باحث مصري يتناول أدب الدراما التلفزيونية في “عصفور النار”

شيرين صبحي

رؤية
القاهرة – صدر حديثا عن دار دلتا للنشر، كتاب “عصفور النار.. دراسة أدب الدراما التلفزيونية” للباحث أحمد عمار، يقع في 416 صفحة، يتناول بالتحليل نصا دراميا تلفزيونيا، هو مسلسل “عصفور النار” تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل.

يرى الباحث أحمد عمار أن نص المسلسل ارتقى ليصبح أدبا رفيعا، يمكن أن يخضع لقواعد النقد والتحليل الأدبي. لكن كان لا بد له من وقفة قصيرة يؤجل فيها تحليله للعمل الذي اختاره، ليرصد أهم ما يميز الدراما التلفزيونية، في فصل أسماه “مهاد نظري”، فالدراما التلفزيونية تختلف عن مثيلاتها ليس في المسرح فحسب، بل أيضا في السينما والإذاعة والوسائط الشعبية الأخرى كالسامر والحكواتي، وهي اختلافات فرضتها وسيلة تقديم العمل وهي الشاشة الصغيرة، وذلك لا ينفي بالطبع وجود سمات مشتركة كثيرة أهمها أن كل هذه الأنواع تقوم على مبدأ القص أو تقديم حكاية، لكن دراما التلفزيون نشأت أساسا لجذب المشاهد ولملء ساعات البث، وهذا حررها من الارتباط بزمن معين تتطلبه مدة عرض الفيلم والمسرحية، فأتاح للكاتب أن يحشد عمله بشخصيات عديدة وتفاصيل كثيرة.

أيضا يرى عمار أن التشويق كان عنصرا لازما لجذب المشاهد وإثارة فضوله يوميا، وينبغي أن يؤكد الكاتب على التباين بين الشخصيات وألا تكون مسوخا أو دمى تنطق بلسان المؤلف بل تنطق بلسانها هي، وعلى المؤلف أن يعبر عن رؤيته من خلال العمل ككل وليس عبر استنطاقه للشخصيات، وينبغي للحوار أن يكون معبرا عن الشخصية، كاشفا عنها، ومفيدا للحدث وللصراع، كذلك لا بد أن يكون لكل شخصية هدف تسعى إليه، وأن يكون طريق الهدف محفوفا بالمخاطر لتحقيق الصراع بين الشخصيات المتناقضة وأن يتجدد الصراع في كل حلقة لضمان التشويق، وفقا لصحيفة “العرب”.

ويؤكد عمار أن المسلسل الدرامي ليس مجرد نوع أدبي، بل هو نوع فني يعتمد على عناصر فنية كثيرة من بينها نص المسلسل، لكن قضيته هنا تطلبت الاقتصار على النص المكتوب، لذا اعتمد على المشاهدة فقط للوقوف على بنية النص والتوصل إلى السمات والثيمات والتقنيات التي اعتمد عليها مؤلف المسلسل في بناء عمله، وهو في تناوله المتتابع عبر فصول الكتاب لحلقات المسلسل لم يفصل بين الشكل والمضمون بل رصد كلا من السمات الموضوعية والخصائص التقنية، فأسامة أنور عكاشة في جل أعماله يحاول الانتصار لقيم إنسانية عامة في نهاية الصراع بين عدد من القيم المتضادة مثل العدل / الظلم، الوفاء/ الخيانة، ولا يتناولها بشكل مجرد بل ينطلق من مجتمعه وواقعه المعيش، لذا يختار شخصيات من لحم ودم تشبه المتلقي نفسه أو يكاد يعرفها في حياته.

ربما يعجبك أيضا