بالتدخل العسكري.. أردوغان يهدد بإنشاء مناطق آمنة بالشمال السوري

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

يعود من جديد أردوغان ليستغل اللاجئين السوريين لتحقيق مسعاه، فبعد تعاونه مع التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها تنظيمي داعش والقاعدة؛ وتمكين تواجدهم على الحدود الجنوبية التركية لمقاتلة الأكراد. ذهب أردوغان لسياسة أخرى عديمة الإنسانية وهي تكوين حائط بشري من اللاجئين في بلاده لمنازحة القوات الكردية، وذلك بعدما فشلت الحيلة الأولى وإجماع العالم على هزيمة الإرهابيين.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، أن صبر تركيا بدأ ينفد من الولايات المتحدة في مسالة إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وحذر من أن التدخل العسكري التركي قد يكون وشيكا. وقال في خطاب متلفز “ليس أمامنا اليوم من خيار سوى المضي في الطريق الذي اخترناه”، مضيفا “لقد حاولنا كل شيء وصبرنا كثيرا (…) لم بعد بإمكاننا تضييع أي لحظة”.

وفي أغسطس الماضي، تواصلت أنقرة مع واشنطن لإنشاء مناطق عازلة في الشمال السوري، وتحديد أماكن انتشار القوات الكردية، إذ تعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية – أغلبها من الأكراد – منظمة إرهابية، والبدء في إعادة توطين اللاجئين السوريين بتركيا.

سياسة الإحلال

تصاعدت وتيرة الصدام بين القوات الكردية والجيش التركي، عقب انتصار الأولى على تنظيم داعش ودحر آخر معاقله بالرقة السورية، ومن ثم زاد حازت على تأييد دولي تجاه قضيتها لإقامة دولة كردية، على أقل تقدير إقليم يخضع للسيادة الذانية مثل إقليم كردستان العراق. لأن تركيا لديها أعداد كبيرة من المواطنين ذات الأصل الكردي، وكذلك صراعها الداخلي مع حزب العمال الكردستاني بجنوب شرق تركيا، فأنها تخشى من تصاعد الأصوات الكردية مطالبة بحكم ذاتي.

علاوة على ذلك، تنطلق السياسة التركية الخشنة في الشمال السوري، لسحق أية محاولات كردية للتمركز في الشمال السوربة على حدودها الجنوبية، وفي بداية الصراع السوري لعام، وصعود نجم تنظيم داعش، تعاونت أنقرة معه لأجل مقاتلة الأكراد، وسخرت له كافة الإمدادات من بيع النفط، وتسهيل دخول المقاتلين، إلى حد عقد لقاءات داخل أسطنبول بين قيادات التنظيم، وذلك لأجل منع التواجد الكردي على حدودها.

وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وهُزم تنظيم داعش في أكتوبر 2017، ولجأت بعده أنقرة إلى تنظيم النصرة، والفصائل السورية المعارضة، للإحلال محل التنظيم في الشمال السوري، وأيضًا باءت خططها بالفشل، إذ صممت روسيا والنظام السوري على إجهاض المعارضة السورية، وتيقنت تركيا أن رهانها على صمود تلك الفصائل ورقة خاسرة، ولذا اتبعت سياسة أخرى ثالثة، ولكنها أقل إنسانية، إذ استغلت اللاجئين داخل أراضيها لتكوين حائط بشري أمام القوات الكردية.

ارتدادات عكسية

انخفض سعر صرف الليرة التركية، أمس الثلاثاء، أمام سعر صرف الدولار الأمريكي، وسجل الدولار 5.72 ليرة، بعدما كان 5.65 ليرة.

وتأثر سعر صرف العملة المحلية بكلمة الرئيس التركي رجب أردوغان في حفل افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي اليوم، بعدما أعلن عن نيته بالتدخل العسكري في الشمال السوري. 

المناطق الآمنة

في بداية الشهر الجاري، قال أردوغان، إنه يرغب في إعادة مليون من بين 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم بلاده، إلى المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سوريا، واتفق البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي (أمريكا وتركيا) على إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا على الحدود الجنوبية لتركيا، وطرد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة.

استكملت السلطات التركية إعداد الخطط من أجل إنشاء مدن وقرى ومساكن في المنطقة الآمنة التي يعتزم إنشاءها بالتعاون مع الجانب الأميركي في شمال شرقي سوريا.

وذكرت وسائل الإعلام التركية، نقلاً عن مصادر تركية رسمية، قولها إن الخطة الجاهزة تهدف إلى إنشاء 200 ألف مبنى، من أجل توطين أكثر من مليون سوري، كمرحلة أولى، من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.

ويشمل المخطط إنشاء 140 قرية تتسع كل واحدة منها لـ5000 شخص، إضافة إلى إنشاء 10 بلدات (أو مدن صغيرة) تتسع كل واحدة منها لـ30 ألف شخص، وتكون منتشرة على طول المنطقة المحاذية للحدود التركية السورية في الشمال السوري، من نهر الفرات وحتى الحدود العراقية، بعرض 30 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية، وبطول 480 كيلومتراً.
 
 
 
 

ربما يعجبك أيضا