انقلاب غينيا بيساو.. محاولة فاشلة جديدة لنشر الفوضى في القارة السمراء

حسام السبكي

حسام السبكي

لم يكد يلتقط العالم أنفاسه، على وقع انقلاب عسكري شهدته القارة الأفريقية قبيل أيام، في بوركينا فاسو، وقبلها بالطبع في مالي – التي تتعرض لحالة من “الامتعاض الدولي” جراء سلسلة من الإجراءات اتخذها المجلس العسكري الحاكم هناك – حتى طالعتنا وسائل الإعلام المحلية والدولية، بأنباء عن محاولة انقلابية جديدة، هذه المرة في جمهورية غينيا بيساو، وكأن منطقة الساحل الأفريقي موعودة منذ عام 2018 بالانقلابات!.

محاولة فاشلة

48635147 e0a8 4263 b97f f8a928ed8bd1

البداية جاءت من تقارير إعلامية، بثتها وكالة الصحافة الفرنسية – التي تتمتع بنفوذ وصلاحيات واسعة داخل القارة الأفريقية، مستمدًا من نفوذ الدولة الفرنسية وعلاقاتها بحلفائها من الأنظمة الحاكمة هناك – والتي أشارت إلى سمع دوي إطلاق نار كثيف قرب مقر الحكومة الغينية في العاصمة بيساو.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء الألمانية، إن إطلاق النار وقع بالقرب من القصر الرئاسي.

بدورها أكدت مصادر رئاسة جمهورية غينيا بيساو، وجود رئيس الدولة عمر سيسوكو إمبالو ورئيس الوزراء نونو غوميز نبيام داخل القصر، المحاطين بعسكريين.

وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، أمس (الثلاثاء)، إن “العديد” من أفراد قوات الأمن قُتلوا فيما وصفه بـ”هجوم فاشل على الديمقراطية”.

وظهر إمبالو في مقطع فيديو نُشر على صفحة الرئاسة على فيسبوك بعد ساعات من سماع إطلاق نار بالقرب من مجمع كان يرأس فيه اجتماعا لمجلس الوزراء.

وقال إن بعض المتورطين قد اعتُقلوا، لكنه لا يعرف عددهم.

وقال منشور على حساب إمبالو الرسمي على فيسبوك: “عودة الهدوءإلى بيساو!”، وتضمن صورا، من دون معرفة تاريخ التقاطها، لإمبالو جالسا على كرسي بذراعين أثناء حديثه مع ضباط بالجيش يرتدون الزي العسكري.

كما ورد في تغريدة على تويتر من حساب باسم إمبالو، لكن لم يتسن بعد التحقق من أنه حسابه الأصلي، أنه بخير.

وجاء فيها أن “الوضع تحت سيطرة الحكومة. أشكر سكان غينيا بيساو وكل من هم خارج حدود بلادنا ويشعرون بالقلق على حكومتي وعلى شخصي”.

وذكرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات مرتبطة برئيس غينيا بيساو أن الوضع في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا صار تحت سيطرة الحكومة، وإن الهدوء عاد إلى العاصمة بيساو.

شجب دولي.. ودعوات للتهدئة

President of Guinea Bissau claims to have situation under control

وفي أول تعليق على الأحداث التي شهدتها غينيا بيساو، أعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأفريقي عن استنكارهما لما بما وصفاه “محاولة انقلاب” في غينيا بيساو.

أما وزير الخارجية البرتغالي أوجوستو سانتوس سيلفا، فقال في وقت سابق إنه تلقى معلومات “إيجابية” تفيد بأن إمبالو في مقر إقامته.

وأضافت سيلفا أنه تحدث إلى إمبالو عبر الهاتف و”نقل إدانته الشديدة… لهذه الهجمات على النظام الدستوري لغينيا بيساو”.

على الصعيد الأممي، دعت الأمم المتحدة لوقف أعمال القتال في غينيا بيساو.وقال نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، «يشعر الأمين العام بقلق عميق إزاء أنباء القتال العنيف في غينيا بيساو، ويطالب بوقف فوري للقتال والاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية في البلاد».

ربما يعجبك أيضا