذ عام 2019، حسب السفير الفلسطيني في بريطانيا


نشر السفير الفلسطيني في لندن، مصطفى زملط مقالاً في صحيفة “الجارديان” البريطانية ينتقد فيه صمت العالم على “جرائم الإبادة الجماعية” في غزة. 

وتحيي الأمم المتحدة يوم 9 من ديسمبر  من كل عام، اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية، وقد تم وضعها كرد فعل على أهوال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت ألمانيا النازية، مدفوعة بأفكار “التفوق الآري” والرغبة في النقاء العرقي، لتنفيذ حملة إبادة ضد العديد من الشعوب، بحسب سفير فلسطين. 

ضحايا الإبادة والنظام الدولي القائم على القواعد

بدايةً يلفت زملط إلى “الاضطهاد الوحشي” الذي تكبد ويلاته الغجر والسنتي والسلاف، والشعب اليهودي بجانب المعارضين السياسيين مثل الشيوعيين والاشتراكيين ما أدى لمقتل الملايين في معسكرات الاعتقال النازية، جوعاً أو قتلاً بالغاز. 

هذه الويلات المروعة، بالإضافة إلى التكلفة البشرية والمادية الهائلة للحرب العالمية الثانية، هي الدافع وراء الدفع لإنشاء الأمم المتحدة “نظام عالمي قائم على القواعد” لجعل الحرب آخر خيار. 

ومن شأنه هذا النظام أن يضع حدوداً واضحة للسلوك في أوقات الحرب، وقيودًا على الاحتلال العسكري، وأن ينظم السلوك بين دولة وأخرى لمنع جرائم الحرب، مثل  الإبادة الجماعية، والقتل المنهجي، والنقل القسري للسكان، والاستعباد، والفصل العنصري، وغيرها.

العالم يرقب القتل الجماعي في غزة

بحسب زملط، فلم يبدو العالم ونظامه الدولي “القائم على القواعد” أكثر عجزًا في هذه اللحظات من أي وقتٍ مضى، بينما يشاهد عمليات القتل الجماعي التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والتدمير الشامل لمناطق وبلدات ومدن بأكملها، والتهجير الجماعي لما يقرب من مليوني شخص.

وفي أقل من شهرين، أدى القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة، إلى مقتل عدد من الأطفال أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا في مناطق الصراع العالمية كل عام منذ عام 2019، حسب السفير الفلسطيني.

 وقتل أكبر من عدد العاملين في الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الأمم المتحدة الممتد لـ 78 عامًا، وقتل أيضًا أكبر عدد من الصحفيين في أي صراع منذ عام 1992، وفق المقال، الذي يرى وفق المعطيات سالفة الذكر أن العقاب الجماعي للفلسطينيين لا يمكن مقارنته بأي صراع آخر في الذاكرة الحديثة للعالم. 

إنكار حقوق الفلسطينيين

ليس ما حدث على مدار الشهرين الأخيرين سوى استمرار لتاريخ يمتد لأكثر من 100 عام بإنكار حقوق الشعب الفلسطيني حيث بدأ عام 1917 بوعد بلفور والحكم الاستعماري البريطاني، واستمر بالتهجير القسري لأكثر من ثلثي السكان الفلسطينيين في نكبة 1948، واحتلال إسرائيل عام 1967 لبقية فلسطين التاريخية.

ويرى زملط، أن على القوى العالمية أن تبدأ في أخذ مسؤولياتها وواجباتها على محمل الجد وفق قواعد النظام الدولي، مردفاً “في المقام الأول يجب تطبيق القانون الدولي والقرارات الدولية بشكل عادل”.

ضرورة إدانة ممارسات الاحتلال

يعدد مقال، السفير الفلسطيني مصطفى زملط، الممارسات التي تقع ضمن جرائم الحرب، والتي يشدد على ضرورة معاملتها وفق هذا المبدأ مثل المستوطنات ونظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.

وختامًا يلفت السفير الفلسطيني لدى بريطانيا أن إسرائيل ليست منخرطة في “حرب” على حماس، وإنما تخوض حرباً ضد الشعب الفلسطيني، ويتجلى ذلك بوضوح في قصفها العشوائي لغزة، ولغة الإبادة الجماعية التي ينشرها القادة الإسرائيليون في أعلى المستويات، ناهيك عن جرائم التطهير العرقي ضد سكان القطاع.

ربما يعجبك أيضا