«هدنة رمضان» تمنح اليمنيين بارقة أمل جديدة.. هل يتغير واقعهم؟

هالة عبدالرحمن

ساهمت الخطوات الأخيرة ، بما في ذلك الهدنة بين الأطراف المتحاربة في اليمن واستقالة رئيس البلاد عبدربه منصور هادي، في توفير بعض الراحة للمدنيين اليمنيين المحاصرين في قبضة الحرب، والذين يعانون من إحدى أشد الأزمات الإنسانية في العالم.


آثار تخلي الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عن صلاحياته لصالح مجلس قيادة رئاسي آمالًا حذرة في إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية في البلاد وتجاوز السنوات العجاف.

وتوقفت الغارات الجوية المميتة التي كان يتعرض لها سكان اليمن يوميًا، والقذائف الصاروخية العابرة للحدود التي كان يطلقها الحوثيون ضد الدول الخليجية، والتي زعزعت استقرار جيران اليمن، وفقًا لـ“واشنطن بوست”.

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

استقالة رئيس البلاد ونقل صلاحياته

الأسبوع الماضي، استقال الرئيس اليمني، الذي يُنظر إليه على أنه زعيم بعيد وغير فعال، وفوض السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي، ووصف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيان، الخطوة بأنها “مهمة نحو الاستقرار وتسوية سياسية شاملة يقودها ويملكها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وساهمت الخطوات الأخيرة، بما في ذلك الهدنة بين الأطراف المتحاربة في اليمن واستقالة رئيس البلاد في توفير بعض الراحة للمدنيين اليمنيين المحاصرين في قبضة الحرب، والذين يعانون من إحدى أشد الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا لـ”واشنطن بوست”. وتزامنت الهدنة الأولى منذ 6 سنوات مع بداية شهر رمضان، وتضمنت أحكامًا لتحسين حرية حركة المدنيين والبضائع في اليمن.

اتفاق الهدنة اليمنية

قُتل عشرات الآلاف في القتال في جميع أنحاء البلاد، وامتدت الحرب إلى ما وراء حدود اليمن نحو الخليج العربي، ليأتي رمضان 2022 بهدنة واستراحة للجميع بعدما فشلت محاولات سابقة عديدة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار أو للتفاوض على إنهاء الحرب.

وفي أحداث الهدنة، التي من المفترض أن تستمر شهرين، اتفقت السعودية والحكومة اليمنية على السماح بشحنات الوقود إلى ميناء يسيطر عليه الحوثيون، وسيسمح للمطار الدولي في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون باستقبال رحلات الركاب، بعد أن منع التحالف الذي تقوده السعودية الطيران التجاري هناك لسنوات، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

الهدنة ما زالت غير مستقرة

وقال الخبراء والمسؤولون لـ”واشنطن بوست”، إنه من السابق لأوانه وصف هذه الإجراءات بأنها انفراجة، وكانت الهدنة متزعزعة وأدت بالفعل إلى مخاوف من أن يستخدمها الحوثيون لإعادة نشر القوات لشن هجمات جديدة.

وأوضحت الباحثة البارزة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ميساء شجاع الدين، أن توقف القتال قد يوفر جوًا لجهود الوساطة التي تشارك فيها الأمم المتحدة والوسطاء الإقليميون، مضيفةً أن البديل هو هدنة فاشلة يتبعها “انفجار عسكري”.

imrs

فتح الميناء والمطار للمرة الأولى منذ سنوات

رست سفن وقود في ميناء الحوثي الذي يسيطر عليه ميليشيا الحوثي الإرهابية، والعمل المكثف والاستعدادات جارية لافتتاح مطار صنعاء لأول رحلة تجارية منذ 6 سنوات، وهي الخطوة التي انتظرها آلاف اليمنيين المرضى، من بينهم أشخاص يعانون من أمراض تهدد حياتهم، ما زاد آمالهم في السفر إلى دول مثل الهند ومصر لإنهاء معاناتهم بعد تدمير البنية التحتية في اليمن.

وقال عبد الله عبد الخالق، 44 عامًا، الذي يعاني من فشل كلوي مزمن ويحتاج إلى زراعة، في تصريحات لـ”واشنطن بوست”: “بصراحة.. فقدت الأمل وكنت أحاول فقط أن أعيش لإعالة أطفالي”، متابعًا: “أتمنى لو كانوا تركوا مطار صنعاء خارج هذه الحرب لأن ذلك أضر بعديد المرضى، الآن يوجد أمل بالنسبة لي وللمرضى الآخرين مثلي”.

41 2022 637847579639469203 946

انفراجة للمرضى اليمنيين

كان البديل لإغلاق المطار، بالنسبة للمرضى في صنعاء هو رحلة طويلة وشاقة مليئة بنقاط التفتيش إلى عدن أو سيئون، لوجود مطارات، حسبما ذكرت رقيبة صالح حسن، 56 عامًا، التي تعاني من سرطان الغدة الدرقية، وهو أحد أكثر أنواع السرطانات قابلية للشفاء إذا عولج في مرحلة مبكرة، لكن مع نقص العلاج تدهورت صحة المرضى، مشيرةً إلى أنها بكت فرحًا بعد الإعلان عن إعادة فتح مطار صنعاء.

w1280 p1x1 YEMEN RAMADAN

آمال الغد

قال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، إن التقدم الأخير يساعد في “تمهيد الطريق” لمستقبل أكثر إشراقًا، وأن انخفاض عدد الضحايا المدنيين، ووصول المزيد من سفن الوقود إلى الحديدة والهدنة، خطوات إيجابية، مستشهدًا بحزمة دعم اقتصادي أعلن عنها مؤخرًا بقيمة 3 مليارات دولار تشمل الوقود ومساعدات التنمية، وفقًا لموقع الأمم المتحدة.

ونوه إلى تقيم السعودية والإمارات وديعة جديدة بقيمة 2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني للمساعدة في استقرار العملة، متابعًا: “استعاد الريال بالفعل 25% من قيمته منذ هذا الإعلان، وهذا يعني أن المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى التي يجب استيرادها كلها تقريبًا ستصبح قريبًا في متناول الجميع”.

ربما يعجبك أيضا