باتفاقيات اقتصادية وثقافية.. سوريا تشرعن لاحتلال إيراني “طويل الأمد”

حسام السبكي

حسام السبكي

وقعت كل من سوريا وإيران، سلسلة اتفاقيات ومذكرات تعاون في مجال اقتصادية وثقافية، وصفت بـ “طويلة الأمد”، والتي تمنح بموجبها دمشق، فرصة لتثبيت التواجد الإيراني في “سوريا المستقبل”، بعد النجاحات العسكرية التي حققتها قوات النظام، واقتربت بموجبها من استعادة أراضي الدولة، وإنهاء “الثورة السورية”، بذرائع مكافحة الإرهاب والتطرف.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم

على هامش اجتماعات الدورة الـ 14 للجنة العليا السورية – الإيرانية المشتركة، التي احتضنتها العاصمة السورية دمشق، اليوم الثلاثاء، وقعت إيران وسوريا 11 وثيقة تعاون ومذكرة تفاهم، إضافة لبرنامج تنفيذي لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان.

وتضمنت حزمة الاتفاقات؛ التي وقعت بين النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري ورئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس، مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية  السورية ووزارة الصناعة والمناجم والتجارة  الإيرانية ومذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية والخطوط الحديدية الإيرانية ومذكرة تفاهم في مجال الأشغال العامة والإسكان ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج للاستثمار بين هيئة الاستثمار السورية ومنظمة الاستثمار والمساعدات الفنية والاقتصادية الإيرانية ومذكرة تفاهم في مجال الجيوماتيك بين الهيئة العامة للاستشعار عن بعد السورية ومنظمة الجغرافيا الايرانية ومذكرة تفاهم للتعاون السينمائي بين المؤسسة العامة للسينما في سورية والمنظمة السينمائية السمعية والبصرية الإيرانية ومذكرة تفاهم بين هيئة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في سورية ووحدة التحويلات المالية في إيران بشأن التعاون في تبادل المعلومات المرتبطة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

كما وقع الجانبان البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة في سورية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران للأعوام 2019-2020-2021.

إضافة إلى توقيع البرنامج التنفيذي في المجال التربوي “التعليم ما قبل الجامعي” بين حكومتي الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية للأعوام 2019 و2020 و2021.

إشادة سورية

كما كانت إيران أول منقذ للنظام الإيراني، من ضربات قوى المعارضة السورية، أضحت أولى من يضع لنفسه موطأ قدم في المستقبل السوري القريب، ويمكن القول أن دمشق وجدت ضالتها في حليفتها طهران، من أجل إعادة البناء والإعمار بعد سنوات من الدمار.

وبشأن الاتفاقات الجديدة، أكد رئيس الوزراء السوري عماد خميس، أن “الاتفاقيات دلالة على جدية سوريا بشكل كبير لتقديم التسهيلات للشركات الإيرانية العامة والخاصة  للاستثمار وإعادة الإعمار”، مضيفًا: “الاتفاقيات التي وقعت اليوم هي استكمالا للاتفاقيات الموقعة سابقا لكن اتفاقية التعاون الاقتصادي طويل الأمد هي أهم اتفاقية”.

أما الرئيس السوري بشار الأسد، فرأى أن الاتفاقيات الجديدة بين البلدين، تحمل بعدًا استراتيجيًا وتشكل أساسًا اقتصاديًا متينًا يسهم بتعزيز صمود البلدين في وجه الحرب الاقتصادية.
وخلال لقاءه إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني والوفد المرافق له، شدد الأسد على أهمية تكثيف الجهود المشتركة في هذه المرحلة لتفويت الفرصة على هذه الدول التي تستمر بمحاولة إضعاف البلدين والسيطرة على قرارهما المستقل وكسر إرادة شعبيهما بعد أن فشلت بتحقيق ذلك عبر دعمها للإرهاب.

إيران: دعمنا لسوريا متواصل.. وحمينا أوروبا من الإرهاب

على الجانب الآخر، تعهدت إيران على لسان إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني، باستمرار دعم سوريا اقتصاديًا، كما دعمتها فيما وصفه بـ “الحرب على الإرهاب”.

وذكر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري “سنكون إلى جانب سوريا اقتصاديا كما كنا الى جانبها في مكافحة الإرهاب”، مضيفا ” لولا السياسات الناجحة لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق لكان الإرهاب في أوروبا الآن”.

وتابع نائب الرئيس الإيراني “طهران تعتبر أن انتصار سوريا هو انتصار لها وعلى المجتمع الدولي ضمان أمن هذه المنطقة”، متابعا “العالم يتجه الآن لمزيد من الأمن ويتم دحر الإرهاب وعلى العالم تقدير من قام بدحر الإرهاب”.

وحول الاتفاقيات الجديدة، قال جهانغيري “تم التوصل إلى اتفاقات جيدة جدا في مجال التعاون المصرفي”، مضيفا “من ضمن المحاور التي أكدنا عليها هو ربط السكك الحديدية بين سوريا والعراق وإيران”.

وتابع جهانغيري “نظرا للقدرات العالية التي تتمتع بها ايران بمجال محطات الكهرباء تم التوافق على التعاون في مجال احداث واعادة تأهيل محطات الكهرباء في سوريا اولها سيتم غدا في اللاذقية”.

الخاتمة

رغم المحاولات العربية والدولية، لتحجيم دور إيران في المنطقة، ربما إتاحة المجال لعودة دمشق إلى الحاضنة العربية، متمثلة في “جامعة الدول العربية”، وأخرى عبر التوسط لدى روسيا لنفس الغرض، إلا أن المؤشرات على الأرض تشير إلى عكس ذلك، وهو ما يحمل بشائر ودلالات مريبة حول مستقبل سوريا في ظل الهيمنة الإيرانية، وضبابية الموقف الروسي من ذلك، علاوة على القلق الأمريكي والإسرائيلي، يشاطره توجس عربي من احتمالية ميلاد إمارة إيرانية جديدة في قلب الوطن العربي!.

ربما يعجبك أيضا