باريس: الحل التوافقي بشأن مشروع الغاز نورد ستريم “نجاح دبلوماسي”

محمود رشدي

رؤية

باريس- أشادت الحكومة الفرنسية بالحل التوافقي الذي تم التوصل إليه في توجيه الاتحاد الأوروبي الخاص بالغاز، ووصفته بأنه ناجح دبلوماسي.

كانت مصادر دبلوماسية في بروكسل صرحت في وقت سابق من اليوم، بأن ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى حل وسط في الخلاف المتعلق بمشروع الغاز “نورد ستريم 2”.

وأوضحت هذه المصادر أن ممثلي دول الاتحاد توصلوا إلى اتفاق ينص على وضع شروط صارمة للمشروع من خلال تعديلات في “توجيه الاتحاد الأوروبي في مجال الغاز” والخاص بإدارة سوق الغاز في أوروبا، وفي الوقت نفسه يضمن الاتفاق ألا يتم تهديد المشروع الذي يتكلف مليارات اليورو.

وذكرت دوائر في قصر الإليزيه، أن الاتفاق سيسمح بوضع مشروع الغاز الروسي الألماني “نورد ستريم 2″ تحت الرقابة الأوروبية، وأشارت الدوائر إلى أن ألمانيا وفرنسا كانتا تفاهمتا على هذا الأمر بالفعل أمس الخميس، ولفتت هذه الدوائر إلى أن برلين التي ظلت على مدار فترة طويلة تعارض الإشراف الأوروبي، غيرت كثيراً من موقفها ” وليست هناك أزمة ألمانية فرنسية”.

وأعلن قصر الإليزيه رفضه لتحليلات رأت أن فرنسا غيرت موقفها قبل التصويت على القواعد الجديدة لنقل الغاز، وقالت هذه الدوائر إن الموضوع ” جرى النقاش بشأنه منذ فترة طويلة بين ألمانيا وفرنسا”.

وأضافت هذه الدوائر: “ظللنا نشير دائماً إلى تخوفنا دون أن نطرح هذه المحادثات في السوق”.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق في المقام الأول حيال الاعتماد المفرط لأوروبا على الغاز الروسي.

وأوضحت هذه الدوائر أن الرئيس الفرنسي الغى مشاركته في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في الأسبوع المقبل لانشغاله الشديد داخلياً بأمور من بينها النقاش الوطني حول الإصلاحات، وتابعت أن ماكرون تعذر عليه اللحاق بهذا الموعد في ألمانيا ” وليس هناك لا مبالاة”.

وذكرت هذه الدوائر أن ماكرون يعتزم الإدلاء بتصريحات خلال الشهر الجاري عن أوروبا وطرح مقترحات لإصلاح الاتحاد الأوروبي.
 
كانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أشادت بالاتفاق ووصفته بأنه نجاح مشترك لألمانيا وفرنسا.

وقالت ميركل اليوم في برلين: “أرى هذا اليوم جيداً ولم يكن له أن ينجح بدون التعاون الألماني الفرنسي”.

وكانت الحكومة الألمانية ترغب في منع إدخال تعديل واسع النطاق على التوجيه لكنها اضطرت إلى التفاوض بعد تغيير النهج السياسي لفرنسا.

ورفضت ميركل تكهنات بتوتر علاقتها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد رفضه المفاجئ للمشاركة والظهور المشترك معها في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، وقالت: “لدينا تعاون يومي حول كل الملفات الأوروبية المهمة”.

وأضافت ميركل أنه حتى إذا غاب ماكرون عن مؤتمر ميونخ “فإنه سيكون هناك العديد من اللقاءات “بينهما” يقنعان فيها بعضهما البعض بأن روح معاهدة آخن حية”.

وكان قد تم توقيع معاهدة آخن للصداقة بين ألمانيا وفرنسا قبل أسبوعين، وتضع هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين على أساس جديد.

كان قد تم الإعلان أن الكلمة المشتركة لماكرون وميركل في مؤتمر ميونخ سيكون ذروة المؤتمر الأمني الذي سينعقد في الفترة بين 15 إلى 17 من الشهر الجاري.

وكان قرار ماكرون بعدم المشاركة قد وصل إلى ميونخ يوم الجمعة الماضي، لكن الإعلان عنه لم يتم سوى أمس الخميس.

ربما يعجبك أيضا