بالونات معادية أغضبت شقيقة كيم وفاقمت أزمة الكوريتين

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

فصل آخر من التصعيد بين الكوريتين، بعد إعلان بيونج يانج نيتها قطع كل قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع جارتها الجنوبية بسبب منشورات معادية، نفذت فيها شقيقة زعيم كوريا الشمالية تهديداتها وحشدت لها مظاهرات مُنددة بعداء جارتها الجنوبية، في خطوة يرى فيها الخبراء أنها محاولة من بيونج يانج لخلق أزمة جديدة في وقت وصلت فيه العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود رغم عقد ثلاثة لقاءات بين الكوريتين.

قطع العلاقات

أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أن بيونج يانج ستقطع كل قنوات الاتصال السياسية والعسكرية اعتبارًا من ظهر اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تهديدات سابقة لبيونج يانج حذرت فيها من قطع العلاقات مع سيول بسبب إرسال ناشطين منشوريات معادية عبر الحدود.

كما نظمت السلطات الكورية الشمالية تجمعات شعبية واسعة النطاق في مختلف أنحاء البلاد لدعم تهديداتها.

وذكرت الوكالة، أن بيونج يانج “ستقطع بالكامل وتغلق خط الارتباط بين السلطات الشمالية والجنوبية والذي كان قائمًا عبر مكتب الارتباط بينهما” كما ستقطع قنوات اتصال أخرى، وذلك “اعتبارًا من ظهر اليوم الموافق 9 يونيو 2020، كخطوة أولى نحو قطع جميع الاتصالات مع كوريا الجنوبية بشكل كامل.

كما هددت بيونج يانج أيضًا بإلغاء عشرات المشاريع الاقتصادية بين البلدين، وخصوصاً منطقة كايسونغ الصناعية وزيارات جبل كومغانغ.

على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، أن كوريا الشمالية لم تستجب لاتصال هاتفي من مكتب الاتصال المشترك للمرة الأولى، منذ افتتاح المكتب في عام 2018.

بالونات وراء التصعيد

يأتي قرار بيونج يانج بقطع جميع قنوات الاتصال بعدما دأب منشقون كوريون شماليون وناشطون آخرون على إرسال بالونات من الأراضي الكورية الجنوبية إلى الجارة الشمالية تحمل منشورات تتهم الزعيم الكوري الشمالي بانتهاك حقوق الإنسان وتدين سياسته النووية.

وبحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية فإن السلطات الكورية الجنوبية تواطأت مع “الأعمال العدائية” ضد كوريا الشمالية، وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات بين الكوريتين.

وأضافت الوكالة أن بيونج يانج خلصت إلى “استنتاج مفاده أنه ليست هناك حاجة للجلوس وجها لوجه مع سلطات كوريا الجنوبية وأن لا قضايا للنقاش معهم لأنهم لم يفعلوا سوى تأجيج غضبنا”.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الكوريتين فتورًا شديدًا بعد الآمال التي أنعشتها ثلاث قمم في 2018 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن ، كما يأتي في ذكرى القمة التاريخية بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة في 2018.

كانت كوريا الشمالية  قد أوقفت غالبية اتصالاتها مع الجنوب بعد فشل القمة الثانية بين كيم وترامب في فبراير 2019 في هانوي ما ترك المحادثات حول الملف النووي الكوري الشمالية في حالة جمود.

ويرى خبراء هذه البادرة الأخيرة بأنها تدل على تسريع استراتيجية بيونج يانج للضغط على جارتها الجنوبية.

شقيقة كيم في المقدمة

قرار قطع الاتصالات جاء بعد اجتماع كيم يونج تشول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري، وكيم يو جونج شقيقة رئيس كوريا الشمالية، والذي ناقشا فيه خططًا مرحلية للعمل ضد “العدو” في إشارة إلى كوريا الجنوبية، “حتى يدفع الخونة ثمن جرائمهم”، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

ويبدو أن هناك مساعي متزايدة من كوريا الشمالية لزعزعة السياسة الكورية الجنوبية، بدأت بإطلاق بيونج يانج النار على المنطقة منزوعة السلاح دون أي رد فعل من سيول، في محاولة لتوسيع النهج المتشدد ليشمل الولايات المتحدة، وهي سياسات لا يمكن عزلها عن وجود كيم يونج جونج في المقدمة، حسب تصريحات شين بيوم-شول من معهد الأبحاث الكورية للأمن القومي.

ويمكن الاستناد إلى التحذير الأول لكوريا الجنوبية في بيان نشرته وكارة الأنباء الكورية ووقعته كيم يونج جونج، والذي هددت فيه بإغلاق مكتب الارتباط وإلغاء الاتفاق العسكري الذي وقع خلال زيارة مون إلى بيونج يانج في 2018 بهدف خفض التوتر على الحدود.

يذكر أن معظم الاتفاقات التي وقعت خلال تلك القمة لم تنفذ وقد أجرت كوريا الشمالية مذاك عشرات التجارب العسكرية واستفزازات كما حصل حين استهدفت في مايو مركز مراقبة للجنوب في المنطقة المنزوعة السلاح .

ويعتقد محللون أن بيونج يانج لم تقم بأي خطوة جوهرية نحو التخلي عن برامجها للتسلح النووي التي كانت وراء فرض عقوبات دولية عليها  خلال سنوات من قبل مجلس الأمن.

ربما يعجبك أيضا