باحث بجامعة كولومبيا: الربيع العربي ابتدأ وانتهى بتونس

شيرين صبحي

رؤية
كولومبيا- صدر حديثا عن مطبعة جامعة كولومبيا، كتاب “Tunisia: an Arab Anomaly”، تأليف الباحث صفوان المصري، تقديم الأستاذة بالعلوم السياسية والمتخصصة في سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأمريكية ليزا أندرسون.

ضم المؤلف نائب رئيس المراكز العالمية والتنمية الدولية في كولومبيا، مجمل البحوث التي أجراها حول الظاهرة التونسية، وتعقب الأسباب والعوامل التي تضافرت لإتاحة مسار الانتقال الديمقراطي الذي ما يزال جارياً في تونس منذ بدء “انتفاضة الياسمين”. وقال في تقديمه لكتابه: “مستلهمة التجربة التونسية، نهضت الجماهير العربية، في تحدٍّ ممزوج بالتوقع، أولاً من أجل التضامن مع التونسيين، ثم من أجل تغيير أقدارها في أوطانها، خالقة تعاقباً في الأحداث أشبه بأثر الدومينو، والذي أصبح معروفاً بـ”الربيع العربي”.

واضاف “لكن ذلك الربيع سرعان ما تحول إلى شتاء قاتم وعاصف سحق آمال الشعوب بحياة أفضل وبقدوم حكومات تمثيلية لأولئك الذين تحدوا الحالة القمعية السائدة”.

تعتقد أطروحة الكتاب أن “الربيع العربي ابتدأ وانتهى بتونس” وأن “ثورة الياسمين التونسية وحدها مهدت الطريق لانتقال سلمي نحو ديمقراطية عاملة” في منطقة دمرتها الحروب والقمع الدموي والحروب الأهلية.

وسرد الكاتب مجمل التطورات التي تلت بداية الثورة، من وضع دستور تقدمي، إلى أول انتخاب ديمقراطي لرئيس البلاد. لكن هذا التفرُّد في الإفلات من المصير القاتم للانتفاضات في الدول الأخرى يصعب أن يكون عشوائياً.

ولذلك، يقتضي الفهم الكامل لقصة النجاح التونسية استكشاف العوامل التي ميزت تونس عن محيطها العربي ومكّنتها من التفرد في المسار، وهو ما ينجزه المصري في رحلته البحثية الثرية.

يتعقب المصري تاريخ تونس في الإصلاح، في مجالات التعليم والدين وحقوق المرأة، ويبحث عن بذور التجليات الراهنة في المجتمع الليبرالي نسبياً الذي شكلته تونس في أواسط القرن التاسع عشر. ويخلص الكاتب إلى أن تونس لا تبرز كنموذج لا يمكن تكراره في الدول العربية الأخرى فحسب، وإنما هي “حالة ناشزة” لأن تاريخها في الإصلاح وضعها دائماً على مسار منفصل عن بقية المنطقة.

ربما يعجبك أيضا